مبادرة جديدة للمعارضة اليمنية تتضمن تنحي الرئيس ونقل سلطاته لنائبه

المتحدث باسم المعارضة يكشف لـ «الشرق الأوسط» تفاصيلها

TT

أعلنت أحزاب المعارضة اليمنية في تكتل «اللقاء المشترك» أنها أقرت، أمس، رؤية بشأن انتقال السلطة في اليمن، دون أن تعلن عنها، وقالت إنها ستنشرها في وقت لاحق، هذا في الوقت الذي تستمر فيه المظاهرات والاعتصامات المطالبة بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح عن سدة الحكم، وهو الذي عين هيئة حكومية جديدة لرفع المظالم في البلاد، في حين شهدت مدينة عدن ولأول مرة منذ بدء الاحتجاجات، عصيانا مدنيا من أجل إسقاط النظام. وقالت أحزاب «اللقاء المشترك» إنها عقدت، أمس، هي وشركاؤها في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، اجتماعا استثنائيا أقرت فيه تلك الرؤية، وقال محمد قحطان، الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك المعارضة في اليمن لـ«الشرق الأوسط»: إن الرؤية تقوم على أساس 5 نقاط هي:

أولا: يعلن الرئيس تنحيه عن منصبه، وتنتقل سلطاته وصلاحياته لنائبه.

ثانيا: يقوم النائب، فور توليه السلطة، بإعادة هيكلة الأمن القومي، والأمن المركزي، وكذا الحرس الجمهوري، بما يضمن تأديتهم لمهامهم وفقا للدستور والقانون تحت قيادات ذات كفاءة ومقدرة بمعايير وطنية ومهنية بعيدا عن معايير القرابة والمحسوبية وتخضع لسلطة وزارتي الداخلية والدفاع.

ثالثا: يتم التوافق مع الرئيس المؤقت (النائب سابقا) على صيغة للسلطة خلال الفترة الانتقالية تقوم على قاعدة التوافق الوطني؛ بحيث يتم التالي:

1- تشكيل مجلس وطني انتقالي تمثل فيه كل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي وشباب الساحات ورجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني والمرأة على أن يشمل كل مناطق اليمن. ويتولى بصورة أساسية:

أ- إجراء حوار وطني شامل تشارك فيه جميع الأطراف السياسية في الداخل والخارج من دون استثناء وتطرح فيه جميع القضايا على طاولة الحوار للخروج بحل لجميع القضايا ومنها القضية الجنوبية، والتوصل إلى رؤية للإصلاحات الدستورية الكفيلة بتحقيق الحريات السياسية والثقافية وبناء الدولة المدنية الحديثة، دولة المواطنة بنظام لا مركزي مع تطوير النظام السياسي على قاعدة النظام البرلماني والأخذ بالقائمة الشعبية.

ب- تشكيل لجنة من الخبراء والمتخصصين لصياغة مشروع الإصلاحات الدستورية في ضوء نتائج الحوار الوطني الشامل.

2- تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة تترأسها المعارضة وتمثل فيها أطراف العمل السياسي وشباب الساحات ورجال الأعمال، وتتولى إضافة إلى مهامها الدستورية تسيير الأمور وتصريف الأعمال، وتثبيت الوضع الاقتصادي والمالي، والحيلولة دون المزيد من التدهور في جميع المجالات.

3- تشكيل مجلس عسكري مؤقت من القيادات العسكرية المشهود لها بالكفاءة والنزاهة وتحظى باحترام وتقدير في أوساط الجيش، بحيث تمثل في المجلس كل تكوينات القوات المسلحة، ويشرك فيه ممثلون عن المقعدين قسريا بعد حرب 1994، وذلك بصورة تجسد وحدة ووطنية هذه المؤسسة لتقوم بدورها وواجباتها الدستورية باعتبارها «ملكا للشعب كله ومهمتها حماية الجمهورية وسلامة أراضيها وأمنها»، بالإضافة إلى مهمتها المؤقتة في حماية ثورة الشعب السلمية، والحفاظ على الأمن والاستقرار وصيانة كيان الدولة.

4- تشكيل لجنة عليا للانتخابات والاستفتاءات العامة تتولى:

- إجراء الاستفتاء على مشروع الإصلاحات الدستورية.

- إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بحسب الدستور الجديد.

5- تأكيد حق التعبير السلمي وحرية التظاهر والاعتصامات السلمية وغيرها لجميع أبناء اليمن، ويتم التحقيق في الاعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون في جميع الساحات وعلى وجه الخصوص مجزرة عدن وصنعاء وأبين وغيرها من الحالات التي استخدم فيها الرصاص الحي والقنابل الغازية وتقديم المسؤولين عنها للمحاكمة، وتعويض الجرحى والمعوقين وأسر الشهداء.

وفي بيان صادر عن الاجتماع، حيت المعارضة أنصارها و«تدفق الحشود الجماهيرية الكبيرة على ساحات التغيير وميادين الحرية»، وأدانت «بشدة» استمرار «اعتداءات قوات الأمن وعناصر البلطجية ضد المعتصمين سلميا في محافظات حجة، وإب، والحديدة، وذمار»، التي أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى، بحسب المعارضة التي قالت إن «علي صالح ونظامه يبدو كمن أصيب برياح الغباء وعدم الاعتبار من جرائمه السابقة التي لم تمنع الشعب من الالتفاف وراء الشباب الصامد الذي يواجه أسلحتهم وبلطجيتهم في الساحات والميادين بصدور عارية».

في هذه الأثناء، تتواصل الاعتصامات والمظاهرات في معظم المحافظات اليمنية للمطالبة بإسقاط النظام، وقال شهود عيان في محافظة الحديدة إن مسلحين مدنيين حاولوا، فجر أمس، وللمرة الثانية في غضون يومين، فض اعتصام المناوئين للنظام في «ساحة التغيير» الواقعة في «حديقة الشعب» بوسط مدينة الحديدة الساحلية في غرب البلاد. وأشارت مصادر طبية في المستشفى الميداني، إلى أن ما لا يقل عن 7 أشخاص سقطوا جرحى بالرصاص الحي والغز المسيل للدموع.

وشهدت العاصمة صنعاء، عصر أمس، مظاهرات جابت أكثر من شارع من أهمها «الستين» و«هائل»، وهتف المتظاهرون بإسقاط النظام، وعملية السير في مظاهرات في شوارع صنعاء، ظاهرة بدأت في النمو منذ أيام، خاصة مع تولي أفراد الجيش الموالين للثورة عملية حماية المتظاهرين من قوات الأمن المركزي والمجاميع المسلحة المعروفة بـ«البلطجية»، الذين انصرفوا إلى شوارع ومسافات بعيدة من «ساحة التغيير» المخصصة للاعتصام أمام جامعة صنعاء الجديدة.