مستوطنون يقتحمون الأقصى لليوم الثاني ويصلون لإقامة الهيكل

بعد يوم من حرق مسجد المغير شمال رام الله

TT

اقتحم مستوطنون متطرفون ساحات المسجد الأقصى في القدس أمس، بعد أن تجمعوا في شوارع البلدة القديمة في المدينة المقدسة، ونظموا مسيرات استفزازية بدعوة من قيادات يهودية «للاحتفال» بما يعرف عند اليهود بـ«عيد نزول التوراة التلمودي».

وقال حراس المسجد الأقصى إن مجموعات من المستوطنين اقتحمت ساحة الأقصى من جهة بوابة المغاربة، لليوم الثاني، وراحوا يؤدون طقوسا تلمودية في المكان، قبل أن يتعمدوا كسر زجاجات من الخمر بين سطح المرواني والجامع القبلي.

وتفجرت مواجهات بين مصلين مسلمين والمستوطنين في ساحات الأقصى، قبل أن تتدخل الشرطة الإسرائيلية لحماية المستوطنين وإخراجهم من المكان. ويأتي ذلك بعد يوم من اقتحام آخر نفذه مستوطنون للمسجد الأقصى شارك فيه عضو الكنيست الإسرائيلي ميخائيل بن آري، الذي راح يشرح للمستوطنين في ساحات الأقصى، تاريخ ومستقبل «الهيكل» المزعوم الذي صلى المستوطنون لإقامته. وذلك في وقت كان فيه مستوطنون آخرون يحرقون مسجدا في رام الله ويهددون بمواصلة الانتقام، مما أثار غضبا فلسطينيا واسعا، وتحذيرات جدية من جر المنطقة إلى حرب دينية.

ونددت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث»، أمس، بما أقدم عليه أفراد الجماعات اليهودية من «انتهاك لحرمة المسجد الأقصى وتدنيسه، أولا باقتحامهم له، ثم بكسر زجاجة خمر في ساحاته»، محذرة من خطورة استمرار هذه الاقتحامات للمسجد الأقصى من قبل الجماعات اليهودية والمستوطنين التي تستخدم أداة لتنفيذ مخططات الاحتلال.

ودعت المؤسسة إلى «وجود المصلين الدائم وعلى مدار كل أيام السنة في المسجد الأقصى، لأن ذلك من شأنه أن يحفظ المسجد الأقصى من اقتحامات وانتهاك لحرمة المسجد كهذه».

وعادة ما تتجرأ جماعات يهودية على اقتحام الأقصى في الأعياد اليهودية، وهو ما كان سببا في كثير من الأحيان لاندلاع مواجهات كبيرة وعنيفة في المدينة المتوترة.

وكانت قيادات يهودية متطرفة دعت أنصارها لاقتحام المسجد الأقصى في هذه الفترة وإقامة طقوس وشعائر تلمودية في باحاته، كما نشرت جماعات يهودية معروفة، على مواقع إلكترونية إعلانات دعت فيها إلى اقتحام المسجد الأقصى وإقامة الصلوات فيه بمناسبة «عيد الشفوعوت»، متعهدة بتأمين المواصلات والحماية لكل المستوطنين الراغبين في الاشتراك بمثل هذه الاقتحامات.

وحذر الشيخ يوسف ادعيس رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، من أن عملية اقتحام المسجد الأقصى من قبل المستوطنين المتطرفين وإلقاء زجاجات الخمر في باحاته وساحاته تحت حماية قوات كبيرة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، التي تشكل انتهاكا صارخا لحرمة المسجد، واستفزازا لمشاعر العرب والمسلمين، تدلل على «وجود مخطط للمؤسسة الإسرائيلية بأذرعها المختلفة يعد الأشد خطورة للسيطرة المطلقة عليه، تمهيدا لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم مكانه».

ودعا ادعيس منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية، إلى التحرك الجاد على وجه السرعة، «لتدارك الخطر المحدق بمساجد فلسطين وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، وإنقاذه من المؤامرات والإجراءات التي تستهدف تهويده والمساس به والنيل من قدسيته قبل فوات الأوان».