«الأطلسي» يعترف بقتل 4 مدنيين في غارة جنوب أفغانستان

وزير التنمية الألماني يحث السلطات الأفغانية على مكافحة الفساد

TT

أقرت قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان (إيساف) أمس بأنها قتلت امرأتين وطفلين خلال قصف جوي في 25 مارس (آذار) في الجنوب, وذلك في بيان نشر بعد تحقيق في الموضوع.

وكانت «إيساف» قد أقرت السبت الماضي بسقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين في هذه الضربة الجوية التي كان من المفترض أنها تستهدف سيارتين تنقلان أحد قادة طالبان و«المتورطين» معه في مقاطعة ناو زاد في ولاية هلمند غير المستقرة. وأشارت «إيساف» أمس إلى أن «أربعة مدنيين كانوا يستقلون السيارة الثانية قتلوا وجرح ثلاثة آخرون». موضحة أن القتلى امرأتان وطفلان، بينما الجرحى امرأة وطفلان. وأضاف البيان أن ثلاثة مقاتلين من طالبان قتلوا أيضا، إلا أن «الفرد المستهدف (في العملية) لم يكن في أي من السيارتين». وأكدت القوات الدولية في أفغانستان أيضا أن «قوة الانفجار في السيارة الأولى وعمق الحفرة يشيران بوضوح إلى أنه كان يحوي كمية كبيرة من المتفجرات». وولاية هلمند تعتبر معقلا لمقاتلي طالبان الذين طردوا من الحكم نهاية عام 2001 الذين يقودون مذاك تمردا داميا ضد الحكومة في كابل وحلفائها في «إيساف». والمدنيون هم أول الضحايا في النزاع الأفغاني. وعام 2010 كان الأكثر دموية خلال تسع سنوات من الحرب، بحسب الأمم المتحدة التي اعتبرت أن 75 في المائة من الضحايا المدنيين سقطوا في هجمات للمتمردين، كما أن عدد الضحايا الذين سقطوا بنيران عمليات الحلف الأطلسي انخفض بنسبة 21 في المائة، مقارنة مع عام 2009. وقد وجهت الاتهامات بوقوف «إيساف» وراء الكثير من العمليات التي أدت إلى مقتل مدنيين منذ مطلع عام 2011. واعترفت بمسؤوليتها عن بعض هذه العمليات وقدمت اعتذاراتها إلى السلطات الأفغانية مؤخرا. إلى ذلك واصل وزير التنمية الألماني ديرك نيبل زيارته لشمال أفغانستان، وحث السلطات المحلية هناك على مكافحة الفساد. وتفقد الوزير أمس في مدينة فايز آباد، بإقليم بدخشان‎ شمال شرقي البلاد، الكثير من المشاريع التنموية التي تدعمها ألمانيا، بينها مدرسة ومحطة طاقة كهرومائية. والتقى نيبل حاكم الإقليم، كما تفقد معسكر القوات الألمانية هناك وأحيا ذكرى الجنود الألمان الذين لقوا حتفهم في أفغانستان، وقد استهل نيبل جولته الأفغانية، التي ستستغرق أربعة أيام، أول من أمس، بزيارة مدينة مزار الشريف في إقليم بلخ شمال البلاد. وكان نيبل قد قال عقب وصوله إلى مدينة مزار الشريف أمس: «الرسالة الرئيسية لجولتي هي: الدعم والمطالبة أمران متلازمان». ووفقا لبيانات متحدثة، أكد نيبل خلال محادثاته مع حاكم إقليم بلخ، محمد عطا، أمس، أهمية القيادة الرشيدة للحكومة ومكافحة الفساد في أفغانستان. وكانت الحكومة الألمانية قد أعلنت العام الماضي اعتزامها زيادة دعمها المدني لأفغانستان إلى نحو 430 مليون يورو سنويا. وتضخ هذه الأموال في مجالات دعم الاقتصاد والتعليم والتنمية الريفية ومشاريع البنية التحتية، بالإضافة إلى برامج لحماية حقوق المرأة وتعزيز دعائم الدولة القانونية.