باراك: الحرب مع حماس تقترب.. والفصائل تتوعد بـ«قلب الطاولة»

أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير يستبعد حربا في ظل الوضع الراهن

TT

يستشعر الإسرائيليون والفلسطينيون في قطاع غزة حربا قريبة على جبهة القطاع المحاصر، إثر التصعيد الكبير الذي شهد خلال الأسبوعين الماضيين، تراشقا صاروخيا بين الطرفين، وغارات استهدفت ناشطين من حماس والجهاد الإسلامي.

وأقر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك باعتقاده بأن المواجهة مع حركة حماس تقترب يوما بعد يوم، رغم أنه قال إن حكومته معنية بالهدوء، فيما حذرت الفصائل الفلسطينية من خطط إسرائيلية لشن هذه الحرب، قائلة إنها سترد على النار بالنار.

وجدد باراك التأكيد أمس، على أن إسرائيل تعتبر حماس المسؤولة عن كل ما يجري في قطاع غزة. وأردف «إذا أجبرتنا حماس على العمل فسنعمل بكل تأكيد».

وتأكيدا على استعداد إسرائيل للعمل، نشر الجيش الإسرائيلي، مدرعات حول غزة، وبطارية مضادة للصواريخ تابعة لمنظومة القبة الحديدية، التي قالت إنها ستنشر المزيد. وتفجر الموقف في غزة بعد اغتيال إسرائيل أول من أمس مسؤولا كبيرا في كتائب القسام التابعة لحماس، واثنين من مساعديه، وقال باراك إن قتلهم كان بمثابة ضربة وقائية لـ«مخربين» كانوا «ضالعين في التخطيط لاختطاف مواطنين إسرائيليين في سيناء».ورغبة منها في التأكيد على أن مواطنيها يعيشون خطرا في سيناء، دعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، كافة الإسرائيليين الموجودين في شبة جزيرة سيناء إلى مغادرتها فورا، كما دعت إلى عدم التوجه إلى سيناء لقضاء إجازة الأعياد خوفا من عمليات عسكرية وعمليات خطف.

وذكرت مصادر إسرائيلية أنه بناء على معلومات لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية فإن بعض التنظيمات الفلسطينية تخطط للقيام بعمليات خطف إسرائيليين في سيناء بمساعدة عناصر مصرية مرتبطة بها. وأضافت أن الأوضاع الأمنية في سيناء بعد سقوط نظام مبارك قد تشكل مناخا مناسبا للمنظمات الفلسطينية لتنفيذ عمليات ضد الإسرائيليين، خاصة أن الكثير من الإسرائيليين يتوجهون كل عام في هذه الفترة لقضاء إجازة الأعياد اليهودية في سيناء.

غير أن الفصائل الفلسطينية نفت نيتها تنفيذ أي أعمال في سيناء، رغم أنها أكدت أنها سترد على الاغتيالات الإسرائيلية الأخيرة، لكن على أرض المعركة. وتجمعت الفصائل الفلسطينية، أمس، وقالت إنها سترد على هذا التصعيد الإسرائيلي بشكل جماعي، وعقدت فصائل غزة، أمس، مؤتمرا صحافيا أكدت فيه أنها تدرس طبيعة الرد على «جرائم العدو الصهيوني المستمرة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني».

وقالت الفصائل المسلحة، ومن بينها حماس والجهاد، في بيان تلاه أحد المتحدثين باسم الأجنحة العسكرية، «يوما بعد يوم يثبت العدو أنه لا يعرف سوى لغة القتل والدمار والإجرام، ويرتكب المجزرة تلو المجزرة والجريمة بعد الجريمة، وقد ارتكب الكثير من الحماقات التي بلغت ذروتها خلال الأيام والأسابيع الماضية».

وأضاف البيان «المقاومة عصية على الانكسار والتركيع، وأنها تتحرك وفق مشروع التحرير وبناءً عليه، وأنها تمتلك زمام المبادرة في الرد على جرائم هذا العدو». وأردف «هذه الجرائم لن تمر دون عقاب وسيتحمل العدو كافة عواقبها، ولن نقبل بأن يفرض العدو معادلات جديدة على شعبنا والمقاومة.. العدو سيندم على ارتكابه لهذه الجريمة، والمقاومة لديها الخيارات الكثيرة لردعه».

ونفى المتحدث أن تكون الفصائل خططت سابقا أو تخطط الآن، لاختطاف إسرائيليين من سيناء كما قالت إسرائيل، واعتبر أن هذه الافتراءات جاءت للوقيعة بين المقاومة الفلسطينية والسلطات المصرية. وأكدت كتائب القسام التي فقدت 3 من قياديها قبل يومين، أنها لن ترضخ لمعادلات الاحتلال، وهو يحاول فرض معادلات جديدة، وقال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام للصحافيين، «بإذن الله ستنقلب الطاولة على رأس قادة الكيان الصهيوني، والمقاومة تمتلك زمام المبادرة في كل مرحلة».

أما السلطة الفلسطينية التي حذرت من تدهور لا يرغبه أحد في قطاع غزة، بعد اغتيال إسرائيل 3 من قادة القسام، استبعدت أمس، شن إسرائيل حربا على القطاع. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، إنه يعتقد أن إسرائيل لن تجرؤ على الدخول في مثل هذه الحرب في الظرف الراهن على المستويين الإقليمي والدولي.