«ويكيليكس»: فلسطينيون في غوانتانامو يخشون تسليمهم لإسرائيل

وثائق: بن لادن كان يتوقع قتله أو أسره

TT

كشفت تسريبات لموقع «ويكيليكس» عن وجود عدد من الفلسطينيين يقبعون في معتقل غوانتانامو الأميركي بكوبا. وانفردت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس بنشر تفاصيل وثائق أوضحت أن المعتقلين ينتمون إلى كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، وأنه يشتبه في وجود صلات بينهم وبين منظمات إسلامية متشددة. وذكرت الوثائق أن بعضهم يعاني اكتئابا، وأوصت سلطات السجن بمراقبتهم عن كثب خشية أن يقدموا على الانتحار. وتشير الوثائق إلى أن المعتقلين غادروا من غزة أو الضفة الغربية إلى الأردن ومنها إلى السعودية، وبعضهم توجه من السعودية إلى اليمن ثم إلى باكستان أو أفغانستان بحثا عن عمل، وفي مرحلة ما حدث اتصال بينهم وبين نشطاء في «القاعدة»، وهم من قاموا بتجنيدهم وأقنعوهم بالتوجه إلى أفغانستان حيث تلقوا التدريب العسكري. وقال بعض السجناء لمن يحققون معهم إنهم يخشون أن يتم تسليمهم إلى إسرائيل وأجهزتها الأمنية. وبعد حصولهم على تعهدات بألا يتم ذلك، وافقوا على تزويد المحققين ببعض التفاصيل في بعض القضايا حتى يتعاونوا معهم. ولم تشر الصحيفة إلى أسماء المعتقلين لما قالت إنه لسلامتهم وحفاظا على الأمن الأميركي والإسرائيلي. إلى ذلك، أشارت وثائق «ويكليكس» إلى أن أسامة بن لادن كان يتوقع قتله أو أسره أثناء هجوم الولايات المتحدة على أفغانستان في خريف عام 2001، لذلك قام بنقل قيادة «القاعدة» إلى حركة طالبان. وتفيد هذه الوثائق المستندة إلى عمليات استجواب لمعتقلين في معسكر غوانتانامو بأن زعيم تنظيم القاعدة أمضى الأشهر الثلاثة التي تلت اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 وهو يجوب أفغانستان، بغية تحضير مقاتليه للمعركة ضد الأميركيين. وأثناء لقاء مع طالبان «نقل قيادة (القاعدة) إلى مجلس الشورى (الهيئة العليا في حركة طالبان) لأنه كان يخشى على ما يبدو إلقاء القبض عليه أو قتله بينما كان الأميركيون يقتربون». وقد شنت الولايات المتحدة هجوما في أفغانستان في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2001 على أمل تفكيك قيادة «القاعدة» التي استندت إلى نظام طالبان، بغية التحضير لاعتداءات 11 سبتمبر. وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن بن لادن دعا لدى مروره في نزل في ولاية قندهار (جنوب) بعد أربعة أيام من الاعتداءات، مقاتلين عربا لـ«الدفاع عن أفغانستان من الغزاة الكافرين». وفي نزل آخر في كابل أو في منطقتها استقبل بعد ذلك العديد من الزائرين الذين أمرهم بمواصلة العمليات ضد أهداف غربية. ثم وزع مقاتليه وأمر النساء والأطفال بمن فيهم بعض زوجاته بالهروب من باكستان. من جهة أخرى، كشفت الوثائق النقاب عن أن الجيش الأميركي صنف وكالة المخابرات الداخلية الباكستانية ككيان يدعم الإرهاب في عام 2007، واستغل هذا الارتباط كمبرر لاعتقال سجناء من الوكالة في خليج غوانتانامو، الأمر الذي سيزيد بالتأكيد من عزلة باكستان. وجاء في إحدى الوثائق التي أعطيت لصحيفة «نيويورك تايمز» أن المعتقلين الذين ارتبطوا بالوكالة: «ربما قدموا دعما لـ(القاعدة) أو طالبان أو شاركوا في أعمال عدائية ضد القوات الأميركية أو قوات التحالف». وتدرج الوكالة على قائمة «للقوى المتعاونة» مع 32 جماعة أخرى بينها «القاعدة» وحماس وحزب الله والمخابرات الإيرانية وكذا جماعة الجهاد الإسلامي المصرية التي يتزعمها أيمن الظواهري نائب بن لادن. وتعرف الوثيقة «القوى المتعاونة» بأنها قوات أو منظمات لمتشددين لـ«القاعدة» أو تنظيم القاعدة أو طالبان ذات علاقات عمل أو دعم أو انتفاع راسخ من أجل إنجاز أهداف مشتركة.

وقالت وكالة المخابرات الداخلية الباكستانية، وهي جهاز المخابرات الأول في البلاد، إنه ليس لديها تعليق. وتعود الوثيقة على الأرجح إلى عام 2007 طبقا لرقم تصنيفها وهي جزء من مجموعة ضخمة تضم 759 ملفا حول المعتقلين في خليج غوانتانامو حيث المعتقل العسكري الأميركي في كوبا. وحصل موقع «ويكيليكس» الإلكتروني على الوثائق التي تعود إلى الفترة من 2002 إلى 2009، لكن صحيفة «نيويورك تايمز» التي نشرتها قالت إنها حصلت عليها من مصدر اخر. وقالت الصحيفة إن الوثائق تكشف أن السجناء الباقين بمعتقل غوانتانامو والبالغ عددهم 172 سجينا مصنفون على أنهم «خطر كبير» يفرض تهديدا على الولايات المتحدة وحلفائها في حال الإفراج عنهم من دون إعادة تأهيل ومراقبة مناسبة. وكان مايك مولن، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، قال لوسائل الإعلام الباكستانية الأسبوع الماضي إن وكالة المخابرات الداخلية الباكستانية ارتبطت بصلات طويلة مع شبكة حقاني المتحالفة مع «القاعدة». وقال في حديث مع صحيفة «داون» الباكستانية اليومية: «(حقاني) تساند وتمول وتدرب مقاتلين يقتلون الأميركيين وشركاء التحالف. ولدي التزام ببذل ما في وسعي للتأكد من عدم حدوث ذلك». وتعكر صفو العلاقات الأميركية الباكستانية هذا العام بسبب قضية متعاقد وكالة المخابرات الأميركية ريموند ديفيز الذي قتل باكستانيين اثنين بالرصاص في لاهور يوم 27 يناير (كانون الثاني)، وكذا بسبب توتر في باكستان بخصوص غارات تنفذها طائرات أميركية بلا طيار أججت المشاعر المعادية للولايات المتحدة. ووزع موقع «ويكيليكس» على وسائل إعلام غربية عديدة، خصوصا على الصحف، وثائق عسكرية تتعلق بملفات 779 شخصا سجناء منذ 2002 في معتقل غوانتانامو في القاعدة البحرية الأميركية. تتضمن الوثائق تلخيصا لحالة كل معتقل من المعتقلين.