رحلة متنوعة وخصبة قطعها الإعلامي المصري حسين عبد الغني في دروب الإعلام، أكسبته كيفية الوجود في مواقع الأحداث، ومعرفة ما يكمن وراءها من إشارات ودلالات متنوعة.. كان من ثمرة هذه الرحلة توليه منصب مدير مكتب قناة «الجزيرة» في القاهرة لسنوات طويلة، بدأت منذ التحاقه بها في عام 1997 وحتى رحيله عنها قبل أشهر قليلة، ليدخل في استراحة مهنية، سرعان ما قطعها مع انطلاق ثورة «25 يناير»؛ حيث انضم عبد الغني لها منذ يومها الأول، وكان له دور بارز من خلال «إذاعات ميدان التحرير» التي أقامها الشباب بالميدان؛ حيث خاطب الثوار وقدم الكثير من رموز مصر الفكرية والدينية والفنية التي انحازت للثورة، وهو ما جعل البعض يطلق عليه «مذيع الثورة»، كما تواصل مع وسائل الإعلام الدولية لينقل لها ما يدور صراحة على أرض الميدان بعد تضليل الإعلام الحكومي المصري لما يحدث.
إلا أنه منذ أيام انتشر مقطع فيديو على شبكة الإنترنت يجمعه بجمال مبارك، نجل الرئيس المصري السابق، وهو ما أثار سخط وانتقادات الكثير له من خلال التعليقات الإلكترونية، التي انتقلت إلى أرض ميدان التحرير يوم الجمعة الذي عُرف بمليونية الدفاع عن الثورة أثناء مشاركته فيها.
في حواره مع «الشرق الأوسط» تحدث عبد الغني عن حقيقة هذا الفيديو، كما تحدث عن تغطية وسائل الإعلام المصرية والدولية للثورة، موجها انتقاداته للإعلام الحكومي، وفي الوقت ذاته يطرح رؤيته لمستقبل الإعلام في مصر، كما يتطرق مدير مكتب «الجزيرة» السابق إلى أبرز تغطياته وقت عمله بالقناة، التي لاقت تصديق الجمهور المصري له، على الرغم من أن بعضها تسبب في دخوله السجن، وفي الوقت ذاته اعتذر عن عدم الحديث عن أسباب رحيله عنها.. وهذا نص الحوار..
* تعرضت لاتهامات وانتقادات كثيرة يوم الجمعة الذي عرف بمليونية الدفاع عن ثورة «25 يناير»، مع انتشار فيديو على الإنترنت يجمعك بجمال مبارك.. ما تعليقك على ذلك؟
- هذا الفيديو «مفبرك» وتم تداوله من دون تدقيق، وليس بصدفة، وأعتقد أن هناك أطرافا تحاول افتعال مشكلة؛ فهو يظهرني أضحك على كلمات لجمال مبارك خلال مؤتمر صحافي على هامش مؤتمر الحزب الوطني عام 2009 إثر قوله لي: «رد يا حسين»، عقب سؤال وجهه له أحد الصحافيين، ومن وضعه بهذه الصورة اقتطع شيئا من سياقه فجاء بلقطة أخرى تظهرني وأنا أضحك فقط ولم يأت بالجزء الذي قمت فيه بالرد على نجل الرئيس السابق؛ حيث طالبته وقتها بالرد على شباب «فيس بوك»، كما أنني دائما كنت أهاجم مشروع التوريث، وتعليقي على ذلك الفيديو أن هناك أناسا لم يعجبهم وجودي بين الشباب في ميدان التحرير ودوري في الثورة منذ يوم 25 يناير (كانون الثاني)، وسوف أضع على الإنترنت مقاطع الفيديو الحقيقية التي تثبت كلامي.
* ذكرت أنك شاركت في الثورة منذ يومها الأول، فكيف جاءت مشاركتك فيها؟
- كنت في المغرب قبل الثورة، وتزامن ذلك مع ثورة تونس وتفاعلت معها بشكل كبير وتفاءلت بها خيرا، وكنت ضد كلام المهرجين، الذي يقول مصر ليست تونس، وعدت بسرعة استجابة لدعوات الشباب للتظاهر على «فيس بوك» وحماس أبنائي للنزول، وفي يوم 25 يناير ذهبت إلى دار القضاء العالي، المشهد كان جيدا لكن لم يوحِ بشيء جديد عن الحراك الموجود منذ عام 2004، لكن عندما ذهبت إلى ميدان التحرير أيقنت أننا أمام أمر مختلف، لكن لم أتيقن أنها ثورة، دعم هذا الاختلاف حالة الصمود ضد قوات الأمن التي كانت تضرب قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، وقدوم الأهالي للتظاهر وهم يصطحبون أبناءهم، ومع يوم جمعة الغضب (28 يناير) وأمام حماية المسيحيين للمسلمين وقت الصلاة وأمام تشبث المتظاهرين بالبقاء أمام القمع والعنف أيقنت أننا بالفعل أمام ثورة.
* وكيف كان استقبال شباب الثورة لك؟
- هناك من كرمني بالقول إن ما يحدث في ميدان التحرير كان لي دور ومساهمة فيه، وإنني أوجعت النظام سنوات طويلة، خاصة في مسألة التوريث. وما أود قوله هنا هو: إن كان لي قيمة فهو لأنني أتمتع بمصداقية؛ فأنا أنحاز دائما للمواطن المصري البسيط، وأقول ما يمليه عليَّ ضميري من دون أن تكون لي مصالح شخصية؛ لذا كان النظام يتهمني بمعاداته، ودفعت ثمن ذلك؛ حيث كنت أكثر من تعرض للسجن والقمع في عهد مبارك ولفقت لي قضية بمقتضى قانون الطوارئ.
* ولهذا أطلق عليك «وزير إعلام الثورة» وأيضا «مذيع الثورة» كونك مديرا لواحدة من إذاعات الثورة التي أنشئت في ميدان التحرير؟
- هذا شرف لا أستطيع أن أدعيه، نعم أكرمني الشباب وقالوا إنني «وزير إعلام الثورة»، وأعطوني الفرصة لأدير المنصة لأخطب في الثوار وأقدم رموز مصر الفكرية والدينية والفنية التي انحازت للثورة، لكن هؤلاء الشباب هم من فكروا بالإذاعات ودعموها بأموالهم وتنظيمهم، وأنا وغيري كنا ندعمهم بخبرتنا، لكن الوقت الذي أعتقد أنني لعبت دورا فيه كان في منع تشويه الثورة في بدايتها، خاصة «جمعة الغضب»، وذلك عن طريق توضيح الحقائق الصحيحة عما يجري في الميدان لوسائل الإعلام الدولية التي كانت تتحدث معي، في الوقت الذي كان فيه التلفزيون المصري والخاص أيضا لا يدرك قيمة ما يحدث، كذلك وبحكم علاقاتي مع أصدقائي مديري مكاتب القنوات العربية في القاهرة كنت أنقل لهم ما يدور في الميدان.
* هل ترى أن إذاعات ميدان التحرير لعبت دورا في نجاح الثورة؟
- بالطبع وبشكل كبير؛ حيث فندت ادعاءات الإعلام المضلل الذي روج لاتهامات بالعمالة وتنفيذ أجندات خارجية وتناول الثوار وجبات دجاج «كنتاكي»، فأكثر شيء يدعم الثورات أو يحبطها الروح المعنوية، وهذه الروح كانت مرتفعة في التحرير بصفة دائمة، ولعبت الإذاعات دورا في ذلك، فكنا نفكر باستمرار فيما يثبت قلوب الناس، وننقل للثوار ما يدور في العالم وتبثه وسائل الإعلام، كذلك عملت الإذاعات على إلهاب الحماس وإثارة الوجدان باستمرار من خلال بث الأغاني الوطنية، وكنت أشجع على ذلك؛ حيث استخدمنا هذه الأغنيات في زيادة الإيمان بالثورة، وكسر رتابة الحديث حتى لا يحدث ملل.
* وكيف تصف دور الإعلام البديل الذي صنعه الشباب على شبكة الإنترنت؟ - لعب هذا النوع من الإعلام دورا مذهلا، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي كـ«فيس بوك» و«تويتر» و«يوتيوب»، وكذلك شبكة «رصد» الإخبارية؛ فالشباب فيها اعتمدوا على أصواتهم وأداروها بأنفسهم، وكانت أفضل من الإعلام المصري الذي كان كله أقل من الثورة.
* ماذا تقصد بأن الإعلام المصري كله كان أقل من الثورة؟
- الإعلام المصري كان يدار بواسطة جهاز أمن الدولة، من خلال وضع القيود على حرية التعبير، وخلال الـ10 سنوات الأخيرة شارك أمن الدولة جناح التوريث وجاءوا برجالهم على رأس المؤسسات الإعلامية، وأضرب مثلا على ذلك بما حدث معي، فعندما تولى أنس الفقي منصبه كوزير للإعلام طلبت مقابلته كوني مديرا لمكتب «الجزيرة» بالقاهرة، وعندما ذهبت فوجئت برجال أمن الدولة المسؤولين عن الصحافة يخرجون من مكتبه، وعندما استفسرت منه قال إنني استعنت بهم لأعرف كيف أتصرف معك. وفي وسائل الإعلام الخاصة أيضا كان هناك ناس مرتبطون بأمن الدولة، وهذا كان يظهر وقت الأزمات الشديدة التي يجب أن يظهر خلالها استقلال هذه الوسائل، وهو ما لم يحدث، بل إن أداءها تجاوز أحيانا أداء الإعلام الحكومي.
* وماذا عن تغطية وسائل الإعلام الدولية للثورة؟
- أعتقد أن وسائل الإعلام الغربية لعبت دورا رائعا في تغطية الثورة، بما كانت عليه من درجة عالية من الاحترافية في مستوى التغطية والسرعة في نقل الأحداث، خاصة شبكة «CNN»؛ حيث كانت رائعة، وكذلك «الجزيرة» الإنجليزية، وقناة «الحرة»، جميعها لعبت دورا إيجابيا وعلينا إرجاع الفضل لأصحابه، وهذا برأيي يعود للكفاءة المهنية مع عدم الخوف أو الرعب. وأذكر هنا أنه خلال أيام قطع الإنترنت عن مصر كونت مع مجموعة من أعضاء نقابة الصحافيين المصريين ما يشبه مركزا إعلاميا في الميدان لإرشاد المراسلين الأجانب وتقديم الثوار الشباب لهم؛ حيث كنا حريصين على دخول الإعلام الدولي في قلب الأحداث، وهذا عمل على توعية المراسلين والمصورين وساعد على نقلهم للأحداث.
* نرى حاليا تحولا جذريا في أداء الإعلام الحكومي المصري.. كيف ترى ذلك؟
- لا أعتبره تحولا جذريا؛ فهو بمثابة نقل بندقية من كتف إلى كتف، فهو استمرار للسياسة ذاتها، فبدلا من تملق الرئيس السابق أصبح يتم تملق المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهو في غنى عنهم، فالبنية التحتية الإعلام المصري لم تتغير. وأنا معجب بتقرير لجنة تقصي الحقائق بالمجلس القومي لحقوق الإنسان بشأن الجرائم والتجاوزات التي ارتكبت خلال أحداث ثورة «25 يناير»، الذي جاء فيه أن قادة الإعلام في مرحلة الثورة يجب أن يحاكموا مثل وزير الداخلية حبيب العادلي؛ لأنهم انتهجوا سياسة التعتيم على الأحداث وعدم الموضوعية، وأسهموا في التحريض على قتل المتظاهرين وإلصاق تهم مشينة بهم وفرض رقابة صارمة على البرامج الحوارية، وحظر مشاركة أشخاص يعبرون عن آراء موضوعية في مسار الأحداث، وبالتالي فهذا التحريض لا يقل في القانون الجنائي مسؤولية عن القتل المباشر.
* وما الدور الذي يجب أن تقوم به وسائل الإعلام في الثورة المضادة؟
- الثورة نجحت وبالتالي نحرنا الثورة المضادة، لكن حتى الآن لم نقضِ عليها، وأنتقد أداء بعض الصحف في الحديث بعد مظاهرات أيام الجمعة التي تكون في شكل مليونية كل أسبوع، فعندما يقل العدد في إحداها تخرج هذه الصحف لتقول إن هناك عزوفا عن المشاركة، وهذا لا يجب حدوثه، فعلى وسائل الإعلام دور كبير في الحفاظ على ثورة «25 يناير» ضد من يقومون بتحريك الثورة المضادة لها.
* طالبت من قبل بإلغاء وزارة الإعلام في مصر.. لماذا؟
- لا يوجد بلد محترم فيه مثل هذه الوزارة أو لديه عقوبة الحبس على النشر، هناك هيئات الخدمة العامة، وإعلام تنفق الحكومة على معظمه وينفق المواطن على الجزء الآخر بضرائب أو رسوم أو رخص، وهذا كان موجودا في مصر من قبل في فترة الستينات، والـ«بي بي سي» تمويلها الرئيسي من الرسوم التي يدفعها المواطن البريطاني؛ فالتلفزيون ملك الشعب، وما حدث حتى الآن هو إلغاء منصب وزير الإعلام فقط، كما يجب إلغاء المجلس الأعلى للصحافة علي أن يكون إنشاء الوسائل الإعلامية من قنوات وصحف مطبوعة وإذاعات بالإخطار مثلما سيحدث مع الأحزاب السياسية، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات وإبدال قوانين تسمح بحرية تداول المعلومات بها، ليكون ذلك هو الخطوة الأولى على طريق تقدم الإعلام المصري بتحرير مؤسساته؛ فهذا سيعمل على خلق القاطرة التي تشد ما خلفها، وبالتالي تحقق المنافسة، ومن ثم التخلص من ركام 30 عاما من التراجع المهني وانعدام التقاليد.
* لكن أليست الحرية المطلقة تشكل خطرا؟
- أي أخطاء للحرية لا تقاس بلحظة واحدة من الديكتاتورية والظلم والاستبداد، والمجتمع الحر يستطيع أن يحمي الحرية ويحافظ عليها ويدين من يخترقها، وبشكل عام فإصلاح جهاز الإعلام الرسمي سوف يستغرق وقتا، والمطلوب هو تحرير جميع وسائل الإعلام، مما يخلق أجواء مهنية حقيقية، تنمو وتبدع في ظل المنافسة الحرة والعادلة.
* ما تقييمك لقناة «الجزيرة» خلال الثورة المصرية، خاصة أن هناك استطلاعا أجراه مجلس أمناء البث التلفزيوني والإذاعي الأميركي في وزارة الخارجية الأميركية أظهر أن المشاهدين المصريين قد أبدوا انزعاجا من طريقة معالجتها للأحداث؟
- بعد يومين من الثورة وعندما كان يتاح لي متابعة الفضائيات لوجودي طوال ساعات النهار في ميدان التحرير، كنت أتابع شبكة «CNN»؛ لأن تغطيتها للأحداث كانت ممتازة، و«الحرة» و«BBC» و«الجزيرة» الإنجليزية؛ حيث تفوقت هذه القنوات، خاصة في الـ10 أيام الأولى للثورة، ثم تبتعها بعد ذلك قنوات أخرى مثل «الجزيرة».
* إذن دعنا نسألك: لماذا خرجت من قناة «الجزيرة» بعد أن كنت مسؤولا عن مكتبها في مصر منذ تأسيسه؟
- لا أفضل التحدث عن ذلك؛ فهي تقاليد مهنية ومسألة أخلاقية لديَّ لا أستطيع تجاوزها، فأنا أكن لقناة «الجزيرة» كل تقدير واحترام، كما هو الحال بالنسبة لكل مكان عملت به من قبل، ولم أتعود الحديث عما يدور؛ لأنني اطلعت على معلومات وقت عملي بها وائتمنت عليها وليس من الأخلاق التحدث عنها وكشفها، وأضيف إلى ذلك أنني لم أخرج من «الجزيرة» مقالا أو مطرودا حتى يكون بيني وبين «الجزيرة» ضغينة، كما أنني قدمت استقالتي من قبل 4 مرات ورفضوها ودعوني للدوحة وقاموا بزيادة راتبي، وبالتالي لا أحمل أي ضغينة، وأتمنى لـ«الجزيرة» كل نجاح مثل ما أتمنى للمحطات كلها.
* حدثنا عن أبرز القصص التي قمت بتغطيتها أثناء توليك مكتب «الجزيرة» بمصر؟
- التزمت بكشف الفساد دائما، وقد كان صدى ذلك أن أخذ الناس كلامي بجدية ومصداقية، لكن في المقابل تعرضت لكثير من التهديدات والإهانات مرورا بسحب التصريح الرسمي وصولا إلى السجن، ومن أبرز التغطيات تغطية الانتخابات البرلمانية عام 2000 وكان التزوير يتم على نطاق واسع وسط مضايقات للقضاة المشرفين على الانتخابات، وكان يتنافس في دائرة الدقي بالجيزة مأمون الهضيبي، نائب المرشد العام الأسبق، أمام السيدة آمال عثمان، وزيرة الشؤون الاجتماعية وقتها، وعندما ذهبنا للتصوير قام الأمن بضرب طاقم «الجزيرة» ضربا مبرحا إلى جانب كسر معداتنا، وقمت بالرد على ذلك بإصراري على الظهور على الشاشة على الفور لفضح تلك الممارسات، ومع عودتنا إلى مقر المكتب اعترضنا رجال الأمن وطلبوا مني القول إن ما تعرضنا له وراءه «بلطجية»، لكنني أصررت على قول الحقيقة.
الحال نفسه تكرر مع الانتخابات البرلمانية عام 2005، والصورة الوحيدة التي تكشف عن تزوير هذه الانتخابات كانت عن طريق «الجزيرة» وقد تناقلتها وكالات الأنباء الدولية كدليل مادي على التزوير. كذلك تغطيتنا لتفجيرات مدينة دهب عام 2006 التي هاجمت فيها وزير الداخلية حبيب العادلي وحملته مسؤولية الحادث، وقلت إن في عهده حدث أكثر من حدث، وكان نتيجة ذلك دخولي السجن.
* هل تفكر في شكل من أشكال الوجود السياسي، سواء من خلال الأحزاب الجديدة أو الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ - ليس لي أي مطمع سياسي، وهذه ليست لحظة سياسية وإنما لحظة وطنية؛ لذا سأعزف عن العمل السياسي بانتهاء الظروف الراهنة والتأكد أن مصر قد وُضعت على قضبان صحيحة بانتقال ديمقراطي لدولة مدنية ديمقراطية، لأعود إلى عملي الإعلامي، فليس لديَّ أي تفكير شخصي في أي وجود سياسي، المهم انتقال مصر لمكانة تليق بها.
* تردد مؤخرا وجود مفاوضات معك لتولي رئاسة قناة «النيل للأخبار».. ما حقيقة ذلك؟
- بالفعل هناك مفاوضات دائرة حول هذا الأمر مع القيادات في مبنى التلفزيون، لكني لم أتخذ قرارا بهذا الشأن حتى الآن، لكن إذا تحققت عناصر النجاح المهنية والموضوعية في القناة، وأبرزها عدم وجود سقف للحرية إلى جانب توافر الإمكانات التقنية، فلن أتردد في قبول هذه المهمة، التي أعتبرها مهمة وطنية؛ لأن محطة من هذه النوعية يجب أن تساوي قيمة مصر، وتعمل على إعادة بناء قوة مصر الناعمة، وتأكيد ريادتها وقيمتها في أمتها ومحيطها الأفريقي، وتصدرها للمشهد الإعلامي العربي، كما ستتصدر المشهد السياسي مثلما كانت دوما.
* وهل بهذه العناصر تمكن المنافسة مع قناتي «الجزيرة» و«العربية» على سبيل المثال؟
- في الحقيقة المصريون هم من لعبوا الدور الأكبر في بناء محطات الـ«بي بي سي العربية» و«الجزيرة»، وغيرهما من القنوات الناجحة، والمسألة هنا في المناخ الذي تضع فيه الإنسان المصري؛ فهذه القنوات نجحت لأن الحرية كانت عنصرا حاسما فيها، وكان بينها تجارب بدأت بإمكانات قليلة، لكن كان عنصر الحرية متوافرا عندها، وسقف الحرية كان مكفولا، أما في الإعلام المصري فكان يعيبه ترتيب الأخبار وربطها بالنظام، إلى جانب أن الخبر يحتاج إلى موافقات عدة قبل النشر. وإلى جانب مناخ الحرية، يجب أن تكون ملتزما بميثاق الشرف الأخلاقي وعدم خدش الحياء والآداب العامة وعدم الاعتداء على الحرية والحياة الشخصية وعدم التعرض للمعتقدات والأديان.
* وهل هناك مشاريع إعلامية أخرى تخطط لها في الوقت الحالي؟
- أعكف حاليا على تأسيس محطة تلفزيونية جديدة مع مجموعة من الأصدقاء، يقوم عليها مثقفون ورجال أعمال ووطنيون لم يكونوا على علاقة بالنظام السابق، وحتى الآن لم يُستقر على اسمها، لكن ستكون محطة عامة تلعب الأخبار والسياسة دورا حيويا فيها، وسأكون مسؤولا عنها وعن تقديم برنامج رئيسي فيها، ومطروح أن يكون برنامج من نوعية «التوك شو»، وأرجو أن نوفق فيها.
* في رأيك، إلى أي مدى يمكن أن يكون للإعلام دور في تحديد شخصية من سوف يصل إلى كرسي الرئاسة في مصر؟
- الإعلام بالفعل سوف يلعب دورا، لكن البرنامج الانتخابي لكل مرشح هو الحكم الرئيسي، فالمرشح الضعيف مهما وقفت وراءه أي وسيلة إعلامية لن ينجح، وبرأيي أن من يقدم برنامجا يتفق مع مبادئ الثورة وأهدافها، إلى جانب المصداقية، سيكون هو الاختيار المفضل لوسائل الإعلام؛ لأن هذه الوسائل تنظر إلى من يكون تأثيره أكبر وبالتالي يكون حضورها واحتشادها.
* حسين عبد الغني في سطور - حصل على دبلوم علاقات سياسية دولية عام 1981.
- حصل على بكالوريوس علوم سياسية عام 1979.
- باحث غير متفرغ في مركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام، وصدر له كتاب عن إسرائيل ضمن مجموعة من الباحثين 1981 – 1982.
- محرر ومترجم بالإذاعة المصرية القسم الإنجليزي 1982 – 1983.
- محرر أخبار في التلفزيون المصري 1984 – 1998.
- محرر سياسي بجريدة عمان 1984 – 1996.
- مراسل هيئة الإذاعة البريطانية القسم العربي 1985 – 1997.
- مراسل «BBC» في القاهرة 12/1996 - 1/1997.
- مراسل صحيفة «الحياة» اللندنية ومجلة «الوسط» في مسقط 1990 – 1996.
- مدير إقليمي لصحيفة «الرأي العام» الكويتية في القاهرة 1996 – 1999.
- التحق بقناة «الجزيرة» في 1/7/1997 وعمل مديرا لمكتبها في القاهرة حتى 2010.