«الجزيرة» لـ «الشرق الأوسط»: تصريحات مدير التلفزيون الليبي عن التغطية الإعلامية للحرب جانبها الصواب

صلاح نجم: استشهد مصورنا واعتقل طاقمنا الإخباري في معركة تحري الخبر الصادق > أمين بسيوني: لائحة القيم «هي الحل» في قضية التشويش

TT

وصف مسؤول كبير من محطة «الجزيرة» الفضائية تصريحات علي الكيلاني، رئيس التلفزيون الليبي، أحد أبرز المقربين من الزعيم الليبي معمر القذافي، واتهامه لوسائل الإعلام العربية وخاصة قناتي «الجزيرة» و«العربية» والتلفزيون المصري بالتورط في حملة للإساءة إلى ليبيا وزعيمها القذافي بأنها «مشوشة»، وتفتقد إلى جانب كبير من الصواب والصدق. وقال صلاح نجم مدير محطة «الجزيرة» باللغة الإنجليزية لـ«الشرق الأوسط» إن الكيلاني يقول إن وزير خارجية ليبيا يظهر على شاشة التلفزيون الليبي بصفة شبه يومية بينما موسى كوسا وزير الخارجية الليبي انشق عن النظام الليبي وحاليا موجود في العاصمة البريطانية لندن، وبصراحة التلفزيون الليبي تلفزيون حكومي يعمل وفق النهج الرسمي للدولة، ولا يمكن أن يعرض وجهات النظر الأخرى، ولذا ستجد الليبيين أنفسهم يتوجهون إلى «الجزيرة»، وربما محطات أخرى من أجل الحصول على الخبر الصادق عن الأوضاع وما يجري على الأرض في وطنهم.

وأوضح نجم بصدد زعم الكيلاني أن «الجزيرة» تحصل على أموال من جهات أخرى، ولا تبث إلا سوء النية عن ليبيا: «هذا كلام لا ينبغي الرد عليه، لأننا نعمل وفق سياسة تحريرية منذ عام 1996، نتحرى الرأي والرأي الآخر، وفق معايير قاسية تؤكد على الموضوعية والمصداقية والدقة في الحصول على الخبر وصناعته». وقال نجم إن «المسؤولين الليبيين ظهروا على (الجزيرة) في بداية الثورة، لكنهم امتنعوا بعد ذلك، وإن آخرين منهم أعلنوا عن انشقاقهم عبر (الجزيرة)». وأضاف حاولنا أن يكون لنا صحافيون في كل المدن الليبية، إلى أن قتل مصور «الجزيرة» الشهيد علي جابر، واعتقل 4 من طاقم «الجزيرة» على يد كتائب القذافي لعرقلة مهمتنا الإعلامية على الأرض. أما بالنسبة للتشويش فنحن نعرف أنهم يشوشون على بث المحطة منذ فترة طويلة من داخل طرابلس.

من جهته، قال ناصر الصرامي مدير العلاقات العامة في فضائية «العربية» لـ«الشرق الأوسط»: «سبق أن أعلنا منذ أسابيع طويلة حتى قبل انتفاضة ثوار ليبيا أن هناك تشويشا منظما على بثنا إلى داخل الأراضي الليبية عبر القمرين (نايل سات)، و(عرب سات)»، مشيرا إلى أن «الفريق التقني حدد أيضا مكان التشويش الصادر على بث (العربية) من داخل طرابلس، وأيضا من داخل أحد المباني التي يشتبه أنها تابعة للاستخبارات الليبية». وأضاف أن «(العربية) كانت المنبر الذي أعلن عبره المنشقون عن النظام الليبي استقالاتهم من أميركا وآسيا وأوروبا والقاهرة، والاتهامات توجه إلينا من كل الأطراف، رغم التغطية المتزنة التي نقدمها، وهذا يعطينا نوعا من المصداقية، وفي داخل ليبيا غطى مراسلونا تقدم الثوار على الجبهات المختلفة، وفي الوقت ذاته أجرينا لقاءات مع رؤوس النظام وكذلك نجل العقيد القذافي سيف الإسلام. واليوم لدينا على الأرض مراسلون على كل الجبهات وفي مختلف المدن الليبية».

وكان الكيلاني، رئيس التلفزيون الليبي، اعتبر في حديثه عبر الهاتف من العاصمة الليبية طرابلس مع «الشرق الأوسط» «أن بقاء القذافي في السلطة من عدمه هو شأن داخلي يخص الليبيين فقط، ولا يحق لأي جهة خارجية التحدث بشأنه». وأضاف «نحن صامدون هنا والأمور مستقرة والشعب الليبي بخير. ونحن تعرضنا للظلم في هذه المؤامرة، ولكن الله فوق كل شيء، الله فوق الطائرات وفوق أميركا وفوق بريطانيا وفوق فرنسا». وجادل الكيلاني، الذي يوصف بأنه شاعر الثورة الليبية التي أطاحت بنظام حكم العاهل الليبي الراحل إدريس السنوسي، بأن الأوضاع في ليبيا ممتازة ولدينا ترتيبات بشأن القرارات التي اتخذها مجلس الأمن الدولي وجاءت بعيون عربية جائرة.

ومع تصريحات الكيلاني، رئيس التلفزيون الليبي، في حواره لـ«الشرق الأوسط» أمس بأن عملية التشويش على فضائيات، مثل «الجزيرة» و«العربية» وحتى قنوات التلفزيون المصري، تمت من داخل الأراضي الليبية وذلك لنشرها «أخبارا مضللة وظالمة ومدعومة بأموال أجنبية ضد ليبيا»، رفض مسؤولو الشركة المصرية للأقمار الصناعية (نايل سات) التعليق على هذه التصريحات مفضلين الصمت دون تعقيب، رغم محاولات «الشرق الأوسط» الحصول على تعليق. يأتي هذا في وقت استبعد فيه أمين بسيوني، رئيس اللجنة الدائمة للإعلام بجامعة الدول العربية، أن تتم مقابلة هذا الاعتراف بأي مساءلة قانونية، لعدم وجود إطار أو لوائح عربية تحكم هذا التشويش، مبينا لـ«الشرق الأوسط» أن الحل لذلك الأمر هو وجود لائحة من القيم والآداب العامة التي يمكنها أن تحكم العلاقة بين الفضائيات والأقمار الصناعية على أن توقع عليها كافة الدول العربية وتلتزم بنصوصها وتراعي تفعيلها، كاشفا عن أمنيته أن «يتم تحاور رشيد بين القنوات في الفضاء، واحترام بعضنا بعضا».

وكانت إدارة الـ«نايل سات» قد ردت في وقت سابق على ما صرح به مسؤولون ليبيون بأن شركة الـ«نايل سات» تقوم بتنفيذ عمليات تشويش ضد القنوات الليبية، ونفت صحة هذه «الشائعات والأكاذيب»، وأكدت تعرض القمر المصري وأقمار عربية وأوروبية أخرى لعمليات تشويش خارجي مستمرة منذ بداية الأحداث الليبية، وقد تأثر بهذا التشويش قنوات «الجزيرة» وباقة من القنوات التي تبث من لبنان، بالإضافة إلى القناتين الأولى والفضائية المصريتين.