امتدادا للمشروع الذي تشهده مدينة الرياض، أطلق مجموعة من شباب جدة مطلع الأسبوع الحالي مشروع «سقيا» الذي يهدف في مجمله إلى رد الجميل للعاملين تحت أشعة الشمس في البناء وغيره، وذلك من خلال توزيع نحو 20 ألف عبوة ماء مبردة منذ الساعة الثامنة صباحا وحتى بعد العصر.
المتطوعون الذين لم يتجاوز عددهم 13 فردا انتشروا في المواقع الأساسية بجدة والمتمثلة في جامعة الملك عبد العزيز لمساعدة العاملين بمشاريع الجامعة، إلى جانب كوبري العمال والكباري الرئيسية لعروس البحر.
وأوضح رياض الغامدي، مؤسس مشروع «سقيا جدة»، أن هذه الفكرة تعد امتدادا للمشروع نفسه في الرياض، حيث إنه تم التواصل مع القائمين عليه هناك للاستفادة من خبرتهم، فضلا عن التواصل مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي بجدة التي وفرت نحو 200 كرتون مياه شرب، لافتا إلى أنه جار التواصل مع إحدى شركات العصائر لدعم المشروع بما يقارب 500 كرتون.
وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تتجلى فكرة مشروع (سقيا) في توزيع عبوات المياه المبردة على العمال العاملين تحت الشمس في الشوارع، إضافة إلى الواقفين في إشارات المرور، وذلك من خلال سيارتين كبيرتين، فضلا عن عدد من السيارات الصغيرة»، مشيرا إلى عدم وجود أي صعوبات في ذلك، ولا سيما أن عدد المتطوعين يشهد ازديادا ملحوظا.
وبين أن مشروع «سقيا جدة» سيكون مستمرا دون توقف، ما عدا شهر رمضان المبارك من أجل تقييم التجربة، غير أن الفرق التطوعية التابعة للمشروع تتجه حاليا لدراسة إمكانية توزيع وجبات إفطار في الشوارع أيضا التي ربما ستكون بمجهوداتهم الشخصية.
وأضاف: «نسعى لكسب أكبر قدر ممكن من دعوات الناس لنا وإرضائهم، فضلا عن نقل الصورة الصحيحة لمعنى التطوع، خصوصا أننا عملنا على التسويق للفكرة عبر تقنية الـ(بلاك بيري) ومواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الإلكترونية، وذلك بهدف تحفيز الشباب».
وأكد رياض الغامدي سعيه للتواصل مع المجموعات التطوعية في مناطق السعودية المختلفة، الذين قاموا أيضا بإطلاق المشروع بمدنهم من ضمنها بريدة والمدينة المنورة وعدد من المحافظات أيضا، مضيفا: «نعمل على تطوير الفكرة وتوحيد الجهود في ما بيننا».
مشروع «سقيا» في الرياض، هو أحد أعمال مجموعة «بنات وشباب الرياض» الممتدة من مجموعات «بنات وشباب المدن» التي أطلقها الدكتور نجيب الزامل، عضو مجلس الشورى، حيث يعد المشرف على تلك المجموعة، وذلك بحسب ما ذكره لـ«الشرق الأوسط» أحد الشباب المتطوعين في المجموعة.
عمر التركي، المنسق الإعلامي في مشروع «سقيا» بالرياض، ذكر أن هذا المشروع الذي انطلق منذ نحو عام سيدخل حاليا في مرحلة جديدة تتضمن تعميق فكرة السقيا بشكل يتعدى مجرد إعطاء ماء بارد، وإنما سيعمل على تحسين صورة الشباب السعودي بشأن الإحساس بالعاملين على بناء البلد والمشاركة الوجدانية لكل من يعمل لساعات تحت أشعة الشمس.
وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «شهد المشروع في نسخته الأولى مشاركة ما يقارب 10 متطوعين قاموا بتوزيع 20 ألف عبوة ماء وعصائر، في حين وصل عدد المتطوعين في النسخة الثانية إلى 40 شخصا وزعوا 25 ألف عبوة، غير أننا نطمح إلى بلوغ عدد الشباب 110 أشخاص ليسقوا 50 ألف فرد في الرياض الأسبوع المقبل».
وأفاد بأن ارتفاع الوعي حول مفاهيم التطوع بات ملحوظا، في ظل وجود مبادرات تطوعية كبيرة، إلا أنها بحاجة إلى الاهتمام والترشيد والتنظيم والدعم، ولكنه استدرك في القول: «من الضروري جدا معرفة مكامن الخطر في التجمعات وجمع الأموال النقدية بطرق غير رسمية، إذ ينبغي في الأعمال التطوعية الابتعاد عن تلك الأمور والالتزام بالأنظمة، إلا أننا ننتظر حتى الآن الجهة (الحلم) التي تنظم عمل التطوع في السعودية».
وفي ما يتعلق بالصعوبات التي تواجه الفريق خلال عمله، أبان المنسق الإعلامي لمشروع «سقيا» في الرياض أن الكثيرين يعرضون عليهم التبرع بمبالغ مادية، والتي يعد أخذها بشكل غير رسمي ممنوعا، إلى جانب بعض الشروط التي تضعها الشركات الراغبة في دعم المشروع.
وزاد: «تم التنسيق مع مكتب الدعوة وتوعية الجاليات في حي النسيم بالرياض، وذلك من خلال تخصيص رقم حساب رسمي لاستقبال أي مبالغ دعم للمشروع، فضلا عن تخصيص نقطتين لتجمع المتطوعين بدلا من نقطة واحدة»، مبينا أنه خلال الفترة المقبلة سيتم إطلاق مشروع «سقيا كيدز» لتحفيز العائلات على إشراك أطفالهم أيضا.
ولفت عمر التركي إلى أن مشروع «سقيا» سيخضع للتقييم والتطوير، وذلك عن طريق إدخال أفكار جديدة تتضمن توفير ثلاجات وبرادات في الشوارع، غير أنه من الضروري جدا استقطاب أكبر قدر ممكن من المتطوعين والاستفادة من طاقاتهم وتطوير المشروع تدريجيا لتحقيق تلك الفكرة.