بارزاني: افتتاح القنصلية الأميركية في أربيل تتويج لعلاقات بدأت منذ 1991

جدد سعادته باستقلال السودان الجنوبي.. والسفير الأميركي: ندعم عراقا موحدا

رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني يلقي كلمة لدى افتتاح القنصلية الأميركية في أربيل، أمس، بينما يظهر السفير الأميركي في بغداد جيمس جيفري جالسا وهو يستمع للكلمة (رويترز)
TT

دشنت الولايات المتحدة أول قنصلية لها في إقليم كردستان العراق، هي الثانية التي تفتح في البلاد في غضون أسبوع، بينما ثمن الزعيم الكردي مسعود بارزاني الدور الفعال للولايات المتحدة بتوفير فرصة ذهبية لإعادة بناء العراق الديمقراطي الاتحادي، مؤكدا أن الشعب الكردستاني لا يمكن أن ينسى مساندة أميركا له ومنذ عام 1991، من خلال تأمين منطقة حظر الطيران التي أتاحت أمام الشعب الكردي فرصة إعادة تنظيم شؤونه وبناء مؤسسات الإقليم. واستهل بارزاني كلمته التي ألقاها في مراسم افتتاح القنصلية، بحضور السفير الأميركي جيمس جيفري وعدد من كبار مسؤولي السفارة وأعضاء مجلس الوزراء والبرلمان الكردستاني، بالإعراب عن سعادته بافتتاح القنصلية، مقدما تهانيه إلى الشعب الأميركي بمناسبة عيد الاستقلال (في 4 يوليو «تموز»)، وقال «إن هذا اليوم في غاية الأهمية في تاريخ العلاقات بين شعب كردستان والولايات المتحدة، بل هو تتويج لعلاقات استمرت منذ سنوات حين ضحينا معا بدمائنا من أجل تحرير العراق، وتوالت لتتوج اليوم بافتتاح القنصلية الأميركية في إقليم كردستان بشكل رسمي»، وأضاف «نحن كشعب كردستان لا يمكن أن ننسى مساندتكم لنا ومنذ عام 1991، حيث أمنتم لنا منطقة حظر الطيران واستفدنا بذلك في إعادة تنظيم أمورنا وبناء مؤسسات الإقليم، ولولا تلك المساندة لما عشنا تلك الفرصة السانحة، فشكرا لكم ولحلفائكم عليها، كما عملنا معا ولحين عام 2003 حيث سقط النظام الديكتاتوري، لا سيما دوركم الفعال بتهيئة فرصة ذهبية لإعادة بناء عراق ديمقراطي اتحادي».

وقال بارزاني «نحن ندرك جيدا النقاط المشتركة بين شعب كردستان وبينكم، منها الإيمان بالديمقراطية وقبول الآخر وحرية الفرد والمجتمع، ونطمئنكم وشعب كردستان بأننا مصممون على مواصلة العملية الديمقراطية في الإقليم واتباع النظام المؤسساتي في عموم أجهزتنا الحكومية، ولن نفرط أو نتنازل عن الحرية التي تحققت لنا بدماء الآلاف من أبنائنا لقاء أي شيء من عرض الدنيا أو المكتسبات، وعلينا جيدا أن ندرك استحالة أن نبقى هنا بانتظار الولايات المتحدة وأوروبا لتساعدنا في كل شيء، بل علينا أن نبني أنفسنا ومن ثم تتعاون بلادكم معنا في شتى المجالات». وتطرق بارزاني إلى الأزمة السياسية بين السلطة والمعارضة في الإقليم وقال «نحن لا ندعى أننا بمنأى عن السلبيات، غير أننا ماضون في معالجتها وفق أفضل صيغ الديمقراطية وفخورون بما حققناه في الإقليم». وحول العلاقة المتأزمة بين أربيل وبغداد بسبب المشاكل العالقة حول المادة 140 وقضية العقود النفطية وغيرها، قال بارزاني «سنواصل دورنا الإيجابي في ما يتعلق بالشأن العراقي، وسيواصل إقليم كردستان مساعيه الخيرة لمعالجة القضايا العالقة مع الحكومة العراقية الاتحادية، فنحن لم نكن يوما جزءا من المشكلة بل كنا جزءا من الحل منذ البداية».

وجدد الزعيم الكردي ترحيبه بقيام دولة السودان الجنوبي وقال بهذا الصدد «نحن مسرورون أن نرى بأعيننا أننا في عصر انعتاق الشعوب وحريتها، فقد نالت دولة السودان الجنوبي أمس استقلالها ونهنئهم بهذه المناسبة، وهي أمور تظهر حقيقة أنه ليست هناك قوة تستطيع الوقوف في وجه إرادة الشعوب في الحرية، ومهما كانت الأحداث فإننا لا يمكن أن نتراجع أبدا عن مسيرتنا نحو المستقبل».

وجرت مراسم الافتتاح بحضور رئيس حكومة الإقليم برهم صالح ومسؤولين آخرين، وعزف النشيد الوطني العراقي ونشيد إقليم كردستان ثم النشيد الوطني الأميركي.

وقال القنصل الأميركي أليكس لاسكاريس في كلمة ألقاها خلال الاحتفال، إن هذا «اليوم مهم في تاريخ الدبلوماسية الأميركية وتنمية العلاقات بين إقليم كردستان والعراق والولايات المتحدة»، وأضاف «نفتح للمرة الأولى القنصلية الأميركية العامة في إقليم كردستان وسنمثل الشعب الأميركي بالتعاون مع زملائنا في البصرة وبغداد».

وأضاف أن «هذه القنصلية هي للمدن الكردية الثلاث أربيل والسليمانية ودهوك». بينما قال جيفري في المناسبة إن «الولايات المتحدة تدعم بشكل باستمرار عراقا موحدا ديمقراطيا تعدديا اتحاديا، ولدينا أمل كبير أن يعمل إقليم كردستان بكل قوته على إحياء عراق ديمقراطي اتحادي». وتقع القنصلية الأميركية في عين كاوة شمال غربي أربيل. وقد افتتحت في مقر سابق لفريق الإعمار الأميركي، يخضع لإجراءات أمنية مشددة.

ويأتي افتتاح القنصلية بعد اقل من أسبوع على افتتاح قنصلية في البصرة (جنوب العراق) الثلاثاء الماضي. وتسعى الولايات المتحدة إلى توسيع قاعدة عملها الدبلوماسي في العراق بالتزامن مع اقتراب موعد رحيل قواتها نهاية العام الحالي وفقا للاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن