ساحات التغيير في اليمن: أغان ثورية «ممنوعة» وفنانون كبار لبث «الروح الثورية»

التغيير والحرية على الطريقة اليمنية التقليدية

شباب يمنيون يهتفون للمطالبة بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح في صنعاء أمس (أ.ب)
TT

على أنغام الأغاني الثورية البارزة، يقود شباب «التغيير والحرية» في المدن اليمنية ثورتهم التي تطالب برحيل النظام، ففد أعلن الكثير من الفنانين انضمامهم للثورة الشبابية، كما انضمت نقابة الفنانين اليمنيين إليهم، وأصدروا بيانا من على منصة التغيير يعبر عن دعمهم وتأييدهم للتغيير ورحيل النظام، ومنهم من أنتج الكثير من الأغاني الثورية الجديدة، بينما تقوم ساحات التغيير والحرية بإذاعة أغانيهم مع أغان ثورية قديمة؛ أبرزها للفنان أيوب طارش، ومن أهمها أغنية تقول مطلعها: «وهبناك الدم الغالي.. وهل يغلى عليك دم»، إضافة إلى أغنية الفنان الراحل علي الأنسي «نحن الشباب»، أما الفنان الكبير محمد مرشد ناجي فيتغنى الشباب بأغنية «أنا الشعب» له، إضافة إلى بث أغنيته الممنوعة، وهي أغنية سياسية ناقدة منعت من التداول منذ مطلع عهد الرئيس علي عبد الله صالح، أواخر سبعينات القرن الماضي، ويقول مطلع أبياتها:

«نشوان لا تفجعك خساسة الحنشان ولا تبهر إذا ماتت غصون البان الموت يبن التعاسة يخلق الشجعان فكر بباكر ولا تبكي على ما كان» ويعلق أيوب طارش على تداول أغانيه من قبل المؤيدين للنظام والمعارضين بأنه لا يقف مع جهة ضد أخرى، وليس له توجه مع أي حزب، لكنه أكد أهمية أن يترك للشباب حرية التعبير عن أنفسهم وحريتهم والشعور بكينونتهم.

ويقول: «اتركوا للشباب أن ينشدوا ويغنوا لكي يبنوا الشعور بالانتماء للوطن الذي يتسع للجميع إذا صلحت النيات».

أما منصات التغيير فتظهر الكثير من الفنانين في مختلف ألوان الغناء والإنشاد؛ من أبرز المنشدين جميل القاضي، محمد الأضرعي، أمين حاميم، عبد القادر قوزع، ومن الفنانين عبد الرحمن الأخفش، أحمد فتحي، وأحمد العسيري، عصام الحميدي، وهناك فتيات يقدمن الأغاني الشبابية، مثل الراب بمصاحبة الغيتار، كما هو حاصل في ساحة التغيير بصنعاء.

يؤكد عبد الرحمن الأخفش، وهو من أبرز الفنانين اليمنيين، انضم منذ وقت مبكر لساحة التغيير بصنعاء، ونصب مع الكثير من زملائه «خيمة الثقافة والفن»، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أهمية دور الفنان في التأثير على أوساط المجتمع، خاصة من لا يزالون في منازلهم.

ويتابع: «الفنان بما يقوم به ويقدمه أهم من السياسي، كما أن المجتمع يثق فيما يقول ويتقبل ما يعلنه، لأن الجمهور يثق في صدق مشاعر الفنان وأحاسيسه، فالثورة هي ثورة الفكر والثقافة، وهناك فنانون شباب قدموا أروع الأغاني الثورية التي تعزز من الانتماء ودور الشباب في زرع ونشر مفاهيم الثورة، لأنهم يسجلون الآن تاريخا جديدا لليمن».

الأخفش قدم الكثير من الأمسيات الفنية في كثير من ساحات المدن اليمنية؛ فقد قام مؤخرا بزيارة لعدد من المحافظات منها: إب، تعز، ذمار، عدن، لحج، الحديدة، إضافة إلى صنعاء، لكنه ينتقد سوء التنسيق مع منظمي برنامج منصة التغيير بصنعاء، حيث لم يتمكن من تقديم أغانيه سوى مرة واحدة، وقدم فيها أغنيتين هما «أنا الشعب»، و«بعزمنا»، ويطالب بأن تكون المنصة بعيدة عن برامج الأحزاب وسيطرتهم، وأن يكون فيها مساحة أكبر للفنانين من مختلف الألوان، وليس من لون واحد يستأثر بمعظم برنامج اليوم.

ويدعو الأخفش إلى مشاركة شعبية واسعة في هذه الثورة «من أجل التغيير للفكر والتخلف الذي يعيشه اليمن»، مشيرا إلى أن الشباب اليوم حملوا شعار (اليمن أغلى)».

ويوضح أنه أعد أغنية بمناسبة ثورة الشباب، وهي أغنية ثورية بعنوان «انتصار الثورة» قام بتسجيلها مؤخرا، ويبثها بعد الثورة، كما يقول.

كما كشف الأخفش عن تلقيه اتصالات من الكثير من الشخصيات والأصدقاء، «يستفسرون مني عن سبب إعلاني الانضمام إلى ثورة الشباب، لكني أقنعهم بموقفي، وأنها فرصة تاريخية لنا، فقد هبت رياح التغيير، ويجب علينا أن نصنع القرار لمستقبل أولادنا وأجيالنا».

ويؤكد «لن أتراجع عن موقفي، ولن أغير مطلبي، وهو رحيل هذه السلطة الفاسدة، وكل الفاسدين من جميع الأحزاب».

ولا يقتصر دور الفنان على تقديم الأغاني الثورية فقط، حيث يشارك بفعالية فيما يدور من نقاشات وبرامج الاعتصامات؛ ففي تعز يقود الفنان فهد القرني مع زميله صلاح الوافي اعتصامات ساحة الحرية في تعز، وهما فنانان اشتهرا في الآونة الأخيرة، وقدما أحد المسلسلات المشهورة وهو «همي همك»، المسلسل الذي حاز على أكبر نسبة مشاهدة في اليمن في رمضان الماضي، كما تقدم في عدن أمسيات مسرحية بشكل دائما، وأبرز الفرق التي تقدمها فرقة «خليج عدن» المسرحية في ساحة الحرية بكريتر، حيث قدمت الفرقة التي يرأسها المخرج المسرحي عمرو جمال عرضا مسرحيا بعنوان «أعور وعاده يتنقور».

وهناك فنانون مغتربون في الخارج جاءوا إلى مسقط رأسهم ليعلنوا من على منصة التغيير انضمامهم للثورة، كما فعل المطرب اليمني الشهير أحمد فتحي، حيث غنى للمعتصمين في الحديدة أغنية «يا معتصم»، وكتب أبياتها الشاعر محمود الحاج.