أكثر من 100 قتيل على الأرجح في غرق سفينة سياحية روسية في نهر الفولغا

تضارب الأنباء حول أسباب غرقها بين الظروف المناخية ومشاكل فنية وحمولتها

صورة للسفينة بولغاريا المنكوبة التي غرقت في نهر الفولغا في جمهورية تترستان الروسية أمس (إ.ب.أ)
TT

لقي أكثر من 100 شخص، بينهم عدد كبير من الأطفال، مصرعهم على الأرجح في غرق سفينة سياحية في نهر الفولغا في جمهورية تترستان الروسية، بعدما أعلنت فرق الإغاثة أنها لا تعتقد أن هناك فرصا للعثور على ناجين.

وقالت الناطقة باسم وزارة الحالات الطارئة، إيرينا أندريانوفا، لإذاعة «صدى موسكو»: «ليست هناك عمليا فرص للعثور على ناجين». وتفيد التقديرات الأخيرة بأن 196 شخصا كانوا على متن السفينة بولغاريا التي لم تكن تملك حق نقل أكثر من 120 شخصا.

كانت أندريانوفا قد قالت للتلفزيون: «إن 82 شخصا تمكنوا من النجاة». لكن عدد الركاب تبدل، بينما تبين أن نحو 20 شخصا صعدوا إلى السفينة من دون بطاقات. وانتشل رجال الإنقاذ، أمس الاثنين، جثث 11 شخصا.

كانت السفينة قد غرقت نحو الساعة 10.00 بتوقيت غرينتش يوم الأحد في تترستان، على بعد نحو 800 كم شرق موسكو، بسبب أمطار غزيرة وعاصفة هوجاء على ما يبدو.

وقال مسؤول في وزارة الحالات الطارئة في المنطقة، إيغور بانشين: إن السفينة التي غرقت على بعد 3 كيلومترات عن ضفة النهر خلال 8 دقائق انشطرت إلى 4 قطع وأصبحت على عمق 20 مترا تحت سطح الماء.

ولمحت فرق الإنقاذ المتمركزة في كامسكوي أوستيه على ضفاف الفولغا، أمس، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، أن العملية لم تعد تتعلق بإنقاذ ضحايا بل بانتشال جثث.

ويتابع نحو 15 شخصا من أفراد أسر عدد من ركاب السفينة العمليات في كامسكوي أوستيه وبعضهم يبكون.

وأدان ناجون، ردا على أسئلة تلفزيون «روسيا 24»، غياب كل التعليمات المتعلقة بالسلامة على متن السفينة.

وقالت ناتاليا ماكاروفا: «ليست هناك أي مؤشرات تدل على مكان وجود سترات النجاة»، موضحة أنها نجت من موت محقق عبر خروجها من نافذة خلال غرق السفينة.

وصرح ناجٍ آخر، نيكولاي تشيرنوف، للقناة نفسها، بأن سفينتين مرتا قرب موقع غرق السفينة في الفولغا لكنهما لم تتوقفا، على الرغم من نداءات الاستغاثة التي أطلقها ناجون. وانتشلت سفينة، تحمل اسم أرابيلا، وكانت في مكان قريب من الناجين.

وذكرت شبكة تلفزيون «روسيا 24» أن سفينة بولغاريا بُنيت عام 1955 في تشيكوسلوفاكيا. وقالت وزارة النقل الروسية إنها خضعت في يونيو (حزيران) لفحص فني أكد أنها قادرة على الملاحة.

إلا أن خبراء، نشرت وسائل الإعلام الروسية تصريحاتهم، تساءلوا ما إذا كان هذا النوع من السفن قد تقادم؛ إذ إن بنيتها لا تسمح لها بمقاومة تيار قوي أكثر من بضع دقائق.

وهذه السفينة، المؤلفة من سطحين وطولها 78 مترا، تقوم برحلات سياحية على طول نهر الفولغا الذي يشكل وجهة شعبية جدا في روسيا لقضاء العطل.

وأعلنت لجنة التحقيق الروسية، أبرز هيئة مكلفة بالتحقيقات الجنائية في روسيا، في بيان، فتح تحقيق بتهمة «انتهاك قواعد السلامة في مجال النقل». وتشهد روسيا، باستمرار، حوادث غرق سفن في أنهارها وبحارها. وقتل 7 أشخاص في سبتمبر (أيلول) 2010 في غرق سفينة في بحيرة تبعد 80 كم عن نوريلسك شمال روسيا.

لكن أخطر هذه الحوادث يعود إلى 1986 عندما غرقت السفينة السياحية السوفياتية أدميرال ناخيموف في البحر الأسود خلال دقائق قبالة مرفأ نوفوروسيسك، مما أسفر عن سقوط 423 قتيلا من أصل 1259 كانوا على متنها.

من جهتها، قالت سفيتلانا إيمياكينا، المتحدثة باسم الشركة: «لقد أجريت الفحوص اللازمة للسفينة، كما أن الوثائق الخاصة بها سليمة.. لقد تعرضت لظروف مناخية صعبة».

لكن المسؤولين الأمنيين قالوا إن التحقيقات الأولية تشير إلى وجود مشكلات فنية محتملة في السفينة قبل الحادث بقليل.

ونقلت «إنترفاكس» عن أحد ممثلي الادعاء العام القول: إنه ربما حملت السفينة أكثر من طاقتها بنحو 50 شخصا وربما زاد طاقم السفينة من فرص انقلابها بنقل معظم ديزل السفينة إلى جانبها الأيمن لتزويد المحرك الذي يعمل بالوقود.

وقال فلاديمير ماركين، رئيس اللجنة الحكومية الروسية المكلفة بالتحقيق في الحادث: «نبحث جميع الأسباب المحتملة ولا نستبعد شيئا».