روما: ألف متظاهر من دعاة السلام ضد الحرب في ليبيا

سيف الإسلام يجس نبض الاستخبارات الغربية

إيطاليون خرجوا في تظاهرة للاحتجاج في وسط العاصمة روما أمس على الهجمات التي يشنها التحالف الغربي على ليبيا والمطالبة بوقف المعارك (أ.ب)
TT

تظاهر نحو ألف من دعاة السلام بعد ظهر أمس في وسط روما للاحتجاج على الهجمات التي يشنها التحالف الغربي على ليبيا والمطالبة بوقف المعارك، كما أفاد مصور وكالة الصحافة الفرنسية. وتجمع المتظاهرون في بياتزا نافونا في قلب روما وهم يرفعون الأعلام بلون قوس قزح للحركة السلمية تحت شعار «لا يمكن جعل الحرب إنسانية، ينبغي وقفها». وندد الفنان الإيطالي موني أوفاديا بالسياسة الغربية وقال إن «معمر القذافي المستبد نفسه الذي يقاتلونه الآن، كانوا قد أدخلوه إلى الأمم المتحدة في مفوضية حقوق الإنسان»، مؤكدا أن «هذه الحرب ليست إنسانية». من جهته، أعلن جينو سترادا مؤسس الجمعية الإنسانية «ايمرجنسي» التي شاركت مع منظمات غير حكومية أخرى وأحزاب من اليسار الإيطالي في تنظيم المظاهرة «عندما نقصف، هذا يدعى حربا. ثم يمكننا أن نضيف كل الأوصاف التي نريد لكن ذلك يبقى حربا».

وقال دعاة السلام في نداء وقعته شخصيات إيطالية عدة في الوسطين الفني والعلمي «لقد اختارت الحكومات مرة أخرى الحرب. اختار القذافي الحرب ضد مواطنيه بالذات والمهاجرين الذين يعبرون ليبيا. إن بلدنا اختار الحرب ضد القذافي: وتقدم هذه الحرب على أنها إنسانية وحتمية وضرورية. لا يمكن لأي حرب أن تكون إنسانية». ووضعت إيطاليا في تصرف الحلف الأطلسي لتدخله ضد ليبيا 12 طائرة وأربع سفن بينها حاملة طائرات إضافة إلى سبع قواعد عسكرية. إلى ذلك قال مسؤولون استخباراتيون بريطانيون إن سيف الإسلام، نجل العقيد معمر القذافي، أجرى عدة محاولات للتقرّب من الاستخبارات البريطانية والإيطالية وجسّ النبض للعب دور في ليبيا ما بعد والده، في خطوة اعتبرها المسؤولون مؤشرا على أنه يفكر في خيانة والده. ونقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أمس عن مسؤولين بريطانيين وضباط في جهاز الاستخبارات «إم آي 6» أنهم أجروا عدة محادثات مع مقربين من سيف الإسلام في الأسابيع الثلاثة الماضية وقالوا إنهم مستعدون لتقديم مخرج لعائلة القذافي. وكانت صحيفة «الغارديان» نشرت أول من أمس تقريرا أشارت فيه إلى محادثات سرية بين مسؤولين بريطانيين ومحمد إسماعيل، أحد المستشارين المقربين لسيف الإسلام لبحث إمكانية إيجاد مخرج للعقيد القذافي، مشيرة إلى أن جواب البريطانيين كان أن يترك القذافي السلطة في إطار أي تسوية.

ولكن صحيفة «ديلي ميل» أشارت إلى أن حلفاء سيف الإسلام الذين التقوا مسؤولين استخباراتيين وسياسيين بريطانيين بحثوا إمكانية أن يلعب سيف الإسلام دورا في مستقبل ليبيا ما بعد القذافي، وأن الرد البريطاني كان رفضا واضحا لذلك. وقالت مصادر أمنية إن سيف الإسلام سعى لجس نبض الدول الغربية حول كيف سيتم استقباله والتعامل معه إذا فر من ليبيا. وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين البريطانيين كانوا واضحين في ردهم على القذافي الابن بأنه يجب أن يرحل مثله مثل والده ما جعل انقلابا عائليا على العقيد أمرا غير محتمل.