سلطان عمان يبدأ زيارة للإمارات لإنهاء الخلافات بين البلدين

في خطوة لـ«طي صفحة الخلاف»

رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان خلال استقباله السلطان قابوس بحضور الشيخ محمد بن راشد (وفي الاطار) صورة ضوئية للخبر الذي اوردته «الشرق الأوسط» عن الزيارة («الشرق الأوسط»)
TT

في خطوة جادة لطي الخلاف بين البلدين، بدأ سلطان عمان قابوس بن سعيد أمس، زيارة رسمية للإمارات العربية المتحدة، حيث أكدت الإمارات أنها تكن «كل الاحترام» للسلطنة الجارة.

وأجرى السلطان قابوس بعيد وصوله محادثات في مدينة العين مع رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وكبار المسؤولين لا سيما نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حسب ما أفادت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.

وأكد الشيخ خليفة أن دولة الإمارات العربية المتحدة «تكن لسلطنة عمان الشقيقة قيادة وشعبا كل الاحترام والتقدير»، مشددا على «متانة وعمق العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين والشعبين».

كما نقلت الوكالة عن السلطان قابوس قوله إن العلاقات بين البلدين «ستشهد خلال الفترة المقبلة مزيدا من النمو والتطور في مختلف الميادين بفضل حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على ترسيخ هذه العلاقات ودعمها والارتقاء بها إلى آفاق واسعة بما يخدم المصلحة المشتركة». وكانت مصادر عمانية قد أبلغت «الشرق الأوسط» أن السلطان العماني سيزور الإمارات منتصف هذا الأسبوع، لطي صفحة الخلاف بين البلدين، إثر إعلان مسقط عن كشف خلية تجسس، متهمة الإمارات بأنها خلف هذه الخلية. وأكد رئيس الإمارات على «متانة وعمق العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين والشعبين والتي يسودها التعاون والتنسيق المشترك في المجالات كافة»، مشيرا، إلى أن زيارة السلطان قابوس لدولة الإمارات «تعكس الصورة المثلى لعلاقات التعاون الوثيق بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لتحقيق المصالح المشتركة وتوفير الحياة الكريمة والرخاء لشعوبها على مختلف الأصعدة».

من جانبه، أعرب السلطان قابوس عن سعادته بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة ولقائه بالشيخ خليفة بن زايد، مشيدا بمستوى العلاقات الأخوية المتميزة التي تربط قيادتي وشعبي البلدين.

وأكد السلطان قابوس أن هذه العلاقات ستشهد خلال الفترة المقبلة مزيدا من النمو والتطور في مختلف الميادين «بفضل حرص الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على ترسيخ هذه العلاقات ودعمها والارتقاء بها إلى آفاق واسعة بما يخدم المصلحة المشتركة للبلدين ويعود بالخير والمنفعة على شعبيهما».

ومن المقرر أن ينهي السلطان قابوس زيارته للإمارات اليوم، بعد أن يبحث مع الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «كل الجوانب التي من شأنها أن ترتقي بعلاقات البلدين إلى المستويات التي تلبي تطلعات شعبيهما وتحقق التكامل والتعاون المنشودين في المجالات كافة خدمة لمصالح البلدين المشتركة وتطلعا لمستقبل أكثر إشراقا ورقيا ورخاء، للشعبين العماني والإماراتي الشقيقين». بحسب مصادر عمانية.

وكان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة في مقدمة مستقبلي السلطان قابوس لدى وصوله إلى مطار العين الدولي. كما كان في الاستقبال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. ويرافق السلطان العماني خلال زيارته وفد رسمي رفيع المستوى يضم كلا من، وزير ديوان البلاط السلطاني، ووزير المكتب السلطاني، ووزير الداخلية، والوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، ومستشار السلطان لشؤون التخطيط الاقتصادي، ووزير النفط والغاز، وسفير السلطنة المعتمد لدى دولة الإمارات العربية المتحدة.

وكان ديوان البلاط السلطاني قد أصدر أمس بيانا قال فيه: «تجسيدا لحميمية العلاقات الأخوية التي تربط الشعبين العماني والإماراتي الشقيقين والقائمة على أواصر المودة ووشائج القربى، وتلبية للدعوة الموجهة إلى السلطان قابوس بن سعيد من أخيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، سيقوم بمشيئة الله تعالى وتوفيقه عاهل البلاد بزيارة خاصة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة تستغرق يومين ابتداء من اليوم الاثنين التاسع من شهر شعبان 1432هـ، الموافق الحادي عشر من شهر يوليو 2011م». وكان السلطان قابوس بن سعيد استقبل الأربعاء الماضي ولي عهد أبوظبي الذي زار مسقط لساعات عدة تحضيرا للزيارة السلطانية إلى الإمارات.

وأعلنت سلطنة عمان في نهاية يناير (كانون الثاني) تفكيك شبكة تجسس إماراتية تستهدف «نظام الحكم» و«آلية العمل الحكومي والعسكري» في السلطنة، وهو ما سارعت وزارة الخارجية الإماراتية إلى نفيه. وقادت الكويت وساطة بين سلطنة عمان والإمارات لحل الخلاف بينهما، وزار أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح مسقط في مارس (آذار) يرافقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وسيزور السلطان قابوس أيضا قطر بعد زيارته الإمارات، كما أشارت المصادر مسبقا لـ«الشرق الأوسط».