أطفال إسرائيليون يتدربون على القنص.. والهدف أشخاص يعتمرون الكوفية العربية

الجيش الإسرائيلي يأخذ مئات التلاميذ إلى معسكراته ويدربهم على استخدام السلاح

TT

كشف النقاب في تل أبيب، أمس، عن مئات التلاميذ الثانويين اليهود الذين شاركوا في برنامج رحلات ضمن إعدادهم للخدمة العسكرية، شاركوا في تدريبات قتالية للجيش الإسرائيلي واستخدموا فيها بنادق ليزر ووجهوا فوهات البنادق نحو شخصيات تعتمر الكوفية العربية.

وحسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية فإن تلاميذ الصف التوجيهي من مدرسة «هيوفال» في مدينة هرتسليا (شمال تل أبيب) شاركوا في الأسبوع الماضي في رحلة مدرسية إلى النقب. وهناك أخذوهم إلى مركز تدريب للجيش الإسرائيلي، حيث حاولوا تشجيعهم على الانضمام إلى الوحدات القتالية في الجيش، عندما يحين موعد مثولهم للخدمة العسكرية الإجبارية. وقال لهم أحد الضباط، خلال محاضرة، إن من لا يخدم في وحدة قتالية كأنه لم يخدم في الجيش. ثم أشركوا التلاميذ في لعبة حرب قتالية بواسطة بنادق تطلق رصاصا وهميا بآشعة الليزر. وقد صوبوا بنادقهم نحو مجموعة من السيارات، التي كان على متنها وفي محيطها دمى ترتدي اللباس العربي وتعتمر الكوفية العربية.

وقد أثار هذه القضية أمس عدد من أهالي هؤلاء التلاميذ ممن اعتبروا التدريبات خطيرة، «هدفها تربية أولادنا على كراهية العرب وعلى تشريع قتل كل من يعتمر الكوفية». وقال والد أحد التلاميذ إنه يشعر بقلق غير عادي على مستقبل البلاد، «ففي إسرائيل يعيش أكثر من مليون ونصف مليون عربي (وهم فلسطينيو 48)، وبعد تدريبات كهذه يصبح كل من يعتمر كوفية منهم هدفا للقتل».

وقال والد آخر للصحيفة العبرية: «إن المدرسة هي مؤسسة مدنية تربوية، وليس من وظيفتها تدريب الطلاب على كيفية قتل العرب أو إطلاق الصواريخ، كما أنه بالتأكيد يجب على المؤسسة التربوية أن لا تعلمهم أن إطلاق النار على من يعتمرون الكوفية هو أمر على ما يرام». ويتضح من الصحيفة أن هذه الرحلات تأتي ضمن خطة وزير المعارف الجديد في حكومة بنيامين نتنياهو، جدعون ساعر، لتوثيق الارتباط بين المدارس والجيش، وأن مئات التلاميذ قد عبروا هذا المسار حتى الآن. وقد تلقى ذوو الطلاب الذي شاركوا في التدريب رسالة مفادها أن المسار يعتبر جزءا لا يتجزأ من برنامج تعليمي عام، ومشروعا للإعداد للجيش بوجه خاص.

وفي أعقاب هذا الكشف توجه عدد من النواب العرب في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) إلى الوزير ساعر طالبين إلغاء هذا المشروع، واتهموه بتشجيع التحريض الدموي على المواطنين العرب. وقال النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، إن هذه التدريبات تكشف عن الوجه الحقيقي لحكومة إسرائيل، ففي الوقت الذي تتجند الدولة بقضها وقضيضها لمهاجمة تقرير غولدستون لأنه يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، نجد الحكومة تربي أجيالا على ثقافة قتل الأبرياء لمجرد كونهم عربا.

وأضاف بركة أن العنصرية المتفاقمة في إسرائيل بسبب السياسات الحكومية تتخذ اليوم أشكالا أخطر، «فهم ينتقلون من التصريحات العنصرية والتربية العنصرية والقوانين العنصرية إلى جرائم القتل على خلفية عنصرية». وحيا بركة أهالي الطلاب الذين أثاروا القضية، ودعا أنصار الديمقراطية اليهود في إسرائيل إلى رفع صوت الاحتجاج على هذه المخططات، «لأن العداء الذي يتربى عليه أولادكم لن يقتصر على العرب، بل سيصل إلى كل بيت يهودي عاجلا أو آجلا».

الجدير ذكره أن التربية على الكراهية للعرب تتم في إسرائيل في شتى المجالات، وكما ورد في تقرير الرصد السياسي الثاني عشر الذي صدر هذا الأسبوع عن «مدى الكرمل» (المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية في إسرائيل)، والذي يوثق لشهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) 2010، فإن ما يشهده المجتمع والمؤسسات الإسرائيلية من عنصرية وعداء تجاه المواطنين الفلسطينيين يعكس آراء ومواقف غالبية المجتمع الإسرائيلي، وإن التكاتف الحاصل بين السلطة التشريعية من جهة، وبين كل فئات المجتمع الإسرائيلي والمؤسسة الدينية من جهة أخرى، في العداء للعرب وقوننة العنصرية، يذكر بالأجواء الفاشية التي سادت أوروبا في ثلاثينات القرن الماضي.

ويشير التقرير إلى مدى انتشار المواقف المعادية للديمقراطية داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث يتضح من مؤشر الديمقراطية أن 53% من المستطلعين اليهود يؤيدون «تشجيع» هجرة المواطنين العرب من البلاد، و70% من اليهود يعارضون ضم أحزاب عربية للحكومة، و70% من اليهود يعارضون تعيين مواطنين عرب في وظائف رئيسية في الدولة.