«الصرامة مطلوبة لكن مع الجميع»

ألبرتو تشيروتي

TT

الحال كما هو، بل أكثر، في صدارة الترتيب لم يتغير شيء ظاهريا، لكن في واقع الأمر يعتبر فوز الميلان الذي عانى في نهاية المباراة أمام فيورنتينا يساوي الضعف، من جهة كرد على الثنائي نابولي والإنتر اللذين يزحفان خلفه، ولأنه باتت أمامه ست مباريات فقط على هدفه من الناحية الأخرى. وبخلاف طرد إبراهيموفيتش، فإنها الطريقة المثلى للاحتفال بأول خمسة أشهر كاملة في قمة الدوري الإيطالي منفردا، منذ الفوز على باليرمو (3/1) في 10 نوفمبر (تشرين الثاني)، حينما كان أليغري متقدما على ماتزاري بنقطتين وعلى بينيتيز بثلاثة.

بعد واحد وعشرين جولة، استمر حلم نابولي في تقاسم الصدارة مع الميلان 4 ساعات و8 دقائق، أي الفترة ما بين فوزه على بولونيا (2/0) والهدف الأول بقدم سيدورف الذي فتح للميلان الباب أمام الفوز العاشر له خارج ملعبه، وفي هذا الدوري يزيد بفوز واحد على نابولي نفسه. وخاصة، في مقارنة ليست تافهة أبدا، فإنه يزيد بفوز واحد على التسعة انتصارات الخارجية التي حققها إنتر مورينهو العظيم طوال الموسم الماضي. في الست جولات المقبلة، كل شيء يمكن أن يحدث، لكن يومي السبت والأحد يؤكدان أن ترتيب اليوم هو المرآة الصادقة لقيمة الفرق الثلاثة الأولى، بدءا من الميلان الذي سجل 4 أهداف أكثر عن نابولي ودخل مرماه 7 أقل، وبالدفاع الأفضل على الإطلاق بين كافة الفرق. إنها انطلاقة بدأت مع لقاء الديربي نفسيا، حيث أظهر الميلان المتصدر قوة فنية وتميزا في ليلة مقلقة بسبب الضغط نتيجة فوز الثاني والثالث خلفه في الترتيب وكذا لغياب نيستا، غاتوزو وبيرلو، الذي ينساه البعض كثيرا. لكن رد الميلان كان، على العكس، فريقا كبيرا مع مدرب كبير لأن أليغري له الفضل في إيجاد مركز جديد لسيدورف، الذي تم تحريكه إلى يسار خط الوسط، بعدما حول بواتينغ لصانع ألعاب مخترق، مع مبادلة فنية بين الاثنين، حينما يترك اللاعب الغاني مكانه في نهاية المباراة لغاتوزو ودروه لسيدورف.

الخطأ الوحيد الذي ارتكبه الميلان، وإن كان كبيرا، هو إهدار أهداف عدة بسبب فرط التكلف بعد هدف التقدم الثاني، فهو عيب عاناه الفريق مرات كثيرة في الماضي، مثله مثل عصبية إبراهيموفيتش غير المبررة والذي لدى عودته من جولتي إيقاف نجح في الحصول على بطاقة حمراء في نهاية المباراة. لكن بما أننا لم نشاهد دائما نفس الطريقة الواحدة في التعامل في مواجهة شتائم مشابهة بحق الحكام، فإننا نتمنى أن تتواصل نفس الصرامة مع الجميع حتى الجولة الأخيرة من الدوري. وفي انتظار معرفة ما إذا كان الميلان سيواصل الفوز من دون إبراهيموفيتش، مثلما حدث في الديربي، يظهر فريق نابولي أنه قادر على الفوز من دون مهاجمه كافاني الموقوف. كما أن مسألة تسجيل ماسكارا هدف التقدم، لتحقيق الفوز الرابع له على التوالي لأول مرة هذا العام، تجعل ماتزاري يأمل جيدا، لأنه في المرحلة الأخيرة من السباق سيحتاج الفريق للقوى الجاهزة من مقعد البدلاء.

نفس الشيء بالنسبة لمن يصارع على اللقب ومجبر على الفوز متحديا جدول المباريات أيضا، حيث سيستضيف نابولي الأحد القادم أودينيزي المتعطش للثأر، بعد المركز الرابع الذي تركه للاتسيو، وبعدها الإنتر في الجولة قبل الأخيرة من الدوري. لكن عند هذه النقطة، من المحظور إجراء حسابات، والإنتر يعرف ذلك والذي يؤكد أن لديه طاقة أقل مقارنة بالميلان ونابولي، لكن عليه واجب عدم التراخي وإن كان احتياطيا. كما يعرف اليوفي ذلك، حيث يكتشف روعة الفوز الثالث على التوالي، ليدخل بذلك في الصراع حامي الوطيس على المركز الرابع والتأهل لدوري أبطال أوروبا. هذا لأن كل شيء ممكن هذا العام أكثر من أي وقت مضى.