رغم موسم الإجازات.. الغبار يلزم سكان السعودية المكوث في منازلهم لأيام

%50 زيادة في الطلب على «الكمامات».. والمتنزهات تخلو من السياح

TT

أجبرت موجة الغبار التي ألقت بظلالها على العاصمة السعودية الرياض وعدد من المدن والمحافظات المحيطة بها مرات عديدة خلال هذا العام العوائل على البقاء في مساكنهم لأيام دون الخروج إلى التنزه في إجازة الصيف التي يعيشها السعوديون حاليا.

ولزم الكثير من السعوديين منازلهم خوفا من حوادث السير والاختناقات والأزمات التنفسية خصوصا المصابين بـ«الربو».

وسببت موجة الغبار الكثيفة التي شهدتها الرياض، أول من أمس، خلو الطرق والشوارع من زحامها المعتاد أوقات الذروة المعتادة، والتزم أغلب السكان منازلهم ومكاتبهم ومحلاتهم، كما منعتهم من الاستفادة من أيام الإجازة.

وأكد لـ«الشرق الأوسط» أحمد الشهري أحد العاملين في متنزهات الثمامة، أن موجة الغبار التي نشهدها الآن في الرياض منعت أصحاب المتنزهات والاستراحات من الحصول على الدخل اليومي المنتظر؛ حيث تعتبر هذه الفترة من أهم الأيام لأصحاب المتنزهات، لا سيما فترة الإجازة.

وأوضح أن الأيام الماضية شهدت تقلص السياح إلى منطقة الثمامة بشكل ملحوظ بلغت نسبته أكثر من 70 في المائة.

ووصف الشهري الإجازة الصيفية بالقصيرة مما يمنع ملاك المنتزهات والاستراحات من الاستفادة منها خصوصا مع قرب شهر رمضان المبارك الذي في الغالب يشهد ركودا حادا، مقارنة بالإجازة الصيفية.

من جانبه أوضح محمد شوكة حارس إحدى الاستراحات في شرق الرياض، أن اليومين الماضيين اللذين شهدا موجة غبار وعدم وضوح الرؤية، تسببا في فسخ عقد إيجار الاستراحة من المستأجر بحكم عدم صفاء الجو، مما شكل خسائر للاستراحة خصوصا في الأيام التي تشهد حرص الكثير من السعوديين والمقيمين على استئجارها.

وزادت حدة موجة الغبار التي ضربت منطقة الرياض، فانعدمت الرؤية، خصوصا على الطرق السريعة والأماكن المكشوفة. وأدى ذلك إلى استنفار المستشفيات لاستقبال مرضى الربو والحساسية، ونفاد الكمامات الطبية من صيدليات كثيرة.

وتوقَّعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، استمرار موجة الغبار في منطقة الرياض والمناطق الشمالية خلال اليومين المقبلين، وأن رياحا قادمة من الشمال حملت الغبار إلى منطقة الرياض، كما أن انعدام الرقع الخضراء في المناطق الشمالية وعدم تماسك التربة يسهلان انتقال الغبار بمجرد هبوب رياح.

وشهدت الرياض درجات حرارة قاربت 48 درجة مئوية مع موجة الغبار.

وأعلنت المستشفيات استعدادها في أقسام الطوارئ لاستقبال مرضى الربو والحساسية وتقديم الخدمات الطبية المناسبة لهم. حيث استقبلت الحالات الطارئة من مرضى الجهاز التنفسي، مع ما قد تؤديه موجات الغبار من زيادة في أعداد المراجعين.

وأكد أحد العاملين في الصيدليات لـ«الشرق الأوسط» أن هناك زيادة في مبيعات الكمامات التي شهدت مستوى طلب بأكثر من 50 في المائة، وأضاف: أصبحنا نحضر كميات كبيرة خصوصا بعد موجات الغبار التي شهدتها الرياض في الأيام الماضية.