سوريا تتقدم نحو التحرر

TT

* تعقيبا على مقال فايز سارة «لماذا لم تذهب المعارضة إلى اللقاء التشاوري في دمشق؟»، المنشور بتاريخ 10 يوليو (تموز) الحالي، أقول: أعتقد أنه باعتبار المعارضين السوريين منقسمين اليوم إزاء إعادة فتح باب الحوار أو المجهول، فأرى هذا الاستنتاج غير صحيح، من الممكن وجود عدد قليل جدا أو لا يوجد معارضون يعولون على الحوار مع سلطة القتل والشبيحة، وهذا لا يعني انقساما، ثم إن السوريين ليسوا مقبلين على المجهول سياسيا. السوريون يتقدمون نحو حقوقهم وكرامتهم وحريتهم بخطى ثابتة وقوية، وهم يدفعون من دمائهم وقود حافلتهم نحو التحرر. السوريون يعرفون هدفهم، وهم الذين اكتشفوا الطريق للوصول إلى الهدف، صحيح كثرة القتلى والجراح والآلام والتشريد والتخويف الممارس ضدهم، لكنهم يعرفون مسبقا أن عليهم أن يدفعوا الثمن الغالي للهدف الغالي، وليس مهما في هذا المجال موقف المعارضة التقليدية، وهي لم تشارك مباشرة في ثورة الشعب السوري اليوم مع ما لها من رصيد وطني لدى الشعب، لكنها سرعان ما تخسره عند خروجها عن حركة الشعب ومطالبه. وأظن أن مؤتمر سميراميس الأول قد أفقد المشاركين فيه الجزء الأكبر من ذلك الرصيد، إن لم يكن كله، لذلك من واجب المعارضة ابتكار طريقة للتعايش مع الشارع.

محمد عبد الكريم - الإمارات [email protected]