الهوني يعلن هروب رموز قبيلة القذاذفة من سرت وقذاف الدم يلتقي المبعوث الروسي بصفة مستقلة

1010 قتلى و26 جريحا في هجوم لقوات القذافي على مصراتة * إسبانيا تعترف بالمجلس الانتقالي

شاحنات دمرتها غارات حلف الناتو في العاصمة الليبية طرابلس، حيث كثف الحلف قصفه على المدينة أمس الثلاثاء (رويترز)
TT

قتل 10 من الثوار الليبيين وأصيب 26 آخرون أمس في هجوم جديد شنته القوات التابعة للعقيد معمر القذافي على مصراتة، معقل المعارضة في غرب البلاد، كما أعلنت مصادر في حركة التمرد اتصلت بها وكالة الصحافة الفرنسية هاتفيا.

وقال حسن المصراتي، عضو اللجنة الإعلامية التي أنشأها الثوار في مصراتة إن ما بين 2000 إلى 3 آلاف جندي من القوات الحكومية هاجموا ظهر أمس هذه المدينة الساحلية الكبيرة، التي تبعد 200 كلم عن طرابلس.

وأوضح أن قوات القذافي التي شنت هجومها من الجنوب والغرب والشرق استخدمت صواريخ غراد والدبابات والمدفعية الثقيلة لكن الثوار تصدوا لها ومنعوها من دخول المدينة.

ولم تحلق أي طائرة من طائرات الحلف الأطلسي أمس قرب المدينة لوقف تقدم قوات القذافي كما أكد المصراتي، موضحا أن المعارك كانت لا تزال مستمرة حتى بعد ظهر أمس.

ونجح ثوار مصراتة، الذين تعرضوا للحصار والقصف لمدة شهرين، في كسر الطوق مطلع مايو (أيار) الماضي بل وحققوا نصرا كبيرا في 12 من الشهر نفسه بسيطرتهم على مطار المدينة ما جعل الجزء الأكبر منها بعيدا عن مرمى القوات الحكومية.

ومنذ ذلك الحين توقفت الهجمات على مصراتة وهي أيضا ميناء هام. ويطمح الثوار أيضا في السيطرة على مدينة الزليتن التي يبلغ عدد سكانها 200 ألف نسمة، والتي تبعد نحو 50 كلم غربا عن طرابلس.

إلى ذلك، قال عبد المنعم الهوني، ممثل المجلس الوطني الانتقالي في القاهرة لـ«الشرق الأوسط» إن هناك معلومات مؤكدة بشأن هروب رموز من قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها القذافي من معقلهم في مدينة سرت إلى العاصمة طرابلس أو جنوبا باتجاه مدينة سبها، في وقت قالت فيه مصادر الثوار إنهم يستعدون لشن هجوم على سرت التي تعد مسقط رأس القذافي.

واعتبر الهوني أن هذا الهروب لزعماء من قبيلة القذافي يمثل دليلا على أن أيام نظام القذافي باتت معدودة، مشيرا إلى أن الثوار طلبوا من حلف شمال الأطلسي (الناتو) قصف الأسوار المنيعة لمقر القذافي في ثكنة باب العزيزية لإتاحة الفرصة لمئات المدنيين الذين يحتجزهم القذافي بالقوة للخروج.

وتوقع الهوني أن يلقى القذافي مصير الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وقال إنه ربما يتعرض لقصف من حراسه الشخصيين أو بعض المحيطين به، أو سيدخل إليه السكان في معقله في باب العزيزية لاعتقاله.

وحسب معلومات من مصادر ليبية مطلعة يوجد القذافي في أنفاق حصينة أسفل مقره في باب العزيزية تحتوي على أسوار للمراقبة مختلفة الارتفاع ما بين 3 إلى 5 أمتار، ويؤدي أحد هذه الأنفاق إلى أحد فنادق العاصمة طرابلس.

وقالت مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط» نقلا عن موسى كوسا، وزير الخارجية الليبي المنشق إن لدى القذافي مدينة متكاملة المعالم أسفل باب العزيزية، تحتوي على مختلف وسائل الإقامة والإعاشة لمدة تصل إلى 6 شهور.

وعلى صعيد آخر، أوضحت مصادر قريبة من أحمد قذاف الدم أن لقائه مع المبعوث الروسي أمس في القاهرة، جاء في إطار مستقل وليس تمثيلا لطرابلس أو بنغازي، وبناء على طلب المبعوث الروسي الذي بحث مع قذاف الدم إمكانية العمل على إيجاد حل للأزمة الليبية، ووقف إراقة الدماء، وإنهاء العمليات العسكرية لأن إطالة العمل العسكري سوف تشكل مخاطر كبرى على كل ليبيا وشعبها.

وجاء هذا التوضيح بعد إثارة البعض الحديث عن دور لقذاف الدم بعدما أعلن أكثر من مرة عن استقالته من منصبه، واعتزال العمل السياسي، والتأكيد المتواصل على أنه استقال من منصبه، ولكن بذل أي جهد من أجل إنهاء الصراع في ليبيا لا يعني أنه يعمل لصالح أي من أطراف الصراع. إلى ذلك، قالت وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينيث خلال زيارة لبنغازي أمس إن بلادها تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا للبلاد.

وأضافت للصحافيين في مدينة بنغازي بشرق ليبيا الذي يسيطر عليه المعارضون «أنا هنا اليوم لأؤكد أن المجلس الوطني الانتقالي هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي».

وحصل المجلس على اعتراف كامل من فرنسا وإيطاليا وقطر والأردن بأنه الممثل الشرعي للشعب الليبي في حين دعت الولايات المتحدة المعارضة إلى فتح مكتب في واشنطن.

وتعهدت خيمينيث بتقديم المساعدات الإنسانية للمعارضة دون أن تعطي تفاصيل. وقالت الوزيرة الإسبانية «ما تريده الحكومة الإسبانية هو ما يريده الشعب الليبي، وهو الديمقراطية والحرية ولهذا ستتعهد الحكومة الإسبانية بمساعدة المجلس الوطني».

ومن جهته، يلتقي الرئيس السنغالي عبد الله واد اليوم قادة التمرد الليبي في بنغازي، وفق ما أكد أمس مصدر قريب من الرئاسة السنغالية لوكالة الصحافة الفرنسية.

وهذه هي المرة الأولى التي يتوجه فيها رئيس دولة أجنبية إلى بنغازي منذ بداية الثورة على نظام القذافي.

وقال هذا المصدر من باريس التي وصل إليها واد مساء أول من أمس في «زيارة خاصة» لم يعلن برنامجها إن «رئيس الجمهورية سيتوجه إلى بنغازي اليوم (الخميس)، وسيلتقي المجلس الوطني الانتقالي».