طهران تتهم بارزاني بدعم مقاتلي «بيجاك» وتؤكد حقها في الرد على قواعد الحزب

ديوان رئاسة الإقليم لـ «الشرق الأوسط» : لسنا مسؤولين عن أي هجمات

TT

أعلن ضابط إيراني كبير أن إيران «تحتفظ بحقها» في مهاجمة قواعد حزب الحياة الحرة (بيجاك) الإيراني الكردي المعارض، في إقليم كردستان العراق، واتهم مسعود بارزاني، رئيس الإقليم، بدعم مقاتلي الحزب عبر توفير أراضٍ لهم لإجراء تدريباتهم.

وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن المسؤول العسكري الذي لم تكشف الوكالة عن هويته: «نحتفظ بالحق في تدمير القواعد الإرهابية في المناطق الحدودية» بين إيران وكردستان العراق. وأضاف: «لن نسمح للإرهابيين بالاستقرار في الأراضي العراقية بدعم الولايات المتحدة والنظام الصهيوني (إسرائيل) من أجل التعدي على إيران. سنتحرك ضد أولئك الإرهابيين».

واتهم الضابط بارزاني بأنه «من دون إبلاغ حكومة بغداد وضع تحت تصرف (بيجاك) قطعة أرض تبلغ مساحتها 300 ألف هكتار لإنشاء قواعد تدريب وتنفيذ عملياتها الإرهابية ضد إيران». وأكد أن تلك الأرض تبلغ «150 كم طولا و20 كم عرضا»، على امتداد حدود شمال غربي إيران. ويبدو أن تصريحات المسؤول الإيراني تأتي ردا على كلمة شديدة اللهجة كان قد وجهها بارزاني إلى طهران قال فيها: «ندين القصف المدفعي الإيراني العشوائي على مواطني المناطق الحدودية لكردستان»، مؤكدا أن «هذا العمل غير مبرر وسيؤثر سلبا على العلاقات بين إيران ومنطقة كردستان».

وتهاجم القوات الإيرانية بالمدفعية من حين لآخر عناصر «حزب الحياة الحرة» (بيجاك) المنضوي تحت لواء حزب العمال الكردستاني التركي ويمثله أكراد إيرانيون يتخذون من المناطق الجبلية الوعرة في إقليم كردستان معقلا لهم.

من جانبه، قال الدكتور فؤاد حسين، رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان، لـ«الشرق الأوسط»: إن علاقات إقليم كردستان مع دول الجوار تستند على عدة أسس ومبادئ ثابتة تشكل السياسة الرسمية للإقليم وتعامله مع دول الجوار. وأوضح أن تلك العلاقات تستند «أولا: على الدستور العراقي الذي يحدد تلك العلاقات على أسس ومبادئ حسن الجوار والمصالح المشتركة وعدم استخدام أراضي الغير لشن الهجمات عليها، وثانيا: نحن نريد ونتطلع إلى بناء علاقات جيدة وإيجابية في جميع النواحي مع جميع دول الجوار من دون استثناء على أساس مصالحنا المشتركة، ثالثا: من منطلق حرصنا على علاقات ودية مع تلك الدول فإننا لا نساند ولا نسمح لأي جهة كانت ومهما كانت توجهاتها السياسية، خاصة التي تلجأ إلى العنف والسلاح، أن تستخدم أراضينا منطلقا للهجوم على أي دولة جارة». وتابع: «رابعا: نحن كشعب كردي نؤمن بحقوق الأكراد في أي بقعة أو دولة تصادر تلك الحريات، لكننا نؤكد أن طريقة الوصول إلى تحقيق تلك الحقوق القومية المشروعة يكون عبر الحوار السلمي وليس عن طريق استخدام العنف والسلاح».

وأضاف أن «علاقاتنا مع إيران خصوصا علاقة تاريخية وطويلة، تتشعب إلى عدة نواحٍ اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية، ولا ننسى مواقف الجارة إيران في المواقف الصعبة التي واجهت شعبنا طوال تاريخه النضالي ضد الديكتاتورية، خصوصا إيواءها للاجئين الكرد واحتضانهم داخل أراضيها، ومع ذلك فإننا نرى أن السبيل الأمثل والوحيد لحل المشاكل هو الحوار، أما قصف المواقع الحدودية والقرى الكردية في كردستان العراق فلا يؤدي إلى أي حلول منطقية لتلك المشاكل، وعليه فنحن نعتبر عمليات القصف المدفعي المتكرر أمرا غير مقبول من جانبنا».

وحول ما نُسب إلى مسؤول إيراني كبير بتخصيص بارزاني جزءا من أراضي الإقليم لإقامة قواعد لحزب «بيجاك» الكردي، قال رئيس ديوان رئاسة كردستان: «هذه المعلومات غير صحيحة استنادا إلى المبادئ التي تطرقت إليها فيما سبق، فلم نخصص أي جزء من أراضي الإقليم لأي حزب، فإذا كانت هناك هجمات ضد إيران فإنها في داخل إيران وليس عبر حدودنا، وهي عمليات لسنا مسؤولين عنها ولا ندعمها بالمطلق». وأكد أنه «معلوم لدى الجميع، خصوصا إيران، أن المناطق الحدودية التي قد توجد فيها عناصر تابعة لأحزاب المعارضة، سواء ضد إيران أو تركيا، هي مناطق جبلية وعرة ليس من السهل السيطرة عليها، ثم إن مسألة أمن الحدود هي مسؤولية مشتركة يتحملها الجانبان، أي: إيران وإقليم كردستان».