البيت الأبيض: علاقاتنا مع السعودية قوية ومهمة

مستشار الأمن القومي الأميركي إلى الرياض وأبوظبي

TT

تجري إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مشاورات عالية المستوى مع مسؤولين سعوديين وإماراتيين وقطريين هذا الأسبوع ضمن جهود الإدارة الأميركية فهم التطورات في المنطقة ومعالجتها. وفي وقت تدور تساؤلات حول العلاقات السعودية - الأميركية في الفترة الراهنة، أكد الناطق باسم البيت الأبيض جي كارني أن «علاقاتنا مع السعودية قوية جدا وما زالت قوية». وأضاف أن علاقة واشنطن بالرياض «مهمة جدا، ونبقي الحوار مع القيادة السعودية». وجاء تصريح كارني ردا على تقارير عدة حول توتر العلاقات مع الرياض بسبب الموقف الأميركي من الثورات في المنطقة، مشددا على أن مستشار الأمن القومي الأميركي توم دونيلون متوجه إلى السعودية، مما «يؤكد أهمية العلاقة». وقال البيت الأبيض إنه من المتوقع أن يستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مستشار الأمن القومي الأميركي في الرياض.

وأوضح بيان من البيت الأبيض مساء أول من أمس أن دونيلون سيتجه إلى السعودية ومن بعدها إلى الإمارات للقاء ولي العهد الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وقال كارني إنه خلال لقائه مع وزلي العهد الإماراتي سيبحث دونيلون «التطورات في ليبيا والمشاركة الإماراتية الفعالة بعمليات التحالف هناك».

وتأتي زيارة دونيلون إلى السعودية بعد أسبوع من زيارة وزير الدفاع روبرت غيتس لها. ومن اللافت أن المسؤولين الأميركيين الذين يقومون بالاتصالات مع السعودية هم من الطرف الأمني وأقل من وزارة الخارجية الأميركية. وامتنع البيت الأبيض عن الرد على أسئلة «الشرق الأوسط» حول هذه الاتصالات وطبيعة المواضيع المتوقع مناقشتها، إلا أن مصادر أميركية رسمية أشارت إلى تصدر الوضع الأمني في المنطقة والتطورات في اليمن والبحرين المحادثات، بالإضافة إلى الدور الإيراني في المنطقة.

وقال الخبير في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات السعودية الأميركية في مجلس العلاقات الخارجية، توماس ليبمان، لـ«الشرق الأوسط»: «لا نعرف بشكل مؤكد ما هي مهمة دونيلون في السعودية، وهو بطبعه كتوم، ولكن من المتوقع أن يبحث الأوضاع في اليمن والبحرين بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين السعودية والولايات المتحدة». وأضاف ليبمان أن «زيارة دونيلون تشير إلى اهتمام رئاسي أكبر بما يحدث في المنطقة»، لأنه يمثل الرئيس ومتصل به مباشرة. وأوضح ليبمان أن «هناك قلقا من البيت الأبيض حول الأوضاع في المنطقة، وقد لا تكون الرسالة التي عاد بها الوزير غيتس من السعودية الأسبوع الماضي مطمئنة». ولفت ليبمان إلى الدور الإيراني في المنطقة، قائلا: «دول مجلس التعاون أوضحت بشدة أن البحرين خط أحمر، وهناك مخاوف من دفع إيران للاضطرابات في البحرين أو على الأقل استغلالها»، مضيفا: «الأمر الآن ليس متعلقا بالملف النووي الإيراني، بل بالدور السياسي الإيراني في المنطقة، وهناك وعي أميركي وسعودي وخليجي حول ضرورة النظر إلى ذلك».

واعتبرت المحللة في معهد كارنغي للسلام الدولي، ميشيل دان، أن «الملف الإيراني يعود بقوة إلى الانتباه الأميركي على الرغم من الانشغال المؤقت بالتطورات في الدول العربية». وأضافت: «الملف الإيراني لم يحل، وهناك شعور بأنه يجب معالجته بالتعاون مع حلفاء».

وحرصت الإدارة الأميركية على إجراء المشاورات مع الحلفاء السعوديين والإماراتيين قبل اجتماع الرئيس الأميركي باراك أوباما بأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في البيت الأبيض يوم الخميس المقبل. وأعلن بيان من البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي «يتطلع إلى نقاش قضايا عدة مع الأمير، بما فيها التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط وقيادة قطر في الجهود الدولية لحماية المدنيين الليبيين».

ومن جهة أخرى عقد أوباما اجتماعا موسعا حول ليبيا أمس، لبحث آخر التطورات فيها. وأوضح الناطق باسم البيت الأبيض أن «ردنا على إمكانية وقف إطلاق النار هو أن المطلوب الأفعال لا الكلمات، على القذافي وقواته الانسحاب من المدن الليبية وعدم استهداف المدنيين، ولكننا لن نوقف تطبيق قرار مجلس الأمن 1973، وسنبقى عليه ما دام ذلك مهمّا». وأضاف: «سنواصل العقوبات والضغوط الدبلوماسية للتضييق على القذافي والمحيطين به حتى تحقيق طموحات الشعب الليبي».