واشنطن تخاف من انهيار الوضع على حدود باكستان وأفغانستان

بعد تجميد المساعدات المالية

TT

أعرب مسؤولون أميركيون عن خوفهم من أن توتر العلاقات مع باكستان سوف يدفع حكومة باكستان وحكومة الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، لزيادة التوتر على حدود البلدين، خصوصا بعد إعلان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أنه سيبدأ سحب القوات الأميركية تدريجيا.

وأشار المسؤولون إلى التوتر الجديد على طول الحدود بين أفغانستان وباكستان، الذي شمل قصفا من باكستان وهجمات مسلحة من أفغانستان. وقالوا إن هذا يهدد «الوضع الهش» على حدود البلدين. ويرفع مستوى الغضب، مع احتمالات «نشوب صراعات إقليمية موسعة بينما يتقلص الوجود الأميركي في أفغانستان».

وكان مسؤولون أفغان قالوا إن القوات المسلحة الباكستانية أطلقت أكثر من 450 ضربة مدفعية على اثنتين من مقاطعات شرق أفغانستان، وإن ذلك أسفر عن مصرع ما لا يقل عن 40 مدنيا.

في الجانب الآخر، قالت السلطات الباكستانية إن هجمات عبر الحدود قام بها 6 مسلحين هي سبب قتل أكثر من 50 من أفراد الأمن الباكستانيين.

وفي واشنطن، قال مسؤولون أميركيون إنهم لا يعرفون تفاصيل الاشتباكات الأخيرة، أو الدوافع الكامنة وراءها، وإن أفغانستان وباكستان ربما تتعمدان تأجيج التوترات في محاولة لانتزاع تنازلات من الولايات المتحدة، مع بداية انسحابها. أو لممارسة تحركات استباقية على الحدود المتنازع عليها منذ وقت طويل قبل وصول القوات الأميركية.

في الوقت نفسه، أعلنت الخارجية الأميركية أن ممثلي الجيشين، الأفغاني والأميركي، اجتمعا في باكستان، في سلسلة من المناقشات الرفيعة المستوى عن العلاقات بينهما. وبخاصة بعد إعلان الحكومة الأميركية تجميد جزء من مساعداتها.

وكان بيل ديلي، كبير موظفي البيت الأبيض، أعلن هذا التجميد، مع زيادة التوتر في العلاقات. خصوصا بسبب قتل أسامة بن لادن داخل باكستان، ووجود قاعدة عسكرية جوية أميركية في باكستان، واتهامات بسبب قتل دبلوماسي أميركي لباكستانيين.

وقال ديلي إن الولايات المتحدة جمدت 800 مليون دولار من المساعدات العسكرية لباكستان. وقال إن العلاقات الأميركية مع باكستان «صعبة»، ويجب بذل جهد كبير لإصلاحها.

وكان مسؤول أميركي قال إن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) تخلت عن قاعدة طائرات «درون» (من دون طيار) في باكستان في أبريل (نيسان) الماضي، قبل شهر من اغتيال أسامة بن لادن، مؤسس وزعيم «القاعدة». قال المسؤول ذلك ردا على تصريحات باكستانية بأن باكستان أمرت بإغلاق القاعدة بعد قتل بن لادن.

وكان وزير الدفاع الباكستاني، أحمد مختار، قال: «أبلغناهم (المسؤولين الأميركيين) بمغادرة القاعدة الجوية»، دون أن يكشف اسم القاعدة الجوية، أو الموعد المحدد لإخلائها. وقال مختار إن الثقة بين إسلام آباد وواشنطن تضاءلت كثيرا في أعقاب العملية التي شنتها وحدة أميركية خاصة لقتل بن لادن في مقر إقامته بمنطقة أبوت آباد بالقرب من العاصمة الباكستانية.

وقال المسؤول الأميركي إن هذه التعليقات الصادرة من إسلام آباد «جديدة بالنسبة لنا». وشدد على أن عمليات «مكافحة الإرهاب» ما زالت مستمرة في باكستان.