مداهمات في حمص ونقص مواد تموينية في حماه واعتقالات في عموم البلاد

حملات عنيفة في باب السباع والخالدية والقصور والوعر

تواصلت المظاهرات المنددة بانتهاكات النظام الحاكم في كافة المدن السورية أمس
TT

شهدت مدينتا حمص وحماه مداهمات شنها الجيش السوري أسفرت عن مقتل شخص على الأقل وجرح عشرين آخرين. في وقت واصل فيه اللقاء التشاوري للحوار الوطني أعماله لليوم الثاني والأخير، في ظل مقاطعة المعارضة السورية في الداخل والخارج.

وقالت مصادر محلية في مدينة حمص - وسط - إن قوات الأمن والجيش شنت حملة عنيفة مساء أول أمس في عدة أحياء في مدينة حمص، باب السباع والخالدية والقصور والوعر، واستمرت الحملة حتى ساعة متأخرة من الليل، لا سيما في حي باب السباع، وأكدت المصادر استشهاد شخص وإصابة نحو عشرين شخصا، وجاءت الهجمات على حي باب السباع والتي تعد الأعنف مدعومة بعربات مدرعة ودبابات على حمص بعد يوم واحد من عقد السلطات لقاء تشاوريا يمهد لحوار وطني قاطعته المعارضة واصفة إياه بعدم المصداقية.

وذكر أحد سكان حمص أن «حملة المداهمة والاعتقالات مشطت المنازل مع إطلاق كثيف للنار كما قامت عربتان مدرعتان بإطلاق النار من مدافعهما الآلية على أحياء سكنية خلال الليل مع اعتقال العشرات».

وفي حماه قال نشطاء إنه في مدينة حماه - وسط - قامت قوات الأمن بعمليات اعتقال ومداهمات للمنازل وسمع صوت إطلاق نار. خلال الليل مع مواصلة قوات الأمن و«الشبيحة» الانتشار المكثف في المدينة. وقالت مصادر محلية إن هناك نقصا في بعض المواد التموينية في المحافظة، وخاصة الخبز بسبب أزمة المازوت التي أدت لإغلاق بعض الأفران الخاصة، إلا أن عددا من السكان يقوم بتوزيع الأغذية على أهالي هذه الأحياء، وهي إمدادات غذائية تأتي من القرى المجاورة للمدينة، المقطعة الأوصال بحواجز أقامها المحتجون من الأهالي وسط مخاوف من اقتحام الجيش للمدينة وتكرار مجزرة الثمانينات.

وبحسب مصادر محلية فإن حالة من شبه الإضراب العام تسود المدينة خلا بعض المحلات البقالة التي تفتح أبوابها بفترة محدودة لتلبية الاحتياجات الضرورية، والصيدليات إلا أن الأسواق الرئيسة مغلقة بشكل كامل، كما أن الدوائر الحكومية ما زالت متوقفة عن العمل. كما تقوم المستشفيات في المدينة بتأمين اللوازم الطبية الإسعافية عن طريق أرياف المدينة والمدن القريبة منها. وفي جبل الزاوية كان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد ذكر في وقت سابق أن قوات الجيش مصحوبة بعشرات الدبابات والآليات العسكرية دخلت الأحد قريتي معلا وشنان بمنطقة جبل الزاوية بريف إدلب و«نفذت عمليات دهم للمنازل وحطمت أثاث بعض المنازل العائدة لناشطين متوارين عن الأنظار وأحرقت دراجات نارية وتتابع عمليتها في بلدة سرجة بالتعاون مع عناصر أمنية».

وأضاف المرصد أن الأجهزة الأمنية شنت الأحد ومساء السبت حملة مداهمات واعتقالات بالأحياء الجنوبية لمدينة بانياس غربي البلاد، واعتقلت 25 شخصا واعتدت بالضرب على آخرين.

في هذه الأثناء، تواصلت أعمال اللقاء التشاوري للحوار الوطني لليوم الثاني في ظل مقاطعة المعارضة السورية.

وناقش اللقاء دور الحوار الوطني في المعالجة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للأزمة الراهنة، والآفاق المستقبلية، وتعديل بعض مواد الدستور، بما في ذلك المادة الثامنة التي تمكن حزب البعث من احتكار الحياة السياسية، وعدم استبعاد وضع دستور جديد إضافة إلى مناقشة مشاريع قوانين الأحزاب، والانتخابات، والإعلام.