الثوار يرفضون «مسكنات» شرف ويستعدون اليوم لـ«ثلاثاء الإرادة والتصعيد»

مصر على صفيح ساخن.. و«ائتلاف الثورة» يطلق مبادرة لتوحيد الصف

متظاهرة مصرية رسمت على وجهها الهلال والصليب تواصل اعتصامها بميدان التحرير لليوم الرابع على التوالي «رويترز»
TT

في ظل مناخ سياسي بات يتقلب على صفيح ساخن، ووسط لهاث غير مسبوق من الحكومة لاحتواء موجة المظاهرات والاعتصامات التي عمت العاصمة القاهرة ومعظم البلاد، أطلق ائتلاف شباب ثورة «25 يناير» مبادرة من 5 نقاط لفض اعتصامهم الذي بدأوه يوم الجمعة الماضي في ميدان التحرير وميادين أخرى بمحافظات مصر، واصفين تعهدات الحكومة بـ«المسكنات».

وانطلقت مسيرة حاشدة، مساء أمس، من حي بولاق الدكرور الشعبي باتجاه ميدان التحرير، كورقة ضغط على المجلس العسكري لتحقيق مطالب الثورة، بينما أكد الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، على أن هناك حوارا يجري حاليا مع كل القوى الثورية لتلبية مطالبهم المشروعة، وأوصت لجنة حكومية بضرورة الاستجابة لمطالب الثوار المشروعة.

وتواصلت دعوة الشباب المعتصمين بميدان التحرير، أمس، لتنظيم مظاهرة مليونية، اليوم (الثلاثاء)، للتأكيد على المطالب السريعة للثورة، وناشد المتظاهرون المجلس العسكري سرعة اتخاذ الإجراءات لتنفيذ كل مطالب المعتصمين، التي تأتي في مقدمتها المحاكمة العلنية السريعة لقتلة الثوار، وتطهير وزارة الداخلية. وشهد اعتصام ميدان التحرير أحداثا ساخنة في يومه الرابع، حيث ارتفعت حالات الإضراب عن الطعام، وأغلق المعتصمون مجمع التحرير الإداري لليوم الثاني.

من جانبه، تعهد شرف خلال لقائه أول من أمس بعضا من شباب الثورة بتنفيذ مطالب الثوار كاملة، وإجراء تعديل وزاري قبل يوم 17 يوليو (تموز) الحالي، وتغيير المحافظين قبل يوم 25 من الشهر الحالي، كما أكد شرف خلال لقائه أعضاء مجلس الدولة، على أن هناك حوارا يجري حاليا مع كل القوى الثورية لتلبية كل المطالب. وفيما أكد طارق زيدان، منسق ائتلاف ثوار مصر، أحد المشاركين في لقاء رئيس الوزراء، على أن شرف توعد بالاستجابة لجميع مطالب الثوار، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «رئيس الوزراء تعهد بإجراء تعديل وزاري وتغيير المحافظين في موعد غايته 25 من الشهر الحالي».

وصف أحمد سمك، عضو ائتلاف شباب الثورة، تعهدات شرف بـ«المسكنات» لامتصاص الغضب الشعبي، قائلا: إن «اللقاء مخيب للآمال»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» إن «وعود شرف قديمة وغير كافية ولا ترتقي لمطالب وطموح الشعب المصري»، لافتا إلى أن الائتلاف قرر الدخول في عصيان مدني، بمنع العمل في مجمع التحرير، مضيفا أن الائتلاف طالب بنقل جميع الإدارات من داخل المجمع إلى مقر الوزارات التابعة لها.

إلى ذلك، أوصت «اللجنة التشريعية» في مؤتمر «الوفاق القومي» الذي يرأسه الدكتور يحيى الجمل، نائب رئيس الوزراء، بضرورة الاستجابة للمطالب المشروعة لشباب الثورة، وتشكيل لجان من الشباب للحوار مع كبار المسؤولين. وطالبت اللجنة، المجلس الأعلى للقوات المسلحة (الذي يتولي إدارة شؤون البلاد)، بإصدار وثيقة إعلان مبادئ دستورية قبل إجراء الانتخابات التشريعية، وإعادة هيكلة جهاز الشرطة، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين.

وفيما بدا أنه محاولة لاستعادة «الشرعية الثورية»، أطلق ائتلاف شباب الثورة مبادرة من 5 نقاط، طالب فيها: بتغيير وزاري شامل وإقالة يحيى الجمل، نائب رئيس الوزراء، وتحديد اختصاصات المجلس العسكري، ورفع يده عن الحكومة، ومحاكمة كل ضباط الشرطة والقناصة المتورطين في قتل الثوار، ومحاكمة رموز النظام السابق سياسيا وجنائيا بصورة علنية، وإلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين، وإطلاق سراح الثوار.

ودعت حركة «شباب 6 أبريل» والجمعية الوطنية للتغيير، وجميع القوى السياسية المعتصمة في ميدان التحرير إلى مظاهرة مليونية، اليوم، في «ثلاثاء الإرادة والتصعيد»، وأكد مؤمن محمد، عضو الحركة، على أن الدعوة لمليونية اليوم في مصر، جاءت نتيجة عدم اتخاذ أي قرارات من شأنها تلبية مطالب المتظاهرين، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: إن أولى خطوات التصعيد كانت إغلاق مجمع التحرير، وإنه يجري دراسة باقي الخطوات التصعيدية بعد مظاهرة اليوم».

وقال محمد لـ«الشرق الأوسط» إنه «في حال تحقيق المطالب يمكن الحديث عن تعليق الاعتصام»، لافتا إلى أنه، في حال عدم تحقيقها، سيتم الدخول في عصيان مدني وإضراب عام.

وأكدت القوى السياسية في مسيرة بولاق الدكرور في بيان لها، على المطالبة بتشكيل حكومة ثورية، والكشف عن أسماء من قتلوا الثوار. ووقف العمل بقانون الطوارئ، وإلغاء قانون حظر الاعتصامات والتظاهر.

وشهد عدد من الميادين في المحافظات اعتصامات مفتوحة؛ ففي السويس واصل العشرات اعتصامهم بميدان الأربعين، ونظم المئات من تكتل شباب السويس مسيرة، مساء أول من أمس، للمطالبة بضبط جميع الضباط المفرج عنهم بكفالة والمتورطين في قتل المتظاهرين، ودعا تكتل شباب السويس إلى مسيرة مليونية، اليوم (الثلاثاء) من ميدان الأربعين حتى المدخل الجنوبي لقناة السويس.

وقال محمود إبراهيم، المنسق العام لتكتل شباب السويس، إن الاعتصامات ستستمر حتى يتم تحقيق كافة مطالب الثورة.. كما لا يزال التوتر يخيم على معسكر قوات الأمن المركزي بمنطقة القناة وسيناء بالإسماعيلية، حيث ظهرت دعوات تطالب بضرورة اتخاذ خطوات تصعيدية ضد قرار رئيس الوزراء بإقالة الضباط الذين يتم محاكمتهم بتهم قتل المتظاهرين.

وفي قنا، أعلن عدد من أعضاء شباب الثورة تنظيم مظاهرة، اليوم (الثلاثاء)، عقب رفض مستشفى قنا العام حجز بعض الشباب المضربين عن الطعام، للمطالبة بمحاكمة الضباط المتهمين بقتل الثوار.