«قياس» يتعرض لوابل من الانتقادات.. في لقاء مفتوح مع رئيسه

المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي يؤكد على أن اختباراته ليست عشوائية

الأمير د. فيصل بن عبد الله المشاري آل سعود
TT

تلقى المركز الوطني للقياس والتقويم بالسعودية سيلا من الانتقادات التي طالت عددا من أعماله ونماذج اختباراته التعليمية والمهنية، حيث اعتبر البعض أن مركز «قياس» يتحمل جزءا كبيرا من ضعف المردود التوعوي لشرائح عريضة من المستفيدين من خدماته، مشيرين إلى أن جهود المركز مغيبة عن المدارس، في حين يعاني الطلاب من نقص المعلومات حول الاختبارات الواجب عليهم إتمامها لضمن استكمال إجراءات قبولهم في الجامعات السعودية، حيث لا توجد أي توعية داخل المدارس ويقتصر دور التوعية على المدارس الأهلية، التي تبادر من تلقاء نفسها بذلك الدور التوعوي لطلابها من خلال البرامج الإثرائية التي تقدمها بمقابل مالي.

وأوضح الأمير الدكتور فيصل بن عبد الله المشاري آل سعود رئيس المركز الوطني للقياس والتقويم بالسعودية أن المركز يعمد إلى تقديم رسائل توعوية بالاختبارات التي ينظمها، موضحا أن التوعية بالمركز تتم بطريقتين؛ إحداهما توفير الاستعداد النفسي للمختبر، والأخرى التعرف على آليات الاختبار وطريقة إجرائه، بالإضافة إلى ما يقوم به المركز من إرسال نماذج إلكترونية لكل إدارات المدارس وبعدد طلاب كل مدرسة، ليتم تدريب الطلاب عليها ولتعريفهم على نماذج الأسئلة في برنامج «قياس». وكان رئيس المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي قد عقد لقاء مفتوحا في المركز بمقره بالرياض، حضره عدد من الصحافيين والأكاديميين بالإضافة لعدد من الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم.

وكشف الأمير الدكتور فيصل بن عبد الله المشاري آل سعود عن أن المركز لديه مشروع مستقبلي طموح لتدريب الطلاب وتعريفهم ببرنامج الاختبار وتهيئتهم نفسيا وتعويدهم على آليات الإجابة عن النماذج بطريقة سريعة، مشيرا إلى أن اختبارات «قياس» كافة تعتمد على السرعة في الإجابة، ولمح إلى أن المشروع التدريبي سيتم نشره عبر موقع «قياس» على شبكة الإنترنت، مع مراعاة أن البعض ليس لديه اتصال بالإنترنت، لذا عمد «قياس» إلى توفير ذلك المشروع التدريب على وسائط رقمية (سي دي) ليصل لأكبر عدد ممكن من الراغبين في التدريب على الاختبار والتعرف عليه.

وأوضح عدد من المشاركين في اللقاء من خلال أسئلتهم أن مفردات الكتب القديمة للمناهج الدراسية في السعودية تختلف عن ما تم إقراره مؤخرا في المناهج الجديدة من حيث المادة العلمية والتعامل مع تلك المادة، وتساءلوا عن مدى أخذ «قياس» بعين الاعتبار تلك التطورات في المناهج الدراسية خلال إعداد اختبارات التحصيل أو التقويم التي يجريها المركز، حيث أكد رئيس مركز «قياس» على أن الاختبارات التحصيلية التي يجريها «قياس» هي من أكثر الاختبارات تأثرا بمحتوى المناهج الدراسية، مؤكدا على التحاور مع مدير عام المناهج بوزارة التربية والتعليم السعودية خلال لقاء جمعهم به للتأكد من مراعاة اختبارات التحصيل لما طرأ على المناهج من تعديل في المحتوى العلمي. وحول قضية اختبارات المعلمين الجدد، أشار الأمير الدكتور فيصل بن عبد الله المشاري آل سعود إلى أن اختبار المعلمين الجدد تم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم لتحديد معايير لمهنة التعليم، مشيرا إلى أن مهنة التعليم من المهن التي بحاجة إلى اشتراطات ومعايير محددة. ولمح إلى وجوب توافر تلك المعايير والشروط في المتقدمين لمهنة التعليم، وأضاف أن الملتحقين بالمهنة يخضعون لاختبار لمعرفة توافر تلك المعايير والاشتراطات ليسمح لهم بمزاولة المهنة. وشدد الأمير الدكتور فيصل بن عبد الله المشاري آل سعود على أن «قياس» لم ينظر إلى ماهية الكلية التي تخرج فيها طالب الالتحاق بمهنة التعليم، مؤكدا على مطالبة المركز للجامعات السعودية بضرورة توافر تلك المعايير في خريجيها الراغبين في الالتحاق بمهنة التعليم، وذلك من خلال التدريس لطلابها وفق تلك المعايير المهنية.

وبين رئيس مركز «قياس» أنهم يطمحون مستقبلا للاستغناء عن اختبارات المعلمين الجدد، وذلك في حال اجتياز أعداد كبيرة في السنوات المقبلة من خريجي الجامعات السعودية الاختبارات المهنية للمعلمين، حيث ستكون الجامعات تقيدت بالمعايير الواجب توافرها في خريجيها لمزاولة مهنة التعليم. وأشار إلى أن «الحاجة للاختبار في الوقت الحالي أتت من كون أعداد كبيرة من المتقدمين إلى وظيفة التعليم لا يحققون معايير وشروط تلك المهنة. والمصلحة العامة تقتضي أن نوقف هذا التدهور في التعليم السعودي»، مؤكدا أن المعلم هو أحد الركائز المهمة؛ «بل هو من يقود التعليم ويحقق تطبيق المناهج التطويرية للعملية التعليمية، ففشل تلك الركيزة يعني فشل كل الأساليب الرامية إلى تطوير التعليم محليا». وبين رئيس مركز «قياس» أن أغلب الطلاب المتقدمين للاختبار هم في المستوى المتوسط في قدراتهم وتحصيلهم العلمي، معتبرا أن من يحقق 65 في المائة هم في مجال المتوسط، بينما من يحقق 80 في المائة فما فوق هم ذوو قدرات والتحصيل العالي بين الطلاب.

إلى ذلك، أكد الأمير الدكتور فيصل بن عبد الله المشاري آل سعود أن هدف تلك الاختبارات الانتقال من الدرجات إلى التقييم المعياري الذي يحقق القدرة على التمييز بين الطلاب بشكل واضح لقدراتهم وتحصيلهم.

ونفى في الوقت ذاته أن مركز «قياس» يتأخر في تأخره في إعلان نتاج اختباراته، مرجعا السبب في ذلك إلى الحاجة لمزيد من الوقت للمركز لجمع كل نماذج الاختبار والعمل على إجراء عملية حسابية مقارنة بين الاختبارات السابقة والحالية، لمعرفة المقياس الحقيقي لاختبارات الطالب، مشيرا إلى أن درجة الطالب لا تتغير في أي من الاختبارات الخاضع لها.

وفي جانب ذي صلة، أشار رئيس مركز «قياس» إلى أن المركز يرى الالتزام بما تظهره نتائج اختبارات القدرات والتحصيل للطلاب لتحديد تخصصاتهم في المرحلة الجامعية، التي تتناسب مع قدراتهم، كاشفا عن وجود تجاوب وقناعة من قبل بعض الكليات في الجامعات السعودية، ولمح إلى أن العديد من الجامعات السعودية لا تعتمد على نتيجة طلابها في السنة التحضيرية، لكون السنة التحضيرية تحتوي على عدد من المقررات التي لا يمكن قياس مستوى الطالب من خلالها.

إلا أنه يؤكد على أن «اختبارات القبول في الحقيقة هي اختبارات على درجة عالية من المصداقية، فتعطي تصورا حقيقيا لمستوى الطالب، ونحن لا نزال في نقاش مع الجامعات حول اعتماد اختبارات القبول»، معتبرا أن مركز «قياس» لا يتدخل في فرض تلك التوصيات على إدارات الجامعات لأن الجامعات تتمتع بالاستقلالية الكاملة عن المركز.