العثور على 900 جثة في مقبرة جماعية جنوب العراق يعتقد أنها لأكراد

المتحدث باسم حكومة كردستان لـ «الشرق الأوسط»: عدد ضحايا حملة الأنفال يتجاوز 350 ألفا

TT

في حين أكد الدكتور كاوه محمود، وزير الثقافة والمتحدث الرسمي باسم حكومة إقليم كردستان، أنه لا تتوفر إحصاءات دقيقة لعدد الأكراد الذين قتلوا أو فقدوا في حملة الأنفال التي نفذها النظام السابق، أعلنت السلطات العراقية، أول من أمس، العثور على 900 جثة في مقبرة جماعية قرب الديوانية قد تكون عائدة لأكراد قتلوا إبان عهد الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين.

وعثر على الجثث في منطقة الشنافية، على بعد 70 كيلومترا من الديوانية (160 كلم جنوب بغداد).

وأعلن دخيل صيهود، المسؤول في محافظة الديوانية عن هيئة العدالة والمساءلة المكلفة مطاردة الأعضاء السابقين في حزب البعث والإبلاغ عن «جرائم نظام صدام»، أن «الجثث الـ900 كانت مدفونة في خندق».

وأضاف قائلا لوكالة الصحافة الفرنسية: «إن المؤشرات الأولى تدعو إلى الاعتقاد أنهم أكراد. وقد تم نقل الجثث إلى مختبر النجف للمساعدة في كشف هوياتها»، مشيرا إلى أن «هؤلاء قتلوا في الثمانينات عندما شن صدام حسين، الرئيس العراقي الأسبق، حملة من دون هوادة ضد تطلعات الأكراد للحصول على حكم ذاتي».

وفي أبريل (نيسان) الماضي، أعلنت السلطات أنها عثرت على مقبرة جماعية أخرى تضم 800 جثة، بينها جثث لنساء وأطفال، في محافظة الأنبار الغربية. ويتراوح العدد المقدر للأشخاص الذين قتلوا في عهد صدام حسين بين 300 ألف و1.3 مليون، بحسب المصادر نفسها.

وقال محمود إنه حسب التقديرات راح أكثر من 350 ألف كردي ضحايا لحملة الأنفال، مضيفا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من أربيل: «لكننا لا نستطيع أن نعتبر هذه الأرقام الحقيقية لضحايا النظام السابق، باعتبار أن هناك عوائل وقرى أبيدت بكاملها واختفوا، وبالتالي نحتاج إلى عمليات إحصاء دقيقة لمعرفة العدد الحقيقي للضحايا».

واستطرد قائلا: «هناك 8 آلاف ضحية من البارزانيين فقط، هذا بالإضافة إلى أعداد الشهداء وضحيا الأنفال والقصف الكيماوي لمدينة حلبجة»، مشيرا إلى أن «العدد كان متوفرا لدى الجبهة الكردستانية التي كانت تتفاوض مع النظام السابق، بعيد حرب الكويت، حيث أبلغت السلطات الحكومية آنذاك بأن هناك أكثر من 180 ألف ضحية نتيجة عمليات الأنفال والقصف الكيماوي والمقابر الجماعية، فرد عليهم علي حسن المجيد (القيادي في النظام السابق، الذي تم تنفيذ حكم الإعدام بحقه) بالقول إن هذا الرقم مبالغ فيه، والحقيقة أن الضحايا لا يتجاوز عددهم المائة ألف كردي».

وأشار محمود إلى أن «هناك الكثير من المقابر الجماعية التي تضم رفات الضحايا الأكراد، واحدة في كركوك، وقد طلبنا من الحكومة الاتحادية أن تخصصها كمقبرة خاصة بهم، وهناك مقابر جماعية كثيرة وكبيرة تضم أيضا رفات الضحايا الأكراد في منطقة حمرين، وقبل فترة تم الإعلان عن مقبرة جماعية في جنوب العراق تضم 3 آلاف ضحية من الأكراد، واليوم علمنا بوجود مقبرة جماعية في الديوانية تضم 900 ضحية من الأكراد»، مشيرا إلى أن «هناك اتصالات بيننا وبين وزارة حقوق الإنسان في الحكومة الاتحادية، ولجان خاصة بعضها تشرف عليها منظمة المقابر الجماعية من أجل تحديد هوية الضحايا». وأضاف المتحدث الرسمي باسم حكومة إقليم كردستان قائلا: «هناك فحوص تجري في مستشفى الطب العدلي في أربيل لتحديد هوية الضحايا، لكن هذا المستشفى بحاجة إلى أجهزة مهمة لمساعدتنا في إنجاز العملية بسرعة»، مشيرا إلى أن «حكومة الإقليم تتسلم بين فترة وأخرى رفات ضحايا المقابر الجماعية من الأكراد، وتقيم لهم مراسم تشييع ودفن تليق بهم».