حديقة سعد زغلول بالإسكندرية تدخل على أجندة الثورة

اعتصم بها أهالي الشهداء والثوار على غرار ميدان التحرير بالقاهرة

TT

دخلت محطة الرمل الشهيرة بالإسكندرية على أجندة الثورة المصرية، حيث اتخذ ثوار الإسكندرية من حديقة سعد زغلول بميدان محطة الرمل مقرا لهم ليعلنوا منه غضبهم من عدم تحقيق مطالب الثورة، وعدم القصاص ممن استباحوا دماء شهداء ثورة 25 يناير (كانون الثاني).

وتشهد هذه الحديقة المطلة على الكورنيش الاعتصام الأول من نوعه حيث كانت معظم المظاهرات والاحتجاجات السياسية تنطلق من أمام مسجد القائد إبراهيم أو من أمام مبنى محكمة الحقانية أو ميدان محطة مصر.

وأقام المعتصمون الخيام البيضاء التي وصل عددها إلى 11 خيمة، واستولوا على لوحة الإعلانات الإلكترونية العملاقة ليعلنوا عبرها مطالبهم، وليصبح تمثال سعد زغلول زعيم ثورة 1919 الذي يتوسط الحديقة في اتجاه البحر ملهمهم وشاهدا عليهم، وهو التمثال الذي نحته محمود مختار، نحات مصر الأشهر في عام 1938 تخليدا لزعيم الأمة ليصبح أحد أهم معالم منطقة محطة الرمل.

يقول محمد عبد الله، أحد الثوار المعتصمين بالحديقة، لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أن اختيار المكان هنا أمر موفق لأنه يشبه ميدان التحرير رمز الثورة المصرية في أنه يمسك بشرايين المدينة فنستطيع من خلاله إيصال مطالبنا والإعلان عنها، لذا انضم إلينا أهالي الشهداء الذين كانوا معتصمين في حديقة الخالدين التي تقع على بعد عدة أمتار من هنا، ليكون صوتنا صوتا واحدا في تحقيق مطالب أهالي الشهداء بالقصاص قبل أي مطلب آخر، ومن جانبنا قمنا بتأمين مداخل ومخارج الحديقة وقسمنا أنفسنا بالتعاون مع اللجان الشعبية لتفتيش الراغبين في المشاركة تحسبا لأي محاولات للبلطجية بالاندساس بين الثوار، خاصة في ظل غياب الشرطة والقوات المسلحة»، لافتا إلى أن المعتصمين قطعوا طريق الكورنيش الشريان الحيوي للمرور في المدينة، فيما بدأ بعضهم الإضراب عن الطعام، ودعا آخرون للعصيان المدني اليوم (الثلاثاء) والامتناع عن سداد أي فواتير حكومية.

ويحيط بالحديقة التي اعتصم بها الثوار عدد من أشهر المباني وأعرقها بالإسكندرية، التي شيدها المهندسون الإيطاليون والفرنسيون، وحرصوا على تطعيمها بالألوان الزاهية وشتى أشكال الزخارف الإسلامية.

، ومن أهم هذه البنايات المطلة على يمين الحديقة فندق «سيسيل» بطرازه الفلورنسي العتيق، كما تتخذ الحديقة من فندق «متروبول» العريق أيضا خلفية لها.

وعن الحركة السياحية وتأثرها بالاعتصام، يقول إسلام بكار مسؤول العلاقات العامة والتسويق بفندق «متروبول» بالإسكندرية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الاعتصام تسبب في إلغاء عدد كبير من الغروبات السياحية من جنسيات مختلفة للحجوزات بعد يوم الجمعة الماضي، كما أن عددا كبيرا من نزلاء الفندق منزعجون من ممارسات المعتصمين الذين يستخدمون مكبرات الصوت العالية، كما أن البعض قلص مدة إقامته بالفندق بعد أن قام بعض المتظاهرين بقطع طريق الكورنيش». وبأسف لفت إسلام إلى أن الكثير من المزارات السياحية يتطلب المرور من ميدان محطة الرمل الذي يحتضن هذه الحديقة.