فضيحة كرة القدم وإحساس المحققين الصادم

أندريا مونتي

TT

كرة القدم الإيطالية ستدفع ثمنا باهظا إذا صحت توقعات المحققين بأن تمتد الفضيحة الأخيرة إلى دوري الدرجة الأولى. وإذا صح إحساس المحققين والقضاة الذين يتولون العمل في فضيحة التلاعب بنتائج مباريات دوري الدرجتين الثانية والثالثة في إيطاليا بأن هذه الفضيحة ستمتد لتشمل أيضا دوري الدرجة الأولى، فلا شك أن هناك الكثير من القيم ستختفي وتذهب أدراج الرياح. ولعل أول ما سيتعرض للتشويه في حالة وصول الفضيحة إلى دوري الدرجة الأولى هو مصداقية كرة القدم الإيطالية وقيمتها المادية وترتيب أندية الدوري في موسم 2011 وكذلك جدول مباريات الدوري في الموسم القادم. ونظرا لطول فترة نظر القضايا وعجز المحكمة الرياضية وضعفها فإن الدوري الموسم القادم قد يبدأ في عام 2018، وربما يبقى الجميع خلال تلك الفترة في منازلهم وينسون كرة القدم تماما!

ولا أمتلك في الوقت الحالي أي معطيات أو عوامل أستطيع من خلالها الحكم على هذه المسألة سوى التحقيقات الصحافية وقواعدها (نظرا لأن ما يدلي به القضاة والمحققون لا يمكن أن يصبح وسيلة للحكم على المسألة حيث يحتفظون عادة بالكثير من التفاصيل دون الإفصاح عنها). ولا شك أن ما تكتبه الصحف يوميا في الفترة الأخيرة لا يبعث قط على التفاؤل، حيث تؤكد جميع الصحف أن كرة القدم الإيطالية تعاني من الضعف والمرض في الوقت الحالي.

لكننا قبل أن ندمر اللعبة التي نعشقها ونحبها بشكل نهائي، وقبل أن نقضي على مصداقية الأندية التي قد يثبت تورطها في هذه القضية وعلى حياة ومستقبل الأشخاص الذين قد يخضعون للمحاكمة، يجب علينا أن ننتظر حتى يصبح إحساس المحققين حقيقة واقعة لا شك فيها. ويجب إذن على وسائل الإعلام، أو على الأقل النزيهة والصادقة منها، ألا تنشر إشاعات رنانة أو أخبار ملفقة - التي ينتشر منها الكثير في هذه الأيام - لكنها يجب أيضا ألا تقوم بالتعتيم على الأنباء الصحيحة أو التغيير من وقعها وأهميتها.

ونحن نطالب المحققين ببعض الأشياء التي لا بد من توافرها في أي قضية، وهي الوضوح والسرعة والأدلة الدامغة والمعرفة - وأعتذر هنا عن هذه الدعابة - بأهمية الموضوع الذي يعملون عليه. ونطالب المحققين أيضا بالتزام الحذر الذي قد يضايقنا نحن الصحافيين، لكنه قد يفيد في الوصول للحقيقة بدرجة كبيرة.