مصدر دبلوماسي: سفارة مصر في طرابلس ليست رهن الإقامة الجبرية

مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يعقد مؤتمرا صحافيا في القاهرة اليوم

TT

أكد مصدر دبلوماسي مسؤول في سفارة مصر في طرابلس أن السفارة تمارس عملها بكل حرية، وتقوم بدورها دون أي عوائق، نافيا صحة ما تداولته بعض الوسائل الإعلامية، أول من أمس، بأن السفارة توجد رهن الإقامة الجبرية.

وقال المصدر في تصريح صحافي، إن السفارة موجودة مع باقي السفارات العربية والأجنبية، وتقوم بترحيل المواطنين يوميا عبر منفذ رأس جدير على الحدود بين ليبيا وتونس، بالتنسيق مع السلطات الليبية، مشيرا إلى أن المسافة ما بين طرابلس والسلوم تبلغ نحو 1600 كيلومتر، في حين تبلغ المسافة من طرابلس إلى الحدود الليبية التونسية نحو 170 كيلومترا فقط، الأمر الذي يجعله الطريق الأفضل للسلوك في حال ترحيل الرعايا المصريين، وبخاصة أنه يبعد عن مناطق العمليات المحتدمة بين الثوار وقوات القذافي.

وأكد المصدر أن الطاقم الدبلوماسي المصري لا توجد لديه أدنى رغبة في مغادرة الأراضي الليبية، بحسب ما أوردته وسائل إعلامية. كما أنه لم يصدر قرار بمنع سفر أي من أفراده، مشيرا إلى أنهم يقومون بدورهم في خدمة رعايا بلدهم.

ومن جهة أخرى، أكد السفير محمد عبد الحكم، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين في الخارج، أن مصر ما زالت تحاول الحصول على تصريحات من الجانب الليبي لإدخال السفن إلى ميناء مصراتة لنقل المصريين الموجودين هناك. ولكن دون جدوى.

وقال عبد الحكم، في مؤتمر صحافي عقد، أمس، في وزارة الخارجية، إن هناك مخاطرة شديدة في إدخال السفن في الوقت الحالي إلى الميناء لنقل المصريين من مصراتة، وإن وزارة الخارجية تضع في اهتمامها الأول تأمين إدخال السفن إلى هناك، وتأمين خروج المواطنين المصريين عليها. ولكن نظرا للأوضاع الحالية والعمليات العسكرية، فإن الأمر لا يزال صعبا.

وأشار عبد الحكم إلى أن «البديل لإخراج المواطنين من مصراتة هو الطريق البري إلى طرابلس أو بنغازي أو الحدود الليبية - التونسية، ولكن إذا كانت غير آمنة فإننا ننصح المواطنين المصريين هناك بالبقاء في منازلهم وعدم المخاطرة بحياتهم».

وردا على سؤال حول ما نشرته بعض وسائل الإعلام عن قيام قطر بنقل بعض المواطنين المصريين من مصراتة، نفى عبد الحكم وجود تنسيق مصري - قطري في هذا الأمر، مؤكدا أنه سمع به أيضا من وسائل الإعلام ولكن رغم ذلك فإن مصر ترحب بأي جهد يبذل من أي دولة عربية أو أجنبية لتقديم المساعدة في هذا الشأن.

وأضاف أن 381 مواطنا مصريا نجحوا في العبور إلى الحدود التونسية - الليبية في منطقة رأس جدير، وتم نقل 331 منهم على رحلات طيران على نفقة الوزارة، مشيرا إلى أن منظمة الهجرة الدولية قامت بالمساعدة في هذا الأمر، وأنه سيتم نقل العدد المتبقي خلال ساعات.

وأوضح عبد الحكم أن 404 مواطنين مصريين وصلوا إلى مصر عبر منفذ السلوم، وأن 1900 من الرعايا العرب والأجانب وصلوا أيضا عبر السلوم، ومن بينهم 1019 مواطنا ليبيا، مما يرفع عدد الليبيين الذين دخلوا مصر حتى الآن إلى 29 ألفا و159 ليبيا.

من جهة أخرى، قال عبد الحكم إن إيطاليا أنقذت 62 مهاجرا مصريا غير شرعي من الغرق، بينهم 7 من القصر، بعد أن تعرض المركب الذي كان يقلهم للغرق، لولا تدخل إحدى السفن التجارية الإيطالية. وقال إنه في إطار العلاقات الوطيدة مع إيطاليا، قررت إيطاليا ترحيل المصريين بدلا من محاكمتهم، علما بأن القوانين الإيطالية تجرم الهجرة غير الشرعية وتعاقب بالغرامة والحبس والترحيل.

إلى ذلك، يعقد أنطونيو غوتيريس، المفوض السامي لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، الذي بدأ زيارة لمصر منذ يومين، مؤتمرا صحافيا في القاهرة، اليوم. وصرح مصدر مسؤول في المكتب الإقليمي للمفوضية في القاهرة بأن الزيارة تأتى في إطار الجهود التي تقوم بها المفوضية لمساعدة اللاجئين والنازحين الفارين من ليبيا، والدور المهم الذي تلعبه السلطات المصرية للمساعدة في هذا الشأن، وأنه دور محل تقدير دولي وأممي كبير. وأشار المصدر إلى أن غوتيريس سيجرى خلال الزيارة مباحثات مع كبار المسؤولين المصريين، تتناول التعاون والتنسيق بين الجانبين في المسائل الإنسانية، وبخاصة ما يتعلق باللاجئين.