الرحابنة يفتتحون «مهرجانات بيبلوس الدولية» بالمسرحية الغنائية «دون كيشوت»

برنامج حافل في جبيل مع «سكوربيونز» و«موبي» لسرقة قلوب الشباب

فرقة «سكوربيونز» المنتظرة في جبيل
TT

أعلن بالأمس، في مدينة جبيل عن برنامج «مهرجانات بيبلوس الدولية» لهذا الصيف التي تركز لمرة جديدة على جمهور الشباب، بعد أن حقق هذا التوجه نجاحا كبيرا العام الماضي. ولا بد أن كثيرين من الجيل الصاعد سيسارعون إلى حجز مقاعدهم سواء لحضور أحد حفلي فرقة «سكوربيونز» أو تلك الوحيدة التي ستحييها فرقة «ثرتي سيكندس تو مارس»، أو حتى حفل الفنان موبي الشهير بأدائه للموسيقى الإلكترونية.

وبحضور وزير الثقافة سليم وردة ووزير السياحة فادي عبود، ورئيسة لجنة مهرجانات «بيبلوس» لطيفة اللقيس، وأولاد الراحل منصور الرحباني، أسامة وغدي ومروان الرحباني، عقد مؤتمر صحافي ظهر أمس، في فندق «بيبلوس سور مير» المطل على المرفأ العتيق، تحدث خلاله الحاضرون عن أهمية مهرجانات جبيل، كما كان هناك عرض للبرنامج قدمه المنتج الفني للمهرجان ناجي باز.

افتتاح المهرجانات لهذا العام سيكون يوم 28 يونيو (حزيران) بمسرحية رحبانية غنائية مستوحاة من رائعة سرفنتس «دون كيشوت» وتستمر عروضها يوميا حتى الثالث من يوليو (تموز). وهي من مسرحة وتأليف غدي الرحباني الذي وصف العمل بأنه «انطلاق من بيئتنا وأرضنا وواقعنا لنسافر في رحاب قصة تلقي الضوء على مكامن الخطأ والفساد وتضع الإصبع على الجرح بواسطة فارس جوال، حالم، عاشق، لدولسينيا الخيالية التي يعيدها إلى طيبتها ونقاوتها بعدما أفسدها المجتمع في ظل سياسة متسلطة على رقاب الشعب، تاركة طبقاته في مهب الريح». وهذه المسرحية تلتقي هذه السنة مع الثورات العربية في مضمونها، لأنها تتحدث عن دون كيشوت الذي زرع أحلام التغيير في شعبه واكتشف بعد ذلك أن ثمة من لا يريد لهذا التغيير أن يتم. عمل يخلط التهكم بالجد، ويقف على حدود الفنتازيا والفن الهارب، كما وصفه غدي، واعدا بديكورات متحركة مبتكرة، وعروض راقصة، مع كوكبة من نجوم الفن أبرزهم رفيق علي أحمد وهبة طوجي اللذان حضرا المؤتمر الصحافي.

ويكاد الحضور الرحباني يصبح تقليدا في مهرجانات «بيبلوس» منذ عام 2005، حيث قدموا «جبران خليل جبران» و«زنوبيا» و«عودة الفينيق» ثم أعادوا تقديم «صيف 840» تحية لروح منصور، وها هم يعودون إلى جبيل بعد أن افتقدهم جمهورهم العام الماضي.

وتحدث أسامة الرحباني وهو صاحب الفكرة والتأليف الموسيقي للعمل مذكرا بتاريخ الرحابنة مع مهرجان جبيل الذي يأتي التعاون فيه هذه السنة كاستمرار طبيعي له. كما تحدث مروان وهو مخرج المسرحية عمن سيكدحون خلف الكواليس لإنجاح العمل.

وبعد «دون كيشوت» بصيغتها الرحبانية الملبننة تكر سبحة الحفلات، التي تنطلق مع الأسطورة النيويوركية «موبي» يوم 5 يوليو، الذي باع 20 مليون نسخة من أسطواناته، التي يخلط فيها بإبداعية لافتة بين الموسيقى الإلكترونية والهيب هوب والبلوز والروك.

أما يوما 6 و7 يوليو فهما عيدا الشباب مع فرقتهم الأثيرة «سكوربيونز». وهذه الفرقة سبق لها أن زارت لبنان سنة 1996، وها هي تعود مرة أخرى، في إطار أكبر جولة لها حول العالم، وقد تكون الأخيرة. إنها واحدة من أشهر الفرق التي صعد نجمها في السبعينات، ذات أصول ألمانية، تغني بالإنجليزية ولا تزال على مدار 40 سنة معشوقة الشباب.

ومن الحفلات التي تجتذب من هم أكبر سنا تلك التي يحييها الفرنسي المعروف فلوران بانيه يوم 9 يوليو، الذي سيغني مختارات من أشهر الأغاني الرومانسية والكلاسيكية التي بقيت في أذهان الناس، مسترجعا شارل أزنافور وإديت بياف، وبراسانس، وآخرين، بأغنيات من تلك التي شكلت وجدان الناس، ليس في الغرب فقط، وإنما في الكثير من الدول الفرنكوفونية. إنها الحفلة الأولى التي يحييها هذا الفنان الفرنسي في الشرق الأوسط.

ثم يأتي دور جيمي كولون مع فرقته الإنجليزية في حفل لمحبي الجاز، دون أن يحرم جمهوره من الروك والجاز، وذلك لحفل واحد مساء 12 يوليو.

أحد أكثر الحفلات شعبية ستكون تلك التي تقدمها فرقة «ثرتي سيكندس تو مارس» الآتية من لوس أنجليس، وهي واحدة من أشهر فرق الروك في العالم، صعد نجمها بسرعة البرق بين الجيل الجديد، ستغني أشهر وأحدث ما قدمته في السنوات الأخيرة، في حفلة وحيدة يوم 16 يوليو، يفترض أن تكون من أنجح حفلات هذا العام.

ولعشاق الفن الأفريقي هناك الزوجان الكفيفان والبديعان، (أمادو ومريم). هذان الفنانان المتزوجان منذ 30 سنة يقدمان منذ ذلك الحين أعمالا ثنائية كان لهما حظ التعاون فيها مع كبيرين في عالم الموسيقى هما مانو شاو ودامون ألبرن، وسيتعرف الجمهور اللبناني معهما على موهبتين جديدتين، تستحقان الاكتشاف مساء 20 يوليو.

أما السهرة الأخيرة والختامية يوم 22 يوليو فستكون من نوع مبتكر وطريف يحييها ثلاثة فنانين تحت عنوان «الأسرار الغنائية» وهم سمر سلامة، فادي جنبار، وفابريس دي فالكو. وشرح المنتج الفني للمهرجان ناجي باز أنها المرة الثانية فقط التي يقدم فيها هذا الحفل، بعد أن قدم للمرة الأولى في باريس عام 2010. وهو قائم على تفاعل متواصل بين الجمهور والفنانين الذين سيطلبون من المتفرجين في كل مرة، سحب ورقة من أوراق التارو التي تستخدم لكشف الحظ، ونوع الورقة التي سيتم سحبها ستحدد نوع المقطوعة الكلاسيكية الأوبرالية التي سيستمع لها الجمهور. والمقطوعات هي لكبار الكلاسيكيين مثل موزار وهاندل ورافل، والقصد من الحفل، هو تقريب الناس من الأعمال الكلاسيكية بأسلوب خفيف الظل ومشوق.

وكالعادة ستستضاف هذه الفرق العالمية، على مسرح مرفأ جبيل المطل على البحر، في الهواء الطلق، وبموازاة البرنامج الرسمي. ثمة برنامج آخر مجاني يقدم في ساحات وشوارع المدينة التاريخية العريقة، يشارك فيه فنانون شباب يتضمن الغناء والرقص والمسرح، إضافة إلى المعرض الفني اليدوي الذي يقام سنويا، وتتراوح أسعار البطاقات ما بين 40 و100 دولار.