وزير التعليم العالي: البحث العلمي أساس لبناء مجتمع متقدم.. وإقامة المنتدى للمرة الثانية مؤشر تميز

عقب افتتاحه أمس منتدى الشراكة المجتمعية بجامعة الإمام

الوزير العنقري يرى أن دور القطاع الخاص لا يقل عن الدور الحكومي في الشراكة في دعم البحوث العلمية («الشرق الأوسط»)
TT

عول وزير التعليم العالي السعودي على الندوات والمؤتمرات والملتقيات العلمية التي تحتضنها بلاده، في دعم الريادة العلمية، التي تتطلع لتحقيقها الرياض، لمجاراة الدول المتقدمة، وتضع لها موقعا بينها في التصنيفات الأكاديمية والعلمية على حد سواء.

وأبدى وزير التعليم العالي السعودي تفاؤلا ببناء منظومة بحثٍ علمي في الجامعات السعودية، معتبرها تأسيسا لبنيةٍ تحتيةٍ في مجال المعرفة، التي يسعى لتحقيقها مجتمع بلاده بأسره، وعلى كافة مستوياته.

وربط الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي، بين الندوات والمؤتمرات وورش العمل التي تحتضنها بلاده بين فترةٍ وأخرى، والنجاح في تأسيس المنظومة البحثية العلمية المنشودة، والتي ستكون داعما للجامعات السعودية لبلوغ مراحل علميةٍ متقدمةٍ بلغتها قطاعاتٍ علميةٍ في دولٍ متقدمة.

وأبدى العنقري الذي تحدث في تصريحاتٍ صحافية عقب رعايته فعاليات المنتدى الثاني للشراكة المجتمعية في البحث العلمي «صناعة البحث العلمي المملكة» الذي يقام تحت رعاية الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وتحتضنه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تفاؤله بأن يحقق المنتدى الأهداف التي أقيم من أجلها، والتي تتمحور حول بناء منظومة بحث علمي، تستفيد منها الجامعات السعودية، شريطة أن تكون ذات مستوى عالٍ وراقٍ، مبرزا في ذات الوقت مساهمة القطاع الخاص، الذي عده العنقري شريكا مهما في التوجه للبحث العلمي، من خلال دعمه من جانب، والاستفادة من منتجات البحث من جانبٍ آخر، معتبرا في ذات السياق أن المؤتمر يأتي لدعم هذا التوجه، بالإضافة إلى كون البحث العلمي أحد الأعمدة الرئيسية في بناء مجتمعٍ معرفي ناجح.

وعد وزير التعليم العالي السعودي البحث العلمي بمثابة أحد أهم العناصر الأساسية، والأساس لبناء المجتمع. وقال العنقري «الدولة سخرت لقطاع البحث العلمي في التعليم العالي كافة الإمكانات المالية والتجهيزات، التي تتيح للجامعات أن تقوم بدورها في دعم ورعاية البحث العلمي، بما يحقق الأهداف المرجوة، ليقوم البحث العلمي بدوره في بناء مجتمع المعرفة، لا سيما أن الجامعات السعودية اليوم، وخصوصا الجامعات الأقدم التي استطاعت أن تبني بنية تحتية، استطاعت أن تكمل جزءا كبيرا منها في الوقت الحاضر، والجزء المتبقي سيكتمل في القريب من خلال المدن التقنية في بعض الجامعات، كجامعة الملك عبد العزيز وجامعة الملك سعود، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وعندما تكتمل هذه المدن، سيكون للبحث العلمي في الجامعات دور كبير في الإسهام في تحقيق التنمية في القطاعات الصناعية، أو الاجتماعية، أو الاقتصادية، وهي في النهاية تشكل ما يعرف بمجتمع المعرفة، أو دعم مجتمع المعرفة».

ونفى وزير التعليم العالي رؤية أن البحث العلمي يعاني من قلة المخصصات قياسا بالناتج المحلي، وقال «البحث العلمي لا يعاني في هذا الجانب، وإذا كان القياس بالدول المتقدمة، فنحن من الدول النامية، ونحتاج إلى وقت حتى نحقق الطموحات، لكن هناك إنجاز كبير في مجال البحث العلمي خصوصا من الدولة، وقد ارتفع ما خصص من الناتج المحلي لدعم البحث العلمي، من ربع في المائة، إلى 1.1 في المائة والدول المتقدمة عادةً يكون الدعم فيها أكثر من 2 في المائة، في السعودية يعتبر ما تحقق إنجازا كبيرا، وقد جاء ذلك نتيجة لما تقدمه الجامعات وغيرها من القطاعات الحكومية والخاصة، فهناك إنجاز كبير تحقق يجب أن يدركه الجميع، كما يجب أن نواصل السير إلى الهدف، وهو أن يكون لدينا بحث علمي يضاهي ما هو موجود في الدول المتقدمة».

واعتبر الدكتور العنقري دور مركز البحوث والدراسات في التعليم العالي الموجود في الوزارة معنيا بالمجال البحثي في مجال التعليم العالي والتعليم الجامعي، وهو غير مرتبط بجانب البحث العلمي، لكنه يستفيد من كل ما يطرح في الجامعات والمؤتمرات، في تكوين الرؤية النهائية التي يخرج بها المركز عادة في دراساته في مختلف المجالات التي تهم الجامعات، ويستفيد من هذه المؤتمرات في تشكيل هذه الرؤية.

وأشاد وزير التعليم العالي بدور جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في دعم البحث العلمي على مختلف التخصصات، وقال «جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من الجامعات العريقة ليس على المستوى المحلي بل وحتى على الصعيد الدولي والعالمي، هي متخصصة في مجالات الشريعة والعلوم العربية والإنسانية، وتميزت في هذا التخصص، ثم اتجهت إلى إضافة بعض التخصصات الأخرى في العلوم البحتة والتطبيقية، واستطاعت رغم قصر المدة منذ إضافة هذه المجالات أن تحقق تميزا كبيرا، وإقامة المنتدى للمرة الثانية في الجامعة هو أحد المؤشرات على هذا التميز الذي يؤكد رغبة الجامعة في أن تكون من الجامعات الرائدة في كافة المجالات الشرعية والعربية والإنسانية والاجتماعية أو في المجالات العلمية التطبيقية».

وأثنى وزير التعليم العالي على دور القطاع الخاص في دعمه للبحث العلمي، واعتبره شريكا للقطاع الحكومي، وقال «القطاع الخاص يقوم بدور جيد في هذا الجانب، فهناك تعاون ملموس في دعم أنشطة الجامعات، وهناك علاقات وثيقة وقوية بين الجامعات ومختلف مؤسسات القطاع الأهلي، خاصةً الكبيرة منها، التي لديها مجال لدعم بحث علمي تستفيد منه هذه الشركات، كما أن هناك شركات تقوم بشراكات علمية مع الجامعات لدعم بحث علمي يفيدها، فالجامعات استطاعت أن تقيم جسورا قوية مع القطاع الخاص، وما زلنا نأمل أن يكون هناك تعاون أكبر واستفادة أكبر من مخرجات هذه البحوث التي تقوم بها الجامعات».