فوز الميلان في الديربي يقربه من لقب الكالشيو.. وحماس نابولي يبقيه منافسا شرسا حتى النهاية

رغبة الإنتر في التعويض تشعل فتيل الصراع مجددا بين الفرق الثلاثة في الدوري الإيطالي

TT

إن قوة الميلان وحماسه في مباراة الديربي تنبئ عن قدرته على إكمال المسيرة حتى النهاية، وليس فقط لتفوقه في النقاط عن منافسيه، بل أيضا للشخصية الجيدة التي أظهرها الفريق في الملعب في تلك المباراة الصعبة وفي ظل غياب نجمه الأول المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش. لكن هناك عوامل أخرى تجعل المنافسة على بطولة دوري الدرجة الأولى الإيطالي مفتوحة حتى النهاية، وأبرزها أهداف كافاني في فريق لاتسيو والحماس الشديد الذي أظهره فريق نابولي ورغبته في تحقيق الإنجاز التاريخي، وكذلك أيضا النتائج السيئة غير المتوقعة التي يحققها أحيانا فريق الميلان في الآونة الأخيرة (مثلما حدث أمام فريقي باري وباليرمو)، وكرامة الإنتر الجريحة التي قد تدفعه إلى الانتفاضة، لا سيما إذا تمكن من تحقيق نتائج جيدة في دوري أبطال أوروبا، خصوصا أن مشوار الإنتر في بطولة الدوري يبدو أكثر سهولة من الميلان خلال الجولات المتبقية. إن الشيء المؤكد في بطولة الدوري هذا الموسم هو أنها مثل حقيبة صيفية لا يمكن أن تُغلَق إلا بنهاية الموسم. وهناك شيء آخر مؤكد، هو أننا سنستمتع كثيرا ببطولة الدوري من الآن وحتى نهايتها يوم 22 مايو (أيار) القادم. وسنعرض هنا لحظوظ الفرق الثلاثة في الفوز باللقب وما يمكن أن تواجهه خلال الفترة القادمة.

الميلان: الدفعة المعنوية بعد الفوز بالديربي وعودة السويدي إبراهيموفيتش هما أبرز أسلحة الميلان في الفترة القادمة، والصعوبة الأكبر تتمثل في المباريات الثلاث الصعبة خارج ملعبه.

لقد منح الفوز في الديربي الميلان قمة الدوري بلا منازع ودفعة معنوية قوية بعد أن أصبحت درع الدوري في قبضته. ورغم أن استعدادات الفريق البدنية في فصل الشتاء لم تثمر عن مستوى بدني متميز فإن الفريق يمر بحالة جيدة في الوقت الحالي ولم يعد أيضا مرتبطا بدوري أبطال أوروبا، ويمتلك أليغري مدرب الفريق الكثير من اللاعبين اللذين يكفلون تطبيق سياسة الدوري والاحتفاظ بناشط الفريق ولياقته في الصراع النهائي على اللقب. وتتمثل العقبة الوحيدة أمام الفريق في المباريات المتبقية وليس فقط بسبب أنه سيلعب ثلاث مباريات صعبة خارج ملعبه (أمام فرق فيورنتينا وروما وأودينيزي). لقد جمع الميلان نقاطا أقل من الإنتر ونابولي إذا ما تم استبعاد نقاط لقاءاته المباشرة معهما، وهو ما يعني أن الفريقين الآخرين حققا نتائج أفضل مع باقي الفرق. وقد أثبتت مباراة باري أن الميلان يفقد اتزانه وتركيزه في بعض الأحيان، وتعتبر نشوة الفوز بالديربي خطرا إضافيا على الفريق.

اللاعب النجم: ويعود إبراهيموفيتش في الفترة القادمة أكثر حيوية وثقة بالنفس بعد أن كان المتهم الأول بالتسبب في خروج الفريق من دوري أبطال أوروبا، وبعد أن ابتعدت عنه الأضواء بعض الشيء لصالح باتو إثر الإعلان عن قصة الحب التي تربطه مع ابنة برلسكوني رئيس النادي. ويستطيع إبراهيموفيتش قيادة الميلان نحو هدفه النهائي والفوز بدرع الدوري، فهو يجيد تسجيل الأهداف الحاسمة. ومن المفترض أن يشارك أيضا إنزاغي في المباريات الأخيرة لأنه رغم تقدم سنه لا يهدر العدد الهائل من الأهداف التي يهدرها روبينهو.

نابولي: أداء فريق نابولي المميز هو أبرز نقاط القوة. الفريق يعتمد على إبداعات لافيتسي، وغياب البدلاء الأقوياء هو أهم نقاط الضعف في الفريق. وستظهر الفترة القادمة إذا كانت نشوة وحماس الحلم يمكنها أن تعوض فريق نابولي ما ينقصه للفوز بالدوري، ففريق نابولي الرائع يقل عن الميلان سواء في عدد النقاط أو الخبرة أو كفاءة وسط الملعب واللاعبين الاحتياطيين. لكن مشوار فريق نابولي القادم في بطولة الدوري يبدو أكثر سهولة من الميلان (حيث لا تنتظر الفريق سوى مباراة قوية واحدة خارج ملعبه أمام اليوفي في الجولة الأخيرة من البطولة)، لكن مواجهة فريق أودينيزي القوي لن تكون سهلة على أية حال، وكذلك لن تكون مباراة فريق ليتشي على ملعبه سهلة. ورغم أن فريق الإنتر سيتوجه إلى نابولي لملاقاة فريقها في قمة التحفز والجدية، فإن فريق نابولي يمتلك نقطتين إيجابيتين مهمتين للغاية، الأولى هي أداؤه المميز الذي يفوق أداء فريقي الميلان والإنتر، والثانية هي الدفعة الحماسية التي تبثها جماهيره الرائعة التي تحلم منذ سنوات بدرع الدوري.

النجم الأوروغوياني: من السهل أن نقول إن هذا الرجل الإضافي هو كافاني. لكن المهاجم الفذ يجب أن يتسلم الكرة حتى تظهر خطورته. وفي مباراة الفريق الأخيرة أمام لاتسيو سجل نابولي ثلاثة أهداف من أربعة من كرات ثابتة. ولا يمتلك فريق نابولي لاعبا مثل شنايدر أو سيدورف أو لاعبا يجيد تمرير الكرات الرأسية، ولذلك فإن ما يفعله لافيتسي يصبح حيويا للفريق. فعندما غاب لافيتسي للإيقاف ظهر التأثير السلبي بوضوح على الفريق. ومن المتوقع أن يشارك ويسجل لافيتسي في المباريات الـ7 المتبقية من عمر الدوري الإيطالي.

الإنتر: رغم شعور لاعبيه بالإرهاق، الإنتر يبقى هو الأكثر خبرة وجاهزية في المنافسة على اللقب.

المباريات السهلة المتبقية وعودة ميليتو هما أبرز نقاط القوة لصالح الإنتر. لقد كانت مباراة الديربي ضربة موجعة للإنتر. لكن الفريق يستطيع النهوض من هذه الكبوة وتعويض الهزيمة التي جاءت بسبب ما يشبه الانتحار الخططي في مباراة الديربي. ورغم أن الفريق يعاني من الإجهاد فإن بعض التنظيم الخططي يمكن أن يعيد للفريق قوته ومهارته. ويبقى الإنتر هو الفريق الأكثر جاهزية والأكثر خبرة في الدوري الإيطالي. ويمكن أن يكون دوري أبطال أوروبا مجددا لنشاط الفريق وليس مبددا لها، إذا نجح الفريق في اجتياز عقبة شالكه الألماني في دور الـ16. ويعتبر الإنتر هو صاحب أسهل المباريات المتبقية في الدوري. ورغم أن فارق النقاط الـ5 التي تفصله عن الميلان تعتبر كثيرة، لكن الأمل والحماس سيعودان للإنتر إذا أهدر الميلان بعض النقاط يوم الأحد القادم أمام فريق فيورنتينا.

ميليتو: إن المشهد الوحيد الذي لا ترغب جماهير الإنتر في نسيانه من مباراة الديربي هو مشهد ميليتو وهو يتخطى أحد المنافسين مثلما فعل من قبل في نهائي دوري أبطال أوروبا. وهو مؤشر على قرب عودة المهاجم الفذ لمستواه، وقد يصبح ميليتو بالتالي هو الإضافة المؤثرة في صفوف الإنتر مع اقتراب المنافسة من نهايتها. فإيتو بعد كل ما فعله طوال هذا الموسم لا شك أنه يشعر بالإرهاق.