أنباء عن فرار جندي سوري إلى لبنان.. وتشييع آخر في وادي خالد قتل أثناء عبوره الحدود

نائب في «المستقبل»: لن نتفرج على ذبح الشعب السوري.. ووهاب مهددا: من يعتقد أنه سيخرج سالما من هذه المعركة مخطئ

جنازة أحد رجال الأمن الذين قتلوا في جسر الشغور، في صورة وزعتها وكالة «سانا» السورية الرسمية (إ.ب.أ - سانا)
TT

كشفت مصادر ميدانية في منطقة وادي خالد اللبنانية الواقعة على الحدود مع سوريا، لـ«الشرق الأوسط»، أن «جنديين سوريين تمكنا من الفرار من الوحدة العسكرية التي تتمركز في بلدة العريضة السورية، وعبور مجرى النهر الكبير». وقالت إن «الجندي حسين مصطفى محمد، وهو من مدينة درعا، تمكن من الوصول إلى بلدة وادي خالد، لكنه أصيب بطلق ناري في ظهره بعدما فتح الجنود السوريون النار عليهما، في حين أن زميله قتل وبقيت جثته في مجرى النهر الكبير لساعات قبل أن يسحبها الجيش السوري». وناشد أبناء وادي خالد الدولة والجيش اللبناني «الانتشار على الحدود وضبط الوضع الأمني الذي بات مقلقا ولا يحتمل أي تأخير».

وقالت المصادر إن الاشتباكات وقعت في منطقة وادي خالد – العريض، فجر أمس، التي أصابت بعض رشقاتها منازل في وادي خالد، مما أحدث ذعرا في نفوس الأهالي، خصوصا النساء والأطفال. وأضاف أن الاشتباكات دامت أكثر من نصف ساعة، استخدمت فيها الرشاشات الخفيفة والمتوسطة.

وشيعت بلدة وادي خالد اللبنانية أمس جثة الشاب السوري حسين الخضر الذي توفي قبل ظهر أمس متأثرا بجروح بليغة أصيب بها مع رفيق له في الاشتباكات التي دارت فجرا في العريضة قبل نقلهما للمعالجة في لبنان، وصلي عليه في أحد مساجد البلدة قبل نقله إلى بلدته أم جامع السورية المتاخمة للحدود اللبنانية لدفنه هناك بناء على إلحاح ذويه. وأفادت معلومات غير رسمية أن «الحصيلة النهائية لاشتباكات أمس كانت ستة قتلى سوريين بينهم الجندي الذي قتل لدى محاولته العبور إلى الأراضي اللبنانية، وثلاثة جرحى، اثنان منهم يعالجون في مستشفى رحال في مدينة حلبا اللبنانية».

وعلق عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد كبارة في بيان له على ما سماه «مجازر سوريا»، فقال: «المخابرات السورية تنقل أبناء الشعب الفلسطيني من مخيم اليرموك إلى الجولان وتتركهم عزلا حيث يقتلون، ثم تطلق النار على أهاليهم أثناء تشييعهم»، مشيرا إلى أن «دبابات ماهر الأسد وحرس شقيقه تطلق النار على المواطنين السوريين الهاربين من العريضة المحتلة إلى لبنان، ولبنان يتفرج». وسأل: «ماذا ننتظر بعد؟ أننتظر أن يدخل حرس الأسد أراضينا لملاحقة الشعب السوري البريء الهارب ودولتنا تتفرج؟ أننتظر أن يخطب بعض أصحاب العمائم في المساجد تأييدا لنظام الأسد ونتفرج على الشعب السوري يُذبح؟». وأضاف: «لن نتفرج على أتباع نظام الأسد في لبنان يتدخلون ضد الشعب السوري ونقول نحن على الحياد»، مؤكدا: «نحن لسنا على الحياد، نحن مع الشعب السوري الذي يضطهده من اضطهدنا، ويذله من أذلنا، ويقتله من قتلنا، ويهينه من أهاننا، ويدوس كرامته من داس كرامتنا». وتابع كبارة: «كلا لن نتفرج على من ارتكب المجازر في طرابلس وهو يهدد بذبح الشعب السوري، فسكاكينه مرت على رقابنا سابقا، ولن نحزن أبدا إذا سحبها الشعب السوري من يده ورماه بها»، وختم كبارة: «نحن مع الشعب السوري لأن جلاده هو جلادنا، ولأن الأخلاق تقتضي أن ننصر المظلوم على الظالم».

من جهته، قال السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي، إن «الاحتجاجات القائمة في سوريا مسلحة، وهذا يسقط عنها الصفة المطلبية والمحقة التي يسعى الرئيس الأسد إلى تحقيقها. وتحصين الوضع الداخلي بإصلاحات حقيقية هي حاجة سوريا، ورؤية سوريا لكي تكون أقوى في كل الاستحقاقات». وأضاف: «لكن هذه الاحتجاجات، وفي مظهرها، تخرج عن الإطار السلمي وعن الإطار الذي يحرص فيه على البنية الوطنية والوحدة الوطنية، وهو ما يرفضه السوريون»، معتبرا «أن السوريين بوطنيتهم العالية هم من يريدون القضاء على هذا التخريب المقصود الذي يعمل وفق مخططات وأجندات خارجية لتفكيك المنطقة وإضعافها لصالح الأطماع الإسرائيلية وصيانة أمن إسرائيل».

وحول الموقف الفرنسي من أن الرئيس الأسد فقد شرعيته، قال السفير السوري: «هؤلاء الذين يطرحون هذه الأمور لا يستندون إلا إلى أحقادهم، وإلى رؤى منقوصة وغير مكتملة. وبالعكس، القرارات الدولية تأخذ اتجاها يقترب من الواقعية، وتتسع دوائر القراءة المنطقية المنصفة لسوريا ومعالجتها لما تتعرض له من تآمر، ومن مظاهر تأخذ أبعادا تخريبية، وما حدث في جسر الشغور هو مظهر بالغ السلبية للبشاعة، وتظهر فيه هذه المؤثرات التي لا تشبه سوريا، ومصالح سوريا، وبالتالي، شكلت حصانة أكثر ووعيا أكبر لدى السوريين بكل أطيافهم ومشاربهم وكل مناطقهم».

وحول الحديث عن لجنة تقصي حقائق ستصل إلى لبنان بموافقة لبنانية للاطلاع على أوضاع السوريين النازحين إلى لبنان في الشمال، اعتبر أن «هذه تسريبات إعلامية، وكلنا يعرف الرغبات التخريبية لقوى دولية لها دور في (سيناريوهات) لا تريد أمن المنطقة».

أما الوزير السابق وئام وهاب، المقرب جدا من القيادة السورية، فقال في محاضرة ألقاها في مدينة حمص إن «سوريا حمت وحدة لبنان وأوقفت الحرب الأهلية ووحدت الجيش اللبناني والمؤسسات، وجيشها دفع آلاف الشهداء لحماية لبنان، فتأكدوا بأنه سيدفع آلاف الشهداء لحماية وحدة سوريا، وحماية السلام والسلم الأهلي فيها، ومنع ضربه». وأضاف: «إذا أكملوا اللعبة، فالأوراق كثيرة، ومن يعتقد بأنه سيخرج سالما من هذه المعركة، هو مخطئ، ومن يعتقد أن إسقاط سوريا هو كإسقاط تونس أو ليبيا أو اليمن أو غيرها، فهو أيضا مخطئ، فسوريا لن تسقط، ومن ينتظر قرارا من مجلس الأمن، سينتظر طويلا، ومن ينتظر أيضا تدخلا أوروبيا أو أميركيا سينتظر مدة أطول وأطول، فهذا لن يحصل في سوريا، وإذا حصل، سيكون يوم القيامة في الشرق الأوسط، ولينتظروا هذا اليوم».