هاربون على الحدود الأردنية: مجزرة في درعا

سوري عالق في الرمثا: هناك أكثر من 200 قتيل

TT

يصرخ المسالمة، وهو سوري عالق في الرمثا على الحدود الأردنية مع سورية، قائلا: «إنها مجزرة» بعد أن نجح في الاتصال بأحد أفراد عائلته في درعا، الذي أعلمه بسقوط أقرباء له قتلى، وذلك وفقا لتقرير من على الحدود لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال المسالمة لوكالة الصحافة الفرنسية قبل أن يجثم على ركبتيه ويخفي دموعه براحتي يديه: «قالوا لي إن هناك أكثر من 200 قتيل بينهم أفراد من عائلتنا، إنها مذبحة». وأشار إلى أنه وصل إلى المملكة قبل يومين من أجل عمل له قبل أن تغلق السلطات السورية الحدود من جانبها في درعا التي تبعد 3 أميال.

وبينما يرتاح البعض يحاول آخرون، جاهدين، الاتصال بعائلاتهم والقلق بادٍ على وجوههم. ويتبادل هؤلاء المعلومات التي تصلهم من عائلاتهم فيمن بينهم. ويقولون: «إن إطلاق النار والانفجارات لم تتوقف منذ فجر الاثنين، وتجوب الدبابات مدينة درعا، بينما يغير رجال مسلحون على البيوت ويقتلون رجالا، حتى المساجد لم تسلم؛ فقد شبت النيران في مسجدي العمري وأبو بكر الصديق! هذه مذبحة! يجب أن يساعدنا العالم».

ويضيف سوريون، فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم ورفضوا حتى التصوير: «إن الماء والكهرباء قُطعا عن درعا وأطلق القناصة الرصاص على خزانات المياه على أسطح المنازل لمنع الناس من استخدامها، عائلاتنا ليست لديها حتى شموع، والطعام بدأ ينفد، هذا حصار كامل».

ويأتي تجار أردنيون من مدينة الرمثا التي تربطها علاقة تجارية قوية مع درعا للاستفسار عما إذا كانت الحدود فتحت من جديد أم لا.

ويقول ضابط أردني في المركز الحدودي لوكالة الصحافة الفرنسية: «إن الحدود الأردنية مفتوحة بشكل طبيعي، ويستطيع أي شخص مغادرة الرمثا، لكن لا معلومات لدينا حول درعا على الجانب الآخر من الحدود السورية».

لكن كل الأشخاص الذين حاولوا المغادرة باتجاه درعا، منذ ظهر الاثنين، قُمعوا، وتحدث شهود عيان عن اعتقالات قرب المركز الحدودي في درعا.

ويقول أحمد، وهو واحد من ألفي أردني في الرمثا يتاجرون مع درعا التي يقصدها مرتين في الأسبوع: «سمعنا أصوات انفجارات في وقت مبكر من صباح اليوم (أمس) صادرة عن درعا».

ويؤكد سكان الرمثا أن الجيش الأردني ينتشر على تلال الطرة والشجرة وعمراوة وذنيبة المطلة «لمنع المتسللين».

وأجل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إلى أجل غير مسمى، زيارة للرمثا كانت مقررة أمس.

وتتردد معلومات حول إطلاق نار عشوائي على الطريق بين سورية والأردن.

ونقل سائق أردني، الاثنين، تركيا أصيب على ذلك الطريق برصاصة إلى مستشفى أردني.

ويتحدث المسافرون عن وفاة رجل أردني وابنته على الطريق داخل الحدود السورية، لكن الناطق الرسمي باسم مديرية الأمن العام لم يؤكد هذه المعلومة.

أما مركز جابر الحدودي، على بعد 25 كم من المركز الحدودي في الرمثا، فهو مفتوح بشكل اعتيادي مع مركز نصيب الحدودي على الجانب السوري.

ويستطيع المرء مشاهدة سحب الدخان تتصاعد في الأفق، بينما يمر عدد قليل من السيارات باتجاه الأردن وتغادر عشرات الشاحنات باتجاه سورية محملة بالبضائع لسورية ولبنان وتركيا.

ولدى وصوله، يقول سوري ينوي التوجه إلى الكويت: «دخلت الدبابات إلى حينا في الكرك الشرقي قرب درعا وبدأ إطلاق النار في الخامسة صباحا واستمر لنحو سبع ساعات». ويضيف، وملامح الخوف بادية عليه: «إن رجلا قُتل، بينما أصيب خمسة آخرون بجروح في حينا، الناس يحتجزون في المنازل والقناصة في كل مكان يرتدون الأسود ولا تمكن رؤيتهم في الليل بسبب انقطاع الكهرباء».