تركيا: أردوغان يراقب الأوضاع في سورية وسيضغط على الأسد لإجراء إصلاحات

رئيس الوزراء التركي قال إنه كان يتوقع إجراءات أخرى غير تغيير الحكومة

TT

نقلت تقارير صحافية تركية أمس عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قوله إنه سيضغط على الرئيس السوري بشار الأسد لتهدئة الاضطرابات بإجراء إصلاحات يطالب بها الشعب السوري حين يتحدث معه غدا (الاثنين).

وصرح أردوغان للصحافيين المرافقين له أثناء عودته من زيارة رسمية إلى لندن «إلى جانب تغيير الحكومة كانت ثمة توقعات بإلغاء (العمل) بقانون الطوارئ والإفراج عن السجناء السياسيين و(إعداد) دستور جديد».

ونشرت صحيفة «حريت» قول أردوغان «إذا لم تتحقق هذه التوقعات فسنقول ذلك للسيد الأسد يوم الاثنين (غدا)».

وتحدث أردوغان هاتفيا مع الأسد مرتين منذ أن اندلعت الاضطرابات في سورية التي تقع إلى جنوب شرقي تركيا في الشهر الماضي والتي قتل خلالها أكثر من 60 شخصا منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية، وقتلت قوات الأمن الجمعة ثلاثة محتجين على الأقل في إحدى ضواحي دمشق، بينما شارك آلاف في مسيرات مطالبة بالديمقراطية في أرجاء البلاد.

وقبل أسبوع أصدر وزير الخارجية التركي بيانا دعا فيه إلى إصلاحات سياسية واقتصادية في سورية وضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات.

وفي أول ظهور رسمي منذ بدء الاحتجاجات على حكمه المستمر منذ 11 عاما، عزا الأسد الاضطرابات إلى مؤامرة أجنبية ولم يتحدث عن أي إصلاحات، وفي وقت لاحق قال مسؤولون إن الأسد أمر بتشكيل لجنة لصياغة قانون لمكافحة الإرهاب يحل محل قانون الطوارئ المفروض منذ 48 عاما ويستخدم في التضييق على المعارضة والسماح باعتقالات تعسفية.

وقال أردوغان إن تركيا تراقب رد فعل الشعب السوري على خطاب الأسد وتحركاته حتى الآن، وحين سئل رئيس الوزراء عما إذا كانت تركيا، التي تحتفظ بأطول حدود برية مع سورية، تواجه خطر تدفق فارين من الاضطرابات عبر الحدود إلى تركيا، قال «لا آمل ذلك.. وإلا فستنشأ مشكلات بالنسبة إلينا».

وتحسنت العلاقات بين تركيا وسورية بشكل ملحوظ منذ تولي حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان. وأوشكت حرب أن تنشب بين البلدين في أواخر التسعينات بسبب مساندة سورية لمقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي المحظور في تركيا، والذين ينشطون في المناطق الممتدة جنوب تركيا وشمال العراق وسورية.

وفي غضون ذلك، نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية قوله في بيان، إن تركيا «تولي اهتماما بأمن واستقرار ورفاهية الشعب السوري بنفس القدر الذي توليه لشعبها، وإنها لا يمكن أن تقبل أي سلوك أو تصرف يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في سورية أو يلحق الأذى بإرادة الإصلاح في هذا البلد الصديق»، وأضاف المتحدث بحسب الوكالة السورية: «إننا في تركيا نؤمن إيمانا راسخا بمدى الاهتمام الذي توليه الدولة والقيادة في سورية لتلبية مطالب الشعب»، وجدد «دعم أنقرة الكامل والقوي لما قدمه الرئيس بشار الأسد فيما يخص الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وثقتها التامة بأن القيادة السورية تقوم بدور ريادي في هذا المجال»، وتابع قائلا إنه «من الواضح أن سورية سوف تباشر في القريب العاجل برنامج الإصلاحات لتلبية آمال وتطلعات الشعب السوري».