قيادي في حزب طالباني: لا سقف زمنيا لإنهاء المفاوضات مع المعارضة

سعدي بيره لـ «الشرق الأوسط» : النتائج متوقفة على مشاركة أحزابها في الحكومة

سعدي أحمد بيره (تصوير: كاميران نجم)
TT

قال سعدي أحمد بيره،عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، إن «المفاوضات التي جرت بين أحزاب السلطة والأحزاب الكردية المعارضة في مراحلها الأولى، حيث تحقق أول اجتماع السبت الماضي في بناية البرلمان الكردستاني بأربيل»، مشيرا إلى أن «هناك ورقة للإصلاحات وهي تمثل خلاصة المشاريع والمقترحات السابقة والمقترحة، إضافة إلى رسالة السيد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، وورقة الإصلاح التي كان البرلمان قد صدق عليها والتي تتضمن 17 نقطة داخل البرلمان وحصلت عليها موافقة من جميع الأحزاب المشاركة، سواء كانت في السلطة أو المعارضة، وبحضور رئيس حكومة الإقليم الدكتور برهم صالح، إذ أصبحت هذه الورقة من أولويات التي يجب تطبيقها».

وأضاف بيره قائلا لـ«الشرق الأوسط» في أربيل أمس: «هناك خلاصة لكل هذه المشاريع والمقترحات تتضمن عدة محاور تخص البيشمركة والمالية والتربية والتعليم والشرطة والآسايش (الأمن) والقضاء، لكن محتويات هذه الورقة والمشاريع كلها موجودة ومثبتة في قوانين الحكومة وفي الوزارات المختصة، مثلا في ما يخص وزارة المالية هناك نقاط في ورقة الإصلاح مثبتة في قوانين هذه الوزارة، وهكذا الأمر مع بقية الوزارات: العدل والبيشمركة والداخلية، لذلك تأتي عملية إعادة صياغة أو تثبيت أو مناقشة هذه النقاط شيئا إضافيا، فالمهم هو إعادة تفعيل والعمل على تنفيذ هذه النقاط أو القوانين التي هناك تقصير في تنفيذها، وهناك بعض القوانين بحاجة إلى نظام داخلي».

وأوضح القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني أن «هناك لجنة فنية لمناقشة هذه القوانين، وسيتم وضع النقاط المشتركة على جنب، وإذا كانت هناك نقطة أو مقترح غير موجود في القوانين النافذة أو في ورقة الإصلاح التي أقرها البرلمان، فيمكن مناقشتها في اللقاء أو الاجتماع الثاني الذي سيتم غدا (اليوم)، فإذا توصلنا إلى نتيجة يمكن أن نضع عليها توقيعنا، وبعكسه فسيتم إحالة الموضوع إلى اجتماع قمة يضم رئيس الإقليم ورؤساء الأحزاب السياسية لتجاوز العقبات»، مشيرا إلى أن «المعارضة لم تطرح في أوراقها ومقترحاتها ولا في نقاشنا أي مشروع لتغيير الحكومة أو البرلمان أو المطالبة بانتخابات مبكرة، وكما صرح رئيس الإقليم وأعضاء المكتبين السياسيين للحزبين الكرديين المتحالفين، الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني، بأنه ليس هناك أي مجال لمناقشة أي مقترحات خارج الشرعية الدستورية، وأن أي مطالبات حول تغيير البرلمان أو الحكومة يجب أن تتم من خلال صناديق الاقتراع، كون البرلمان أو الحكومة جاءا عن طريق انتخابات حرة مباشرة، وإذا كان للمعارضة أي اعتراض على ذلك فلا مانع لدينا من إجراء انتخابات مبكرة، كما أكد رئيس الإقليم لأكثر من مرة، ونحن حاليا في طور مناقشة ما بين أيدينا من مقترحات ونقاط، وأنا أتصور أننا سنصل إلى إيضاحات أكثر يوم غد».

وقال بيره: «إذا اختارت المعارضة المشاركة في الحكومة، فهذا يمكن أن يتم من خلال تغيير وزاري شامل وليس من خلال تغيير الحكومة ورئيسها»، مذكرا بـ«أننا سألنا بعد الانتخابات التشريعية مباشرة، نحن في التحالف الكردستاني (الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي)، الأحزاب المعارضة الثلاثة: حركة كوران (التغيير) بزعامة نوشيروان مصطفى، والاتحاد الإسلامي بزعامة صلاح الدين بهاء الدين، والجماعة الإسلامية بزعامة علي بابير، للمشاركة في حكومة وحدة وطنية تضم جميع الأحزاب المشاركة في البرلمان والعملية السياسية، فقالوا إن الناس صوتوا لنا لنكون في المعارضة كرقابة على الأداء الحكومي، فإذا كانت لديهم نية للمشاركة فهذا موضوع جديد»، منبها إلى أن «هناك ما نسبته النصف، حسب تصورنا، من هذه الأحزاب تفكر في المشاركة في الحكومة، فإذا كانت هناك نية لدى الأحزاب المعارضة للمشاركة في الحكومة فيجب مناقشة موضوع الخلل أو تعثر في أداء البرنامج الحكومي وترتيب أولويات النقاط التي يمكن إضافتها إلى برنامج الحكومة حسب أولوياتها، وإذا كانت هناك نية بعدم المشاركة فيمكن أيضا مناقشة المواضيع المطروحة، ولكن تبقى مسالة أهلية النقاط المطروحة لوضعها في برنامج الحكومة أو لا».

وفي رده عن سؤال يتعلق باعتقاده في ما إذا كان الشعور السائد لديهم بأن الأحزاب المعارضة تطرح مقترحاتها من باب المشاكسة أم من الحرص الحقيقي على تنفيذ الإصلاحات، قال: «نحن الآن في وسط هذه اللقاءات والنقاشات ويجب أن أكون متفائلا وأقول إن الأحزاب المعارضة لديها ذات الحرص الذي لدى أحزاب السلطة في تنفيذ الإصلاحات الضرورية لصالح شعبنا وإقليمنا».

وأوضح بيره أن «الاجتماعات حاليا حزبية وليست حكومية، وتضم ممثلين عن الحزبين في الحكومة: الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني، وثلاثة أحزاب في المعارضة هي حركة كوران (التغيير)، والاتحاد الإسلامي، والجماعة الإسلامية»، منبها إلى أن «أجواء اللقاءات ودية وليست هناك أي حواجز، ذلك أننا نعرف بعضنا جيدا منذ سنوات طويلة، خاصة ممثلي حركة كوران الذين نعرفهم منذ سنوات الطفولة، كما أننا عملنا معا في الاتحاد الوطني قبل أن ينشقوا عنا، وتربطنا علاقات شخصية، حيث تتوافر نقاط للقاء أكثر مما هي للتفريق بيننا، وهذا له أثر في أن تسير المباحثات بصورة إيجابية ورفع وتجاوز الحواجز النفسية».

وفي ما يتعلق بمظاهرات السليمانية، قال القيادي في الاتحاد الوطني: «أتصور أننا تجاوزنا صفحة الاحتجاجات والمظاهرات بالشكل والأسلوب الذي جرت فيه قبل فترة في مدينة السليمانية ومناطق أخرى من إقليم كردستان، ولكن هناك أيضا طموح لدى الأطراف المعارضة، وهو مشروع، في تسجيل النقاط ضد السلطة من باب المعارضة أو الدعاية الانتخابية لانتخابات المحافظات أو الانتخابات البرلمانية القادمة»، مشيرا إلى أن «ما طرحته المعارضة لا يتضمن أي نقاط تعجيزية وتبقى المسألة متعلقة بمشاركتهم في الحكومة أو لا، وهناك تفاصيل يجب مناقشتها، مثلما يقولون إن الشيطان يكمن في التفاصيل». واعتبر بيره أنه «من المبكر الحديث عن السقف الزمني الذي سوف تستغرقه المفاوضات أو التكهن بنتائجها»، معربا عن تفاؤله «بنجاح المفاوضات، فأنا ولدت متفائلا».