قال علي الكيلاني رئيس التلفزيون الليبي، أحد أبرز المقربين من الزعيم الليبي معمر القذافي، لـ«الشرق الأوسط»، إن بلاده تتعرض لما وصفه بمؤامرة محبوكة تشارك فيها عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة، بالإضافة إلى قوات التحالف الغربي. وجادل الكيلاني، الذي يوصف بأنه شاعر الثورة الليبية التي أطاحت بنظام حكم العاهل الليبي الراحل إدريس السنوسي، بأن الأوضاع في ليبيا ممتازة ومستقرة.. متهما وسائل الإعلام العربية وخاصة قناتي «الجزيرة» و«العربية» بالتورط في حملة مشبوهة للإساءة إلى ليبيا وزعيمها القذافي.
واعتبر الكيلاني في حديثه عبر الهاتف من العاصمة الليبية طرابلس، أن بقاء القذافي في السلطة من عدمه هو شأن داخلي يخص الليبيين فقط، ولا يحق لأي جهة خارجية التحدث بشأنه.
وفيما يلي نص الحوار:
* ما هي صورة الوضع في ليبيا الآن؟
- الأمور ممتازة، ولدينا ترتيبات بشأن القرارات التي اتخذها مجلس الأمن الدولي وجاءت بعيون عربية جائرة. ونحن صامدون هنا والأمور مستقرة والشعب الليبي بخير، وبعض الجيوب التي تعرفها بأنها «فيس بوك» وهيئات مدنية طلعت دبابات وصواريخ وأسلحة وطلعت ليست مدنية ولا «فيس بوك»، وإنما هي زمرة مسلحة بالأسلحة الثقيلة ومدعومة من العرب سياسيا وبعض العرب إعلاميا وبعض شيوخ الدين، إنها حبكة دينية على سياسية على إعلامية على عسكرية بطائرات الـ«إف 16» الأميركية والإنجليزية والفرنسية، إنها مؤامرة محبوكة لا أول لها ولا آخر.
ولكن الله فوق كل شيء، الله فوق الطائرات وفوق أميركا وفوق بريطانيا وفوق فرنسا. ونحن تعرضنا للظلم في هذه المؤامرة المحبوكة.. ظلم سريع تحت سلاح الإرهاب و«القاعدة»، ومن فوقنا الطائرات وفي المنتصف الدينيون، وفي الأعلى الطائرات الـ«إف 16» والأسلحة الـ«كروز» في البحر، هذا عالم غريب جدا في زمن غريب سريع، عالم ظالم.. عالم لا تعرف حده، والله معنا.
* ولكن في بداية الأحداث تم قتل مدنيين.
- ليت أحدا شاهدهم، أنتم تسمعون بآذانكم فقط. ابعثوا لنا أحدا لكي يرى هل هم مدنيون قتلوا؟ وهل أخذوا الأسلحة؟! كيف يمكن لمدنيين أن يملكوا أسلحة الـ«آر بي جي» والكلاشنيكوف ويخرجوا بها من منطقتهم إلى طرابلس؟! كيف جاء مدني؟! هل جاء زحفا على قدمه؟! وإن كان زحف على قدمه فسيأخذ 6 شهور، إنما هو وصل خلال ساعة بسيارة. نحن طالبنا الناس بأن ترى المدنيين، طلبنا من العرب وطلبنا من منظمات حقوق الإنسان لكي تأتي وترى، والآن الذي يقتل بالطائرات ليسوا مدنيين، تعالوا شاهدوا المدنيين الذين يقتلونهم.
* لماذا لا نرى ذلك في الإعلام الليبي؟ ولماذا لا توجد كاميرات تنزل الشارع؟
- تعالوا وشاهدوا الأمور، تعالوا بكاميراتكم أنتم تشاهدون بعيون القنوات العربية وعيون «الجزيرة»، هم يأخذون 100 مليون، كل قناة مؤجرة لمدة شهر على ليبيا.
* أنت تتحدث بمعلومات أو هذا مجرد اتهام؟
- أنا أتكلم رسميا وليس بمعلومات، فقط «الجزيرة» أخذت رصيدها أصلا من القاعدة الأميركية وحاصلة على أموال ولا تبث إلا سوء النية على ليبيا.
* هذا اتهام خطير وأنت رئيس التلفزيون الليبي! - هم قبضوا الأموال مقدما، وحملة مقدمة ووعدوهم بوعود أخرى من بعد الهزيمة، هزيمتهم إن شاء الله. ليس معقولا أن «العربية» تلقي الكلام والاتهام على ليبيا ولا تعرف الحقيقة، والمسلحون معهم أسلحة وتقول إنهم مدنيون.. كيف هي تشير في سياق التغطية إلى وجود مدنيين وإلى جانبهم «آر بي جي» وقاذف ومنطاد وتقول إنهم مدنيون؟! من درنا لبنغازي لإجدابيا للبريقة وهم متحركون على دبابات وناقلات عسكرية وفوقهم الطائرات الأميركية، فأي مدني هذا؟! أي مدني قتلناه؟! هم يقتلون بالطائرات والصواريخ اليوم نحو 500 صاروخ من قطر والإمارات، إخواننا ماذا فعلنا لهم؟! نحن نمشي لهم بالسياحة فماذا فعلنا لهم؟! ماذا فعلنا لعمرو موسى؟!
* السؤال البديهي هو ماذا فعلتم أنتم للشعب الليبي؟
- الشعب الليبي والله العظيم فعلنا له كل خير، والشعب الليبي يصفي بعضه، ولو فيه خلاف بين قطري وأبيه وأخيه لا دخل لنا به، ولو فيه اختلاف في الإمارات لا دخل لنا به، فهذا شأن خاص بنا.. فلو أحد له حق أن يدخل فهو مصر وليست قطر، وما دخل الإمارات؟! ومن يحبنا مثل مصر يأتي ليرى بعينه ماذا يحدث على الأرض الليبية.
* ولكن كيف ترى الحياة اليومية الآن في طرابلس؟
- الحمد لله بخير ونحن مرتاحون والمدارس والجامعات مفتوحة، والله معنا.
* ومع ذلك، تقريبا كل العالم يدعو العقيد للتنحي! - أوروبا ما شأنها وشأن العقيد القذافي؟! وإلى أين يرحل القذافي؟! ولماذا يرحل؟! وماذا فعل العقيد القذافي؟! أصلا هم لم يضعوه (في السلطة)، حتى يحولوه. هل نحن من وضع أوباما لكي نحول أوباما؟ هل وضعنا ساركوزي لكي نجعله يرحل؟ هل نحن نريد أن نزيح برلسكوني؟ هذا شأن داخلي.
* ألا تعتقد أن 42 عاما في المنصب كفاية على القذافي؟
- العقيد القذافي ليس رئيسا، كل 4 أعوام يأتي رئيس للبرلمان وكل عام يأتي رئيس للحكومة، هو ليس رئيسا ولا يتولى منصب رئيس.
* عفوا لكنه هو الحاكم الفاعل على الأرض! - الحاكم الفاعل هو ملكة بريطانيا، فهي الحاكمة في العالم ليس في بريطانيا، القذافي على الأقل هو حاكم في ليبيا وليس العالم.
* وإذا كان هو لا يحكم ولا يملك، فمن إذن يصدر الأوامر للقوات والكتائب الأمنية؟
- هذا جيش الشعب المسلح، الجيش هو المكلف بالدفاع عن الوطن وهو المكلف بالدفاع عن ليبيا.. والجيش هو المكلف بالدفاع عن مصر، أليس هو فعل ذلك في مصر؟!
* لا يوجد الآن في الصورة غير القذافي وابنه سيف، أين بقية المسؤولين الحكوميين؟
- موجودون وتعالوا لتشاهدوا المسؤولين الحكوميين. وتعالوا لتروا الشعب الليبي.. ولا تسمعوا الكلام على بعد 4000 كيلومتر في قطر، وأنتم في القاهرة، حرام عليكم!
* قيل إن كل أعضاء الحكومة معتقلون في باب العزيزية؟
- ما يريدون أن يقولوه فليقولوه، كل الذي قيل كان كذبا وتزويرا فالقذافي موجود والشعب الليبي موجود والحكومة موجودة ووزير الخارجية موجود ويدلي بتصريحات والمحمودي (رئيس الوزراء) كل يوم موجود في التلفزيون ومؤتمر الشعب العام (البرلمان).
* لكن اللواء أبو بكر يونس وزير الدفاع لم يظهر؟
- هو موجود في وزارته وأطال الله عمره، وهو راجل مناضل، اطلعوا لتشاهدوه، ونحن متأكدون من أنكم ترون بالعيون الأخرى، عيون «الجزيرة» وعيون «العربية».
* هل كنتم تمولون قناة «الجزيرة» قبل تدهور العلاقات؟
- «الجزيرة» نتعامل معها من باب المهنية الإعلامية، من باب الرأي والرأي الآخر فقط، ولكن الآن لها رأي واحد فقط.. وهو معاداة العرب إعلاميا، ورأي واحد فقط وهي تقول إنها قاعدة أميركية عسكرية وخلفها قاعدة أميركية إعلامية، ونحن ندفع ثمن هذه الصراحة لأننا أبدينا مواقف سياسية واضحة وقلنا ما جرى في العراق خطأ، ولبنان خطأ أيضا، والصومال خطأ.
* إذا كنتم تؤمنون بالرأي الآخر، فلماذا التشويش على القنوات من داخل ليبيا؟
- أي قنوات؟!
* قنوات مثل «الجزيرة» و«العربية» وحتى التلفزيون المصري! - هذه القنوات تقول إن القذافي في فنزويلا، والقذافي في ليبيا.. وإن ابنته هربت، في حين أنها في ليبيا.. وهذه أخبار مضللة وظالمة ومدعومة بأموال أجنبية ضد ليبيا.
* أنت تريد من الناس أن تكذب ما تراه على كل قنوات العالم وتصدق فقط التلفزيون الليبي! - ربنا أعطاكم عينين وأذنين وقال لك اسمع باليمين واليسار وزن بالعقل في النص، فانظر باليمين واليسار وزن في المخ بالنص، ما قرب قطر والإمارات من أميركا؟!
* جزء من شخصيتك أنك شاعر، لكن عندما تكون جزءا من نظام متهم بقتل المدنيين تكون محل شك! - محل الشك هم من قتلوا المدنيين، وليست التهمة أننا مدنيون، 40 سنة من الجلاء والتعمير والبنى التحتية وفيها أرضية من الجامعات، والبناء على شكل أفقي ومعظم ليبيا جامعات.
* كشاعر، ألا ترى غضاضة في أن تكون جزءا في نظام يقتل المدنيين؟
- أنا جزء من ليبيا، أنا جزء من الشعب الليبي، أنا واحد من 6 ملايين.. الشعب الليبي ليس هو 40 أو 50 فردا. والله لو أنا عندي خطأ واحد فلن أسكت عليه، أنا عمري قريب من الثورة.
* ألا ترى فيما يحدث أي خطأ؟
- ما يحدث الآن هو مسخرة من الغرب علينا، تعالوا وشاهدوا، عندنا متمردون بالقوة والأسلحة يريدون أن يأخذوا النفط، وأتوا بالقوة الغربية لتأخذ النفط.. وستعرفون الحقيقة آجلا أو عاجلا.