محافظ حماه الجديد يتعهد بمد جسور الثقة بين الأسد والأهالي

طبيب أمراض الصدر شغل منصب رئيس فرع حزب البعث بالمدينة

TT

تعهد محافظ حماه الجديد أنس عبد الرزاق الناعم بأن يكون «إعادة الأمن والأمان إلى حماه أولى مهامه بالتعاون مع أهل المدينة الطيبين والشرفاء لبناء جسور من الثقة والمحبة مع قيادة الرئيس بشار الأسد» وذلك بعد لقائه الرئيس بشار الأسد يوم أمس وأدائه اليمين القانونية بعد يوم على صدور مرسوم تعيينه محافظا لمحافظة حماه.

وأنس عبد الرزاق ناعم كان يشغل منصب رئيس فرع حزب البعث العربي الاشتراكي (الحزب الحاكم) في حماه، وعرف عنه توافقه مع المحافظ السابق حول اعتماد الحل التفاوضي والسياسي لمعالجة الأزمة في مدينة حماه، واعتداله حيال الانتفاضة الشعبية في حماه، واعتبرت مصادر متابعة في مدينة حماه تعيين شخصية معتدلة ومن أبناء مدينة حماه محافظا «حلا وسطا» بحيث لا يبدو النظام أنه تراجع عن إقالة المحافظ السابق الذي طالب أهالي المدينة بإعادته، وفي الوقت ذاته يعد المحافظ الجديد شخصية معتدلة وقد عرف سابقا وخلال الأزمة توافقه مع المحافظ السابق، كما كان له مواقف إيجابية حيال أكثر من حدث شهدته المدينة في الأشهر الثلاثة الأخيرة، لا سيما من جهة الاعتراف بأن الحل الأمني تسبب بـ«مجزرة» في حماه يوم 3 يونيو (حزيران) الماضي حيث سقط نحو 80 شهيدا وأكثر من 500 جريح. بحسب ما كتبه على صفحته في موقع «فيس بوك» حينذاك.

يشار إلى أن أنس عبد الرزاق الناعم من أبناء حماه، وهو طبيب صدرية مشهور في المدينة، وحاصل على شهادة دراسات عليا في الأمراض الداخلية من كلية الطب بجامعة دمشق، وشهادة تخصص في الأمراض الصدرية، ودبلوم جامعي في علم الصادات الحيوية، ودبلوم جامعي في أمراض النوم من جامعة جوزيف فورييه، غرينوبل، في فرنسا.

وشغل ناعم منصب أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في محافظة حماه، وهو أستاذ الأمراض الداخلية والصدرية في كلية الطب بجامعة البعث، ورئيس فرع نقابة الأطباء بحماه، ورئيس آلية التنسيق الوطنية في سوريا.

ويأتي تعيين أنس عبد الرزاق ناعم خلفا لأحمد عبد العزيز الذي أعفي مؤخرا من مهمته محافظا لمحافظة حماه. بعد نحو خمسة أسابيع شهدت فيها المدينة أضخم مظاهرات عرفتها البلاد، وأكثرها انضباطا وتنظيما، بحيث أعطت نموذجا فند روايات النظام عن وجود تنظيمات مسلحة ومخربين بين المتظاهرين، فالمظاهرات التي خرجت على مدى خمسة أسابيع وقبل إقالة المحافظ السابق لم يرق فيها ولا قطرة دم واحدة ولم تسجل أي حادثة تخريب أو فوضى، الأمر الذي دفع النظام للعودة إلى الحل الأمني وإقالة المحافظ، وإرسال الجيش لمحاصرة المدينة، إلا أن زيارة السفيرين الأميركي والفرنسي الجمعة الماضي والذي كان متوقعا أن يكون يوما داميا في ظل التعزيزات الأمنية التي انتشرت في المدينة، دفعت النظام لإعادة حساباته وفق ما ذكرته مصادر محلية متابعة، والتروي في معالجة الأزمة في مدينة حماه. وجاء تعيين المحافظ أنس عبد الرزاق ناعم مؤشرا على ذلك، دون أن يعني أن هذه الخطوة ستجعل أهالي حماه مطمئنين لسياسة النظام حيال مدينتهم التي شهدت الأسبوع الماضي تصعيدا أمنيا واعتقالات ومداهمات وملاحقات أسفرت عن سقوط نحو 23 شهيدا وعشرات الجرحى.

وما زال الأهالي هناك يترقبون بحذر تصرفات الأجهزة الأمنية التي تبذل كل ما بوسعها لمنع التظاهر في المدينة، في حين يصر أهالي حماه على التمسك بحق التظاهر السلمي حتى إسقاط النظام. وبعد لقائه يوم أمس علق المحافظ الجديد أنس ناعم على وجود سفيري الولايات المتحدة وفرنسا في مدينة حماه الجمعة الماضي دون إذن مسبق في تصريح لـ«سانا» بأن «هذا التصرف للسفيرين جاء بوقت كانت الحكومة بالتعاون مع الطيبين في المدينة تجري مفاوضات مع المتظاهرين الذين ينصبون الحواجز ويحرقون الدواليب وكانت على وشك التوصل إلى حل إلا أن مجيء السفيرين إلى حماه أجج الموضوع» مضيفا «إن معظم سكان حماه غير راضين عن هذه الزيارة لدرجة أنهم قاموا برمي السفيرين بالبندورة مما أدى إلى انسحابهما من المدينة على عجل». وأعرب المحافظ عن أمله في «عودة المواطنين في حماه إلى أعمالهم وأن يمارسوا حياتهم الطبيعية لكي يتمكن الموظفون من القيام بالخدمات الموجهة إلى مواطني المدينة والعودة إلى الحياة الطبيعية.