مانشستر يونايتد يملك «الأفضلية».. وتشيلسي يتطلع لقلب الموازين في مواجهة الحسم اليوم

برشلونة في نزهة أمام شاختار الأوكراني بإياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا

TT

يسعى كل من مانشستر يونايتد الإنجليزي وبرشلونة الإسباني إلى حسم التأهل إلى نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، عندما يستقبل الأول مواطنه تشيلسي اليوم بعدما هزمه في عقر داره ذهابا 1/صفر، ويحل الثاني ضيفا على شاختار دونتسيك الأوكراني بعدما سحقه 5/1 على أرضه الأسبوع الماضي.

ويحارب الفريقان على أكثر من جبهة؛ إذ يخوض مانشستر نصف نهائي مسابقة كأس إنجلترا أمام مانشستر سيتي السبت المقبل، كما أنه المرشح الأوفر حظا لحصد لقبه الـ19 في الدوري المحلي، في حين يخوض برشلونة نهائي مسابقة الكأس الإسبانية الأسبوع المقبل ضد غريمه ريال مدريد ويتقدم على الأخير بفارق 8 نقاط في الدوري المحلي.

كان مانشستر يونايتد قد حقق فوزه الأول على ملعب تشيلسي منذ عام 2002 بهدف وحيد لولدهم الذهبي واين روني في الشوط الأول من مباراة الذهاب.

ويدرك مدرب مانشستر يونايتد السير الاسكوتلندي أليكس فيرغسون أن مباراة الرد على ملعب «أولد ترافورد» لن تكون سهلة أبدا، خصوصا أن تشيلسي فقد جميع أوراقه هذا الموسم.

وسيسعى تشيلسي الذي بلغ ربع النهائي للمرة السادسة في المواسم الثمانية الأخيرة إلى تحقيق ثأره من «الشياطين الحمر»، أبطال 1968 و1999 و2008 الذين كانوا قد حرموا الفريق اللندني من الفوز باللقب المرموق للمرة الأولى في تاريخه بالفوز عليه في نهائي 2008 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1/1 في الوقت الأصلي على ملعب «لوجنيكي» في العاصمة الروسية موسكو، بعد أن أهدر القائد جون تيري ركلة ترجيحية شهيرة أمام مرمى الحارس الهولندي إدوين فان در سار.

وتأتي مباراة الغريمين الإنجليزيين في فترة يحلق فيها يونايتد في الدوري المحلي وبات قريبا فيها من حصد لقبه الـ19 والانفراد بالرقم القياسي في عدد مرات إحراز اللقب أمام ليفربول (18 لقبا).

ويبتعد «الشياطين» الحمر بفارق 7 نقاط عن آرسنال أقرب منافس لهم (مع مباراة مؤجلة للأخير)، بعد أن حققوا فوزا سهلا على فولهام 2/صفر في الدوري، في حين حقق تشيلسي فوزا باهتا على ويغان بهدف وحيد للفرنسي فلوران مالودا، وهو يحتل المركز الثالث في الدوري الممتاز، الذي أحرز لقبه الموسم الماضي بفارق 11 نقطة.

ويعتبر تشيلسي في العامين الأخيرين من أبرز العقد لدى فيرغسون؛ حيث فاز 3 مرات متتالية، بينها مواجهات حاسمة في الموسم الماضي، ومواجهة قوية في الموسم الحالي في الدوري انتهت لمصلحة الفريق اللندني 2/1 تعرض بعدها فيرغسون للإيقاف 5 مباريات لانتقاده بشدة حكم المباراة مارتن أتكينسون، لكنه أعاد يونايتد إلى سكة الفوز في مباراة الذهاب التي شهدت أيضا مطالبة تشيلسي بركلة جزاء في أواخر المباراة.

وسيفتقد تشيلسي أحد نجومه الصاعدين بقوة هذا الموسم، وهو المدافع البرازيلي ديفيد لويز غير المخول لتمثيل تشيلسي في دوري الأبطال بعد خوضه المسابقة هذا الموسم مع بنفيكا البرتغالي، بيد أن المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي سيستفيد من خدمات المهاجم الإسباني الدولي فرناندو توريس المنتقل من ليفربول مقابل 50 مليون جنيه إسترليني.

ويعتقد كثيرون أن السبب الرئيسي لاستقدام توريس بهذا المبلغ الرهيب هو قدرته على حسم مباريات القمة في دوري الأبطال، وهي المسابقة الكبرى الوحيدة التي لا تزال غائبة عن خزائن النادي منذ تسلم الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش زمام الأمور في النادي عام 2003.

ويقول فيرغسون الساعي إلى لقبه الثالث في المسابقة القارية بعد 1999 و2008: «في هذه المرحلة من الموسم الفوز هو الأهم».

وعن صيام توريس بعد 648 دقيقة على قدومه من ليفربول، قال قائد تشيلسي الدولي جون تيري: «مجرد أن يسجل هدفه الأول يمكنه إزالة الحمل عن كتفيه».

أما الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب تشيلسي وصاحب الخبرة الكبيرة في المسابقة بعد قيادته ميلان الإيطالي لإحراز اللقب مرتين عامي 2003 و2007 فقال: «قد يسجل الهدف الأهم لنا في أولد ترافورد، من يعلم؟ لكني لا أعلم من سيكون في التشكيلة بعد».

كان تشيلسي قد فاز على أرض يونايتد 2/1 في الدوري العام الماضي، وبحال كرر النتيجة عينها سيتأهل إلى نصف النهائي، لكن فريقين فقط تمكنا من قلب نتيجتيهما في الأدوار الإقصائية من دوري الأبطال حتى الآن.

ولم يخسر يونايتد على ملعبه باستاد أولد ترافورد في دوري أبطال أوروبا منذ 6 سنوات واستقبلت شباكه هدفين فقط في البطولة هذا الموسم.

وقال فيرغسون: «أكبر مزية عندنا هي أولد ترافورد.. الجماهير ستكون رائعة والأجواء حماسية، نحن نتقدم بهدف واحد فقط ويجب أن نتوخى الحذر ونقدم أفضل أداء لنا».

وعلى النقيض يأمل كارلو أنشيلوتي أن ينجح فريقه في قلب النتيجة وقال: «نعلم أن الفوز هنا سيكون صعبا.. لكننا نملك الثقة في قدرتنا على الفوز، العام الماضي فزنا في أولد ترافورد».

وبحال تأهل يونايتد سيواجه على الأرجح شالكه الألماني الذي سحق إنتر ميلان الإيطالي حامل اللقب 5/2 في عقر داره.

وستكون المباراة الثانية على ملعب «دونباس إرينا» في أوكرانيا محطة سهلة على الورق لبرشلونة كي يبلغ الدور نصف النهائي.

ويغيب عن الفريق الكاتالوني مدافعه الفرنسي إريك أبيدال لخضوعه لجراحة لإزالة ورم في كبده، والمهاجم بويان كركيتش لإصابته وصانع الألعاب الدولي أندريس إنييستا لإيقافه؛ لذلك استدعى المدرب جوسيب غوارديولا الشبان تياغو الكانتارا وأندرو فونتاس والمكسيكي جوناثان دوس سانتوس.

كان برشلونة قد تابع تألقه في الفترة الرائعة التي يعيشها راهنا وسحق ضيفه شاختار دونتسيك 5/1 على ملعبه «كامب نو» الأسبوع الماضي. ويتوقع أن يواجه برشلونة مواطنه وغريمه التاريخي ريال مدريد الذي سحق توتنهام الإنجليزي 4/صفر في ذهاب ربع النهائي أيضا.

ونجح برشلونة في تحقيق فوزه التاسع على التوالي على أرضه في المسابقة، في حين سقط شاختار بطل الدوري المحلي 4 مرات في المواسم الخمسة الأخيرة والذي يخوض ربع النهائي لأول مرة في تاريخه، للمرة الثانية فقط في آخر 11 مباراة في دوري الأبطال (فاز 9 مرات).

وحقق برشلونة فوزه الخامس على شاختار في 8 مباريات مقابل فوزين لخصمه وتعادل واحد. كان برشلونة قد فاز على شاختار 1/صفر في كأس السوبر الأوروبية عام 2009 في موناكو بهدف من بدرو رودريغيز في الوقت الإضافي، لكن الأوكرانيين فازوا في المواجهة قبل الأخيرة على ملعب «كامب نو» 3/2 في الجولة الأخيرة من دوري المجموعات في موسم 2008/2009، بيد أن النتيجة كانت هامشية؛ لأن بطل «لا ليغا» كان قد ضمن تأهله إلى الدور الثاني وقد واصل مشواره حينها حتى اللقب الثالث في تاريخه.

وتابع برشلونة مسلسل انتصاراته المحلية وتغلب على ألميريا 2/1، في حين سقط شاختار على أرضه أمام أوبولون كييف 1/صفر في الدوري ليتعرض لخسارته الأولى على ملعب «دونباس أرينا» الذي يتسع لنحو 51 ألف متفرج منذ افتتاحه في سبتمبر (أيلول) 2009، مما أغضب المدرب الروماني ميرسيا لوشسيكو الذي أرجع الهزيمة إلى «افتقاد التركيز بعد الهزيمة الثقيلة أمام برشلونة».

وسيغيب عن شاختار المدافع رافزان رات بسبب الإيقاف، ويحوم الشك حول مشاركة الظهير الكرواتي داريو سرنا لإصابته في مباراة أوبولون.

كان مدرب شاختار قد اعترف بصعوبة مواجهة برشلونة، مؤكدا أن نتيجة الذهاب وضعت بالفعل الفريق الكاتالوني في الدور قبل النهائي. لكن يبدو أن غالبية لاعبي الفريق لا يتفقون في الرأي مع مدربهم الروماني؛ فقد صرح حارس مرمى شاختار، أندري بياتوف، الذي بدا مهتزا تماما في مباراة الذهاب، قائلا: «أحيانا تحدث المعجزات في الحياة وفي كرة القدم أيضا. وربما تحدث معجزة ما اليوم». بينما قال المهاجم جادسون: «الجماهير هنا رائعة وأنا واثق من وقوفهم وراءنا. إذا تمكنا من تسجيل هدف مبكر، فأي شيء يمكنه أن يحدث». وأضاف المهاجم البرازيلي: «لم يتوقع أحد منا أن نحرز لقب كأس الاتحاد الأوروبي قبل عامين، لكن هذا بالضبط ما كنا نحتاجه لتحقيق هذا الإنجاز».

ومن المعروف أن جادسون، الذي أحرز هدف الفوز في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 2009 أمام فيردر بريمن الألماني، هو واحد من بين 6 لاعبين برازيليين يضمهم فريق شاختار. ووافق جادسون على ما يقال حول تحمله هو ومواطنيه الخمسة الآخرين مسؤولية خاصة في النادي الأوكراني. وقال: «إننا – البرازيليون - نكون نحو نصف خطي الوسط والهجوم بالفريق؛ لذلك فعلينا نحن أن نأخذ زمام المبادرة أمام برشلونة».