قوات وتارا على مشارف أبيدجان وغموض حول موقف غباغبو

انتشار جنود فرنسيين في العاصمة العاجية بسبب أعمال نهب

TT

اقتربت قوات الرئيس العاجي المعترف به دوليا الحسن وتارا، أمس، من أبيدجان حيث يسود توتر شديد، بينما يلزم الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو، الذي يزداد تضييق الخناق عليه، الصمت ولا يكشف عن نياته. وغداة السيطرة على ياموسوكرو العاصمة السياسية للبلاد وغانيوا (وسط غرب) في قلب المنطقة التي يتحدر منها غباغبو، واصلت قوات وتارا هجومها السريع الذي شنته الاثنين دون مقاومة كبيرة وفي بعض الأحيان من دون معارك. وأصبحت أمس على بعد 110 كلم شرق أبيدجان وكانت تعد للزحف على المدينة إذا رفض لوران غباغبو التنحي عن السلطة. وبدورهم، انتشر جنود من القوة الفرنسية (ليكورن) أمس في أحد أحياء أبيدجان حيث جرت عمليات نهب.

وأكد الحسن وتارا أمس في خطاب أن قواته باتت «على أبواب أبيدجان» بينما سمعت أعيرة نارية بالأسلحة الثقيلة ظهر أمس في أبيدجان قرب معسكر مهم لدرك لوران غباغبو. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شاهد عيان قوله: «رأيت قوافل المتمردين (المقاتلين الموالين لوتارا) بسيارات رباعية الدفع يعبرون نزيانوان وكانت الرشاشات على سيارات عسكرية». وأضاف: «إنهم فتشوا أيضا مقر الدرك في نزيانوان» على الأرجح للاستحواذ على الأسلحة «ثم اتجهوا نحو أبيدجان». وفي العاصمة الاقتصادية كانت معظم الشوارع خالية صباح أمس، وتراجعت وسائل النقل العمومي القليلة أمام الحواجز الكثيرة التي أقامها «الشباب الوطني» الموالي لغباغبو خلال الساعات الأخيرة. وأعلنت وزارة خارجية جنوب أفريقيا أمس أن قائد أركان الجيش العاجي الجنرال فيليب مانغو لجأ مساء أول من أمس إلى منزل سفيرة جنوب أفريقيا زودوا لالي في أبيدجان. وأوضحت أن «الجنرال ترافقه زوجته و5 من أبنائه». وأضافت أن «حكومة جنوب أفريقيا فتحت مشاورات بشأنه مع الأطراف المعنية في ساحل العاج والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة». ودعا الحسن وتارا في خطاب تلفزيوني العسكريين الموالين لغباغبو إلى «الالتحاق» بقواته التي تشن هجوما على النظام. في غضون ذلك لم يحسم غباغبو، فيما يبدو، موقفه بشأن المقاومة أو الانسحاب. ولزم الصمت مساء أول من أمس بعد أن كان متوقعا أن يلقي خطابا، من دون تقديم شروح. وكان متوقعا أن يترأس ظهر أمس مجلس الوزراء حسب مصدر حكومي. وعلى الجبهة الغربية استولت القوات الجمهورية ليلا على منطقة سان بيدرو حيث أكبر ميناء في العالم لتصدير الكاكاو الذي تعتبر ساحل العاج أكبر مصدريه. وقال أحد السكان «إنهم يسيطرون على الميناء وكافة القطاعات الاستراتيجية في المدينة». وأفادت عدة شهادات بأن ميليشيات غباغبو نهبت أول من أمس عدة محلات تجارية وأحرقت مراكز شرطة وسرقت منها أسلحة. وانهارت أسعار الكاكاو، أكبر ثروة وطنية منذ بداية الأسبوع، إلى أدنى مستوياتها منذ 3 أشهر.

واشتد الضغط الخارجي على النظام ودعت وزارة الخارجية الفرنسية الرئيس غباغبو إلى الاستجابة لرسالة مجلس الأمن الدولي الذي دعاه إلى التنحي فورا من أجل «حقن الدماء». واتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية ميليشيات ومرتزقة ليبيريين يدعمون غباغبو بأنهم ارتكبوا «مجزرة» بحق مواطنين من دول غرب أفريقيا منهم «37 على الأقل» في يوم واحد، في 22 مارس (آذار) الماضي، في بلدة غرب البلاد تدعى كاكايوير.