إدارة «فيس بوك» تغلق موقع «الانتفاضة الفلسطينية الثالثة» بعد ضغوط إسرائيلية

الناشطون يتحدونها وينشئون صفحة جديدة تستقطب 30 ألف مشترك في غضون ساعات

TT

رضخت إدارة موقع «فيس بوك» الاجتماعي، أخيرا، للضغوط الإسرائيلية الكبيرة، وأغلقت صفحة فلسطينية تدعو لانتفاضة ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي، في الضفة الغربية وقطاع غزة، تنطلق في 15 مايو (أيار) المقبل، بعدما وصل عدد مشتركيها إلى نحو 350 ألفا في أقل من شهر واحد.

وفوجئ المشتركون في صفحة «الانتفاضة الفلسطينية الثالثة» بإغلاقها، بعد أيام من شن إسرائيل حملة ضدها، توجت برسالة من وزير الإعلام الإسرائيلي، لمؤسس «فيس بوك»، يدعوه فيها لإغلاق الصفحة التي وصفها بأنها تحرض على القتل.

ولكن إدارة صفحة «الانتفاضة الثالثة» لم تستسلم لقرار «فيس بوك»، وأنشأت صفحة جديدة بنفس العنوان، استقطبت إليها ما يربو على 30 ألفا في غضون ساعات فقط.

وأكد موقع «فيس بوك» لموقع شبكة أخبار «فوكس نيوز. كوم» الأميركية كما ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إغلاق الصفحة، استجابة كما يبدو للطلب الإسرائيلي، زاعما أن الإغلاق لم يكن بسبب مطالبة عدد من المشتركين إغلاقها أو بسبب ضغوط إسرائيلية.

وقال المتحدث باسم «فيس بوك» أندرو نويس لـ«فوكس نيوز»: «نحن لا نزال مقتنعين بأن من حق أعضاء (فيس بوك» أن يكونوا قادرين على أن يعبروا عن آرائهم.. ونحن لا نزيل مواد تتحدث ضد دول أو أديان أو كيانات سياسية أو أفكار». ولكنه في الوقت ذاته أكد أن «فيس بوك» سيزيل أي صفحات تدعو «مباشرة للعنف أو الكراهية»، مشيرا إلى أن موقع «الانتفاضة الثالثة» «يعبر عن الكراهية والعنف».

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد ناقشت في اجتماعها الأخير الدعوة الناجحة إلى إطلاق انتفاضة ثالثة، وبعث وزير الإعلام الإسرائيلي يولي أدلشتاين، برسالة إلى مؤسس «فيس بوك» مارك زوكر بيرغ، قائلا له إن الصفحة تحتوي على تحريض سيلحق الأذى باليهود والإسرائيليين.

وجاء في رسالة أدلشتاين، «إني أقدر وجهات النظر المختلفة، لكن ما تحتويه الصفحة ليس وجهة نظر بقدر ما هو تحريض». وأضاف «لا حاجة لتفصيل ما يمكن للتحريض المنفلت في الصفحة المذكورة أن يحدث، بدءا من المساس باليهود والإسرائيليين غير المذنبين وصولا إلى كفاح مسلح ضد دولة إسرائيل».

لكن إدارة صفحة «الانتفاضة الفلسطينية الثالثة» نفت جملة وتفصيلا ما جاء أصلا في رسالة أدلشتاين،، وقالت «منذ أنشئت الصفحة لم تحتو على أي تحريض وإنما على دعوات إلى مظاهرة سلمية».

ويريد الشبان القائمون والمنضمون إلى صفحة «الانتفاضة الثالثة»، إشعال انتفاضة سلمية جديدة، في اليوم الذي دعوا فيه كذلك إلى مسيرات مليونية في 15 مايو المقبل في ذكرى النكبة، من أجل عودة اللاجئين زحفا إلى ديارهم.

وكتب المشرفون على الصفحة «تم حذف صفحة الانتفاضة الفلسطينية الثالثة من قبل إدارة الـ(فيس بوك) الصهيونية.. تلك الصفحة التي حوت على 350 ألف مشترك.. فهل سنعود بمليون مشترك لنبقى شوكة في حلوق أعدائنا؟».

وفي إشارة على تحدي إدارة «فيس بوك»، كتب المشرفون على الصفحة أمس «يوم جديد وتحد جديد مع إدارة الـ(فيس بوك)».

ومن غير المعروف كيف سيتعامل الإسرائيليون مع الصفحة الجديدة. وما يقلق الإسرائيليون هو أن الدعوة لانتفاضة ثالثة تستقطب كل هذه الأعداد في أوقات قصيرة، وفي وقت كانت حذرت فيه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن مثل هذه الانتفاضة ممكنة.

وقال المشرفون على صفحة «الانتفاضة الثالثة»: «موعدنا قريب.. فلسطين ستتحرر ونحن من سيحررها.. هدفنا الآن الوصول إلى ملايين المشتركين في هذه الصفحة قبل 15 مايو.. أرجوكم قوموا بنشر الصفحة في كل مكان، قادمووون يا فلسطين». وأضاف الموقع «بعد الانتفاضة التونسية والانتفاضة المصرية والانتفاضة الليبية، حان دور الانتفاضة الفلسطينية».

ومن المنتظر أن تستعيد الصفحة الجديدة عددا أكبر من عدد مشتركيها في المرة الأولى، إذ أخذ ناشطو الـ«فيس بوك» الفلسطينيون والعرب المسألة على أنها تحد جديد لإرادتهم.

ونشط الشبان في نشر وتوزيع عنوان الموقع الجديد، وطلبوا من الأصدقاء الانضمام، كما خاطبوا مواقع أخرى عربية لنشر رابط الصفحة الجديدة، بل أسس فلسطينيون وعرب مواقع تحمل نفس الاسم «الانتفاضة الفلسطينية الثالثة»، زادت عن 15 موقعا حتى الأمس.