سجال إلكتروني بين فلول القذافي وثوار 17 فبراير على «فيس بوك»

وضعوا صورا للعقيد وسيف الإسلام.. في مواجهة أخرى لعبد الجليل ويونس

TT

في الوقت الذي تمكن فيه ثوار 17 فبراير (شباط) المناوئون لنظام العقيد الليبي معمر القذافي من تحرير معظم الأراضي الليبية خلال الأسابيع الماضية، التي كانت تحت سيطرة كتائب ومرتزقة القذافي، قامت الكثير من المجموعات والصفحات المؤيدة للعقيد على موقع التواصل «فيس بوك»، بنشر أخبار تؤكد فيها إحراز كتائب القذافي الكثير من الانتصارات، وتمكنها من استرجاع مدن عدة، وأن الأعلام الخضراء المعبرة عن نظام القذافي ترفرف في الكثير من المدن. فيما اعتبر الكثير من مؤيدي الثورة الليبية الداعين لهذه الحملات المضللة لـ«فلول نظام القذافي»، أنها محاولات تقوم بها فلول القذافي، في محاولة منها لإجهاض ثورة 17 فبراير، موضحين لـ«الشرق الأوسط» أن «القائمين على هذه الصفحات هم ممن لهم مصالح مع النظام الذي وصفوه بالبائد، وكل ما يفعلونه ليس لعقيدة داخلية، ولكن لأن القذافي يعطيهم الأموال».

وشهدت هذه الصفحات حالة من الحوار الساخن والمشادات الكلامية التي غلب عليها طابع السخرية بين أنصار الثورة ومؤيدي القذافي. ففي الوقت الذي يؤكد فيه أحد مؤسسي الصفحة، أن قوات القذافي المسلحة داخل مصراتة وتسيطر عليها، يرد عليه أحد الثوار ساخرا، ويقول: «قواتهم المسلحة داخل مصراتة.. بس ناقص كلمتين بس.. قواتهم المسلحة داخل (مقابر وسجون مصراتة)، الله أكبر فوق كيد المعتدي.. الله والقائد وليبيا وبس». وما يلفت النظر حين الاشتراك كعضو في هذه الصفحات التي زاد عددها على عشرة، هو الشعور بوجود فريقين، فريق القذافي يتميز باللون الأخضر ويضع الكثير من الأعضاء المؤيدين فيه، صورا للعقيد وهو يخطب بين الشعب الليبي، وهو يعلق العلم الأخضر، وصورا لابنه سيف الإسلام، بالإضافة إلى صور لعلم ليبيا الأخضر. وفي الفريق الآخر الذي ينتمي للثوار ويعارض القذافي، يضع الثوار صورا لعلم الثورة أو علم التحرير كما يعرف، وصورا لمصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الوطني الليبي، واللواء عبد الفتاح يونس، الذي أعلن المجلس استشهاده منذ عده أسابيع على يد عناصر من الطابور الخامس، وكذلك صور ساخرة ورسوم كاريكاتيرية للعقيد القذافي.

ووصفت هذه المجموعات التي يزيد عدد أعضائها على عشرة آلاف عضو، تدخل قوات التحالف الدولي في ليبيا بالهجوم الصليبي، وأن من يدّعون أنهم ثوار قد تحالفوا مع الغرب لنهب ثروات الوطن الليبي، وأن هناك من أطلقوا عليهم «جحافل من المتطوعين التونسيين والجزائريين دخلت الحدود الليبية تضامنا مع إخوانهم من الشعب المسلح لردع جرذان الناتو»، في إشارة منهم إلى أن العقيد يدعمه من بالداخل ومن بالخارج. كما كتب الكثير من المؤيدين للعقيد الليبي تعليقات تؤكد تصديقهم لما ينشر على الصفحات التي توضح تأييدهم للقذافي، لعل أبرزها: «النصر قادم يا أبطال الشعب المسلح، يا شعبنا الغالي اصمدوا ورابطوا فالنصر قريب»، «بشروا قائدنا ومعلمنا الأخ العقيد رمز عزتنا وكرامتنا أننا قادمون.. حركة اللجان الثورية»، «الهدوء يسبق العاصفة فانتظروا العاصفة أيها الجرذان».