مصر: الملتقى الشعبي الأول لدعم مسيرة الأزهر يدعو إلى لمّ شتات الجماعات الدينية

سلفيون يتبرأون من اتهامات الإعلام

TT

سارع مصريون بتوجيه أصابع الاتهام إلى «السلفيين» في حادث إطلاق النار على راقصتين من قبل مجهولين في حفل زفاف بالإسماعيلية، وقد استدعى الحادث على الفور واقعة قطع أذن مسيحي على يد مجموعة سلفية في صعيد مصر قبل نحو أسبوع.

وتزامن الحادث مع مؤتمر عقده أعضاء الدعوة السلفية للتنديد بما وصفوه بـ«الهجمة الإعلامية الشرسة» ضدهم، مؤكدين أنهم يطبقون شرع الله بالحوار لا بالقوة، في حين بدأت قوى شعبية مصرية بحث مستقبل الأزهر قائلين إنه المؤسسة الدينية الوسطية التي يمكن أن تواجه دعوات التعصب والفهم المغلوط للدين الإسلامي.

كانت مصادر أمنية أكدت أن مسلحين هاجموا أمس حفل زفاف كانت تشارك فيه راقصتان، وأطلقوا الأعيرة النارية على أعضاء الفرقة الموسيقية في محافظة الإسماعيلية (شمال شرقي القاهرة)، واتهم الأهالي التيار السلفي بأنه وراء الحادث على خلفية إقامة «حد» الشريعة الإسلامية على مواطن مسيحي بقطع أذنه في محافظة قنا بصعيد مصر والاعتداء على فتيات بإلقاء النار عليهن وهدم أضرحة أولياء الله الصالحين.

من جانبهم، شرع علماء أزهريون وبعض الدعاة في البحث عن حوار مجتمعي وسطي للحد من سطوة بعض التيارات الدينية وتقديم رؤية لإصلاح الأزهر بعيدا عن المؤسسة الرسمية. ودعا الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر إلى «لمّ شتات الجماعات والمؤسسات الدينية»، مطالبا بانتخاب شيوخ المعاهد الأزهرية والاستعانة بهم في تشكيل لجنة علماء الأزهر وأعضاء مجمع البحوث، ليتم من بينهم انتخاب شيخ الأزهر.

وقال قطب خلال الملتقى الشعبي الأول لدعم مسيرة الأزهر الإصلاحية الذي عقد بنقابة الصحافيين أمس إن «منصب شيخ الأزهر لا بد أن يعبر عن مستوى علمي قبل أن يكون منصبا إداريا»، مؤكدا «ضرورة عودة دور الأزهر للحفاظ على وسطية الإسلام وتفعيل دوره التاريخي والريادي».

في المقابل، نظمت الدعوة السلفية مؤتمرا بجامع عمرو بن العاص في حي مصر القديمة بالقاهرة مساء أول من أمس للتنديد بالهجمة الشرسة على الدعوة السلفية، وأكد الداعية السلفي سعيد عبد العظيم أن الحملة الشرسة على السلفيين ستعود بالإيجاب وستعمل على انتشار الدعوة على مستوى العالم، لافتا إلى أن السلفية منهج التحضر والتطور شريطة التمسك بكتاب الله وسنة رسوله، والسلفية ليست تقصير ثوب وإطلاق لحية فقط فهي منهج كامل، مؤكدا أن «أعضاء السلفية ليسوا ملائكة بل بشر يخطئون ويصيبون»، موضحا أن الإصلاح لن يتحقق إلا بالرجوع لمنهج العبودية، وأن التغيير يبدأ من إقامة الدين في دنيا الناس وإقامة حضارة على منهاج النبوة.

ووصف الداعية السلفي محمد إسماعيل، أسلوب التعامل الإعلامي مع السلفيين بـ«الرصاص المصبوب»، مطالبا رجال الإعلام بأن يكفوا عن النظر إليهم على أنهم ورقة ضغط وفزاعة للناس، منتقدا الحشد الصوفي الكبير ردا على دعوات هدم الأضرحة، مؤكدا «عدم وجود حوادث من هذا القبيل شارك فيها التيار السلفي»، ومشيرا إلى أنهم لم يحاولوا التغيير باليد بل بالحكمة والموعظة الحسنة.

ونفي الشيخ ياسر برهامي عضو المجلس الرئاسي للدعوة السلفية، ما أشيع من أن السلفيين يلقون ماء النار على المتبرجات أو فرض عليهن لبس النقاب، بقوله: «هذا كلام كذب وافتراء لا صحة له، فالدعوة لا تكون إلا بالكلمة والتبسم والسلوك والخلق الحسن، حتى نثبت أن الإسلام منهج يأخذ البشرية إلى الرحمة».