يهودي أميركي يقاضي «فيس بوك» لتأخره في حذف «الانتفاضة الثالثة»

الشبكة الاجتماعية أغلقت الصفحة مرتين.. والناشطون أنشأوا عشرات الصفحات الأخرى

TT

أقدم يهودي أميركي على تقديم دعوى قضائية في الولايات المتحدة، ضد الشبكة الاجتماعية «فيس بوك»، مطالبا بتعويض مالي مقداره مليار دولار، بتهمة «الإهمال والقصور في التعامل مع صفحة (الانتفاضة الفلسطينية الثالثة)»، التي لم يغلقها الموقع إلا يوم الخميس الماضي، وبعد تدخل من الحكومة الإسرائيلية.

ويتهم لاري كلايمان، مقدم الدعوى، «فيس بوك» بالإهمال والتأخر في إغلاق صفحة «الانتفاضة الثالثة» التي أثارت جدلا كبيرا. وطالب الموقع بعدم الموافقة مستقبلا على فتح صفحات مماثلة، زاعما أن الصفحة ألحقت الأذى باليهود، وكان من الممكن أن تضر بهم.

وحسب الوثائق القضائية التي نشرها موقع «تيك - كرانش» كتب المدعي كلايمان أنه «مواطن أميركي من أصل يهودي.. قلق على أمن إسرائيل وكل الشعوب». ورأى أن إدارة «فيس بوك» برهنت، رغم إغلاق الصفحة، على «الإهمال» لأنها لم تلب بسرعة طلبات إلغاء الصفحة.

ورفض «فيس بوك» الدعوى وقال إن هذه الاتهامات «لا أساس لها»، مؤكدا أنه سيتصدى لها قضائيا، ووعد بـ«الدفاع عن نفسه بحزم».

وأوضح أنه سمح بتحرير الصفحة المذكورة بداية كون من بادروا إليها قد دعوا إلى «الاحتجاج السلمي ضد إسرائيل»، لكنه قرر إزالة الصفحة بعد أن اتضح أنها تحتوي على مضامين «تحرض على العنف».

وأغلق موقع «فيس بوك» الأسبوع الماضي صفحة «الانتفاضة الفلسطينية الثالثة» مرتين في غضون 4 أيام، استجابة لضغوط إسرائيلية رغم عدم اعترافه بذلك.

وأغلقت الصفحة الأولى التي تدعو إلى انتفاضة ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي، بعدما وصل عدد مشتركيها إلى 350 ألفا في أقل من شهر واحد، وأغلقت الثانية بعدما وصل عدد مشتركيها إلى 30 ألفا في ساعات. وتسببت رسالة رسمية من وزير الإعلام الإسرائيلي، يولي أدلشتاين، إلى مؤسس «فيس بوك»، مارك زوكر برغ، في إغلاق الصفحة. وقال أدلشتاين إن الصفحة تحتوي على تحريض سيلحق الأذى باليهود والإسرائيليين.

ويقلق الإسرائيليون من أن الدعوة إلى انتفاضة ثالثة تستقطب أعدادا كبيرة في أوقات قصيرة، وفي وقت كانت قد حذرت فيه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من أن مثل هذه الانتفاضة ممكنة.

وتنفي إدارة صفحة «الانتفاضة الفلسطينية الثالثة» ما جاء أصلا في رسالة أدلشتاين، وقالت: «منذ أنشئت الصفحة لم تحوِ أي تحريض وإنما دعونا إلى مظاهرة سلمية». وأول من أمس، الجمعة، قاطع المنضمون إلى صفحة «الانتفاضة الثالثة»، «فيس بوك»، ليوم واحد، احتجاجا على إغلاق الصفحة مرة ثانية.

ويوجد اليوم أكثر من صفحة باسم «الانتفاضة الفلسطينية الثالثة»، أنشئت دعما للصفحات المغلقة، وتجاوز مشتركو إحداها 36 ألفا، ويخطط القائمون عليها للوصول إلى مليون مشترك.

ويريد الشبان القائمون على الصفحة والمنضمون إليها، إشعال انتفاضة جديدة، في نفس اليوم الذي دعوا فيه كذلك إلى مسيرات مليونية بمناسبة الذكرى الـ63 للنكبة التي تصادف يوم الخامس عشر من مايو (أيار) المقبل، من أجل عودة اللاجئين زحفا إلى ديارهم.

وتحمل صفحات «الانتفاضة الثالثة»، شعار «فلسطين ستحرر». ويكتب المشرفون على الصفحة في كل مرة: «موعدنا قريب، فلسطين ستتحرر ونحن من سيحررها، هدفنا الآن الوصول إلى ملايين المشتركين في هذه الصفحة قبل مايو، أرجوكم قوموا بنشر الصفحة في كل مكان، قادمووون يا فلسطين».