أردوغان سيعيد هيكلة الحكومة التركية بعد الانتخابات العامة

توقعات بأن يحرم حزب الشعب منافسه العدالة والتنمية من «أفضل أغلبية»

الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت يرافقه الشيخ مشعل الأحمد الصباح نائب رئيس الحرس الوطني أثناء مغادرته المملكة المتحدة أمس بعد خضوعه لبعض الفحوصات الطبية المعتادة التي تكللت بالنجاح، حيث كان في وداعه الشيخ شملان الجراح الصباح وخالد الدويسان سفير الكويت في لندن (تصوير: حاتم عويضة)
TT

كشف رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أمس، عن خطط لإعادة هيكلة بعض الوزارات في الحكومة. وأعلن أردوغان خلال مؤتمر صحافي أنه سيتم تشكيل 6 وزارات جديدة، ودمج بعض الوزارات القائمة، وفقا لصحيفة «الدايلي نيوز» التركية.

وقال أردوغان إن الوزارات الجديدة تتضمن: «الأسرة والتخطيط الاجتماعي، والاتحاد الأوروبي، والاقتصاد، والشباب والرياضة، والجمارك والتجارة، والتنمية»، بينما وزارة الصناعة والتجارة أصبحت الآن وزارة الصناعة والتكنولوجيا، ووزارة البيئة والغابات سيتم دمجها مع وزارة الإسكان لتشكل وزارة البيئة والغابات، في حين أن وزارة الزراعة سوف تصبح للأغذية والزراعة وتربية الماشية.

مجلس الوزراء الجديد سيضم 25 وزيرا، بمن فيهم رئيس الوزراء. وقال أردوغان إن تشكيل حكومة جديدة سوف يكون بعد انتخابات 12 يونيو (حزيران) على أساس نظام هيكلي للوزارة.

يأتي ذلك قبل الانتخابات العامة التي ستجري يوم الأحد المقبل والمتوقع أن يفوز بها حزب أردوغان. في غضون ذلك يأمل أبرز حزب معارض تركي بقيادة زعيم جديد يحظى بشعبية تعزيز صفوفه بمناسبة الانتخابات التشريعية الأحد من خلال برنامج طموح من الإصلاحات الاجتماعية في وجه الحزب الإسلامي المحافظ الحاكم.

وتتوقع الاستطلاعات أن يحل حزب الشعب الجمهوري (وسط اليسار) الذي أسسه كمال أتاتورك والمؤيد للعلمانية في المرتبة الثانية.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن ذلك قد يحول دون فوز حزب العدالة والتنمية، الحاكم، بما يسمى «أفضل أغلبية» التي يتطلع إليها في ولايته الثالثة.

ويدعو حزب الشعب الجمهوري الذي يواجه الانتقاد لدفاعه الشرس عن العلمانية ومناصرته الجيش، اليوم، إلى إصلاحات ديمقراطية وإلى العدالة والاجتماعية في محاولة لاستقطاب المحافظين الفقراء، وفي الوقت نفسه الليبراليين من سكان المدن المتخوفين من انحراف حزب العدالة والتنمية الذي يحكم البلاد منذ 9 سنوات إلى التشدد وعدم التسامح.

وتوقعت الاستطلاعات أن يحصل حزب الشعب الجمهوري الأحد على نحو 30 في المائة من الأصوات مقابل 20.8 في المائة سنة 2007، وأن يقتحم القوميون اليمينيون والمرشحون الأكراد مقاعد البرلمان. وهذا ما سيحرم حزب العدالة والتنمية من أغلبية الثلثين الضرورية لإقرار تعديلات دستورية يرغب فيها من دون اللجوء إلى استفتاء.

وتشتبه المعارضة في أن حزب العدالة والتنمية يريد إقامة نظام رئاسي على قياس رئيس الوزراء الحالي، رجب طيب أردوغان، الذي بات أقل تقبلا للانتقادات كما يقول خصومه، إذ بات يتهجم باستمرار على وسائل الإعلام ويدافع عن أعمال العنف التي يرتكبها جهاز الشرطة.

وقد تم الزج بعشرات الصحافيين في السجون بينما انتقدت المعارضة القيود المتزايدة المفروضة على استخدام الإنترنت واستهلاك الكحول وأودع العشرات من الجنرالات والأميرالات في السجون بتهمة تدبير عدة مؤامرات.

وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليكداروغلو، إن حزب العدالة والتنمية بصدد تحويل تركيا إلى «إمبراطورية الخوف» وإن أردوغان «يظن أنه السلطان».

ووعد حزب الشعب الجمهوري بالاستجابة لمطالب الأكراد، لا سيما تعليم لغتهم في المدارس.

ويتمثل اقتراحهم الاجتماعي الأساسي في إقامة «ضمان عائلي» في شكل مساعدة شهرية للأكثر فقرا لا تقل عن 600 جنيه تركي (300 يورو).

وقد حصل التغيير السنة الماضية في حزب الشعب الجمهوري إثر انسحاب زعيمه السابق، دنيز بايكال، بشكل غير متوقع بعد نشر صور له على الإنترنت في أوضاع غير لائقة مع امرأة. واشتهر كمال كيليكداروغلو (62 سنة)، الذي أطلق عليه اسم غاندي لأنه يشبه إلى حد ما الزعيم الهندي الشهير، بأنه بطل مكافحة الفساد، ويتهم بانتظام المسؤولين عن البلاد بالتورط في قضايا مشبوهة. وكان مسؤولا على الضمان الاجتماعي التركي قبل انتخابه في البرلمان سنة 2002.