جمال التونسي: جماهير الوحدة ستجني ثمار صبرها بذهب كأس ولي العهد

قال إن عمد أحياء مكة سلاحه الأقوى.. ونفى أن يكون طريقهم للنهائي مفروشا بالورود

TT

شدد رئيس نادي الوحدة، جمال التونسي، على ضرورة التفاف أعضاء الشرف والجماهير في هذه الفترة المهمة التي يتأهب الفريق فيها لخوض نهائي كأس ولي العهد أمام الهلال، كاشفا عن أن الفرصة متاحة لإعادة كتابة التاريخ، رافضا أن يكون للفريق الأزرق أفضلية على مستوى النجوم؛ نظرا لأن الوحدة هو الآخر يضم عناصر مميزة استطاعت التغلب على جميع الصعاب للوصول إلى المباراة الختامية، معتبرا طريق فريقه وعرا لا كما يزعم البعض من أنه كان ممهدا.

وأشار التونسي إلى أن إدارته لم تقم بواجبها بعدُ؛ لأنها قدمت في منتصف الموسم الساخن، مما أعاق عملها بالشكل السليم، وأسهم في تراجع مستوى الفريق بمنافسات دوري زين السعودي، مبينا أن هدفهم حاليا هو إبقاء الفريق بعيدا عن شبح الهبوط ومن ثم سيكون هناك إعداد مختلف للموسم الجديد.

* كيف هي استعداداتكم لخوض نهائي كأس ولي العهد؟

- أولا: نحمد الله على هذا الشرف الكبير بأن نكون طرفا في نهائي كبير لبطولة غالية تحمل اسما عزيزا على قلوبنا جميعا بعد غياب طويل جدا عن منصات التتويج، ونسعى جاهدين إلى إعادة التاريخ وصياغته مجددا، وهذا حق مشروع لنا، وعملنا كل ما يمكن عمله خارج الملعب ويتبقى توفيق رب العالمين لنجومنا داخل الميدان ويعود بريق الوحدة إلى اللمعان بعد انقطاع طويل، خصوصا أن جماهير النادي متلهفة لأي إنجاز يجدد ذكريات الماضي الجميل.

* هناك من يرى أن طريقكم إلى نهائي الكأس كان سهلا مقارنة بطريق الهلال.. كيف ترى ذلك؟

- مشوارنا نحو النهائي كان شائكا ولم يكن سهلا، كما يقال، ودليل ذلك أن المباريات كانت قوية وعصيبة خضنا خلالها نزالات من العيار الثقيل حضرت بواسطتها الأوقات الإضافية وضربات الجزاء الترجيحية، خصوصا لقاء الاتفاق، لكن بتوفيق الله حققنا الانتصارات، ومنافسونا جميعا كان لديهم الطموح نفسه، فلا أجد في الأمر أي سهولة مثلما يقول البعض.

* المباريات النهائية بحاجة إلى إعداد مختلف عن بقية المواجهات.. كيف كان إعدادكم لمواجهة الهلال؟

- في الأحوال كلها نحن نتفق مع الهلاليين على حب الوطن؛ لذلك فالمباراة ليس بها خاسر، خصوصا أننا سنخوض نهائيا غاليا وسنتشرف بالسلام على راعي المباراة، وسنسعى بالتأكيد للظهور بالمظهر الذي يليق بالكرة السعودية، ثم بعد ذلك نبارك للفائز، ونتمنى حظا أوفر لمن يخسر المواجهة، لكنني أشدد على أنه لا خسارة في هذه اللقاءات النهائية.

* الهلال فريق متسلح بالنجوم ويملك ثقافة النهائيات.. ما مدى ثقتكم بلاعبيكم ليكونوا ندا قويا ومنافسا عنيدا؟

- الثقة في اللاعبين أوصلتنا إلى هذا المرحلة، وما زالت قائمة، وعلى ذكر أن فريق الهلال مدجج بالنجوم، فلاعبونا أيضا نجوم، ولولا ما قدموه في الفترة الماضية لما استطعنا الوجود في هذه المرحلة واللعب على نهائي أهم البطولات في الموسم؛ فثقتي شخصيا في لاعبينا لا حدود لها، كما أن الثقة في الجهازين الفني والإداري تبعث الارتياح في النفوس، وبهذه المنظومة المتكاملة نحن متفائلون لتحقيق الكثير من الإنجازات التي تعيد للنادي هيبته.

* الأداء الذي يقدمه الفريق في دوري زين السعودي لا يسر أنصار النادي.. كيف ترى ذلك؟

- نعم، موقعنا الحالي في سلم الدوري أدنى بكثير من طموحاتنا، لكننا تولينا دفة الإدارة في منتصف موسم ساخن، وقمنا بتغيير الجهاز الفني واللاعبين الأجانب مع ضيق الفترة، ومن الصعب أن تصنع كل شيء، لكننا عملنا جيدا على إعادة توازن الفريق فتحقق جزء كبير من هدفنا، وإن شاء الله سنعمل على إبقاء الفريق بعيدا عن شبح الهبوط، ليكون وضعنا أفضل في الموسم المقبل.

* جماهير الوحدة متلهفة لرؤية فريقها يحقق الإنجازات.. فبِمَ تعدهم؟

- لو كان الخيار بيدي لجعلتهم أكثر الجماهير سعادة، والحقبة الطويلة التي قضوها بعيدا عن المنصات مع ثبات محبتهم لناديهم تؤكد أنهم عملة نادرة؛ فقد رحلت أجيال كثيرة، أو ربما هجرت المدرج الأحمر، لكنها زرعت حب الوحدة في أنفس النشء الجديد، وهذا سر مكانة هذه الجماهير الصابرة، وما تحقق خلال مشوارنا في بطولة ولي العهد، خصوصا في لقاء الاتفاق، جاء نتاج وقفة جماهيرنا الحبيبة.

* من خلال المواجهات التي خاضها الفريق في الجولات الماضية.. ما مدى رضاك عن الجهازين الفني والإداري في الفريق؟

- بالنسبة للمدرب مختار فهو يسير بشكل جيد، وهو رجل واقعي وصادق في تعامله مع اللاعبين، ويملك أسلوبا مميزا، وهو حريص أولا على التزامهم بمقومات ما يجب فعله دينيا ودنيويا، ولا يقبل التهاون في التدريبات أو المواعيد، إضافة إلى اهتمامه الأول بلُحمة الفريق، ووجد الجو الصحي المناسب وفق الاستراتيجية التي وضعت له، أما الجهاز الإداري فيأتي على هرمه المشرف العام حاتم خيمي؛ فهم يعملون بصمت وحكمة وهناك تناغم كبير بين الجهازين، وهذا بالتأكيد ظهر على اللاعبين وأدى إلى تحقيق الكثير من النتائج الإيجابية.

* غاب الكثير من أعضاء الشرف عن البيت الوحدوي.. هل تعتقد أن عودة النادي للمنصات ستسهم في التفافهم مجددا حول الوحدة؟

- الدعم الشرفي للوحدة دعم مشهود خلال حقبة من الزمن لا يجحده عاقل، لكننا ما زلنا نطمح إلى دعم أكبر والتفاف سريع حول الإدارة، ومعروف عن رجالات مكة حبهم لفريقهم، ولو اجتمعوا حول الفريق لكان بمقدور الوحدة أن يصل إلى منصات التتويج ويعود مجددا إلى واجهة الكرة السعودية.

* لجأتم إلى عمد الأحياء لشحذ همم الجماهير الوحدوية.. هل ترى ذلك مجديا بعد ابتعاد النادي عن تحقيق البطولات؟

- عمد الأحياء هم من رجالات مكة المحبين، وجهودهم معروفه منذ القدم، ومكة لها تركيبتها السكانية المتميزة والمختلفة ويمكن بسهولة الوصول لأكبر شريحة عن طريق عمد الأحياء، كما أن دعمهم ملموس جدا، وبالإمكان أن يعود الجمهور الوحدوي إلى المدرجات بشكل أقوى في ظل الابتعاد عن المنصات، فأعتقد أن الابتعاد عن البطولات ليس عائقا عن الحضور ومساندة الفريق لتقديم ما هو أفضل؛ حيث لا يمكننا العودة مجددا إلى الصدارة من دون وقفة جادة من الجميع، ولا شك أن الجماهير تعتبر عاملا رئيسيا في بث الحماس لدى اللاعبين لتقديم المزيد من العطاءات التي تنعكس بصورة إيجابية في تحقيق الانتصارات.

* وقفة الجمهور الوحدوي في نهائي كأس ولي العهد ستصنع الفارق.. ما رسالتك لأولئك المشجعين؟

- بكل تأكيد نحن ننتظر الدعم القوي والمؤازرة الفعالة كما عودونا؛ فهم معنا ووقودنا الدائم ووقفتهم معروفة حتى في أحلك الظروف، ورسالتي إليهم: «أنتم الجماهير المحبة والصابرة، نحن أمام فرصة تاريخية أدعوكم لتسهموا في صناعة هذا التاريخ».. هذه رسالتي على الرغم من أن جماهير الوحدة لا تحتاج إلى دعوة في مثل هذه المواقف.

* كلمة أخيرة ترغب بتوجيهها.

- أتمنى أن نتمكن من إسعاد جماهيرنا الوفية بتحقيق الكأس، وأن يظهر العرس الرياضي بالشكل المطلوب، ويقدم الفريقان كرة قدم تليق بما وصلت إليه رياضتنا السعودية التي أصبحت مضرب مثل في الكثير من المناسبات القارية والعالمية.