الجزائر: أهم حزب معارض يهاجم الحكومة بسبب إيواء أفراد من عائلة القذافي

السلطات حصلت على موافقة لجنة الأمم المتحدة لمراقبة تطبيق العقوبات قبل استضافتهم

TT

استنكر أهم حزب معارض جزائري قرار السلطات استضافة أفراد من عائلة العقيد معمر القذافي، وقال إن النظام القائم «يستغل لمصلحته الأوضاع التي توفرها ساحة إقليمية مضطربة». وفي غضون ذلك، أفاد مصدر قريب من الحكومة أنها حصلت على موافقة لجنة الأمم المتحدة لمراقبة تطبيق العقوبات على ليبيا، قبل أن تسمح لذوي القذافي بالدخول إلى الجزائر.

ووصف حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، المعارض، في بيان أمس، قرار استضافة زوجة القذافي و3 من أبنائه، بـ«هدية العيد للشعب الجزائري». وتوقع أن «يلقي ذلك بظلاله على التطورات التي يشهدها بلدنا». وربط الحزب بين قرار استضافة عائلة القذافي ومطلب تغيير النظام الذي يرفعه، إذ قال في بيانه: «يؤكد حكام الجزائر، من خلال اعترافهم بإيوائهم أفرادا من عائلة القذافي، موقف ونيات على الصعيد الداخلي. فالرسالة واضحة، وهي أن أي تفكير في التغيير لا جدوى منه. أما ترجمته الموجهة إلى الخارج لا تقل وضوحا، وهي أن النظام لا يخشى من تحمل دوره كنظام يرهن بقاءه باستغلال الأوضاع التي توفرها له ساحة إقليمية مضطربة».

وتوقع الحزب الذي يقوده طبيب الأعصاب، سعيد سعدي، عدم اعتراض الحكومة الجزائرية على محاكمة أسرة القذافي، «لأنهم يشعرون بالهزيمة ولا يملكون القوة ولا المصداقية التي تجعلهم يعترضون على محاكمتهم عندما يقتضي الأمر ذلك». وقال الحزب إن ما سماه «مهزلة سياسية» (استضافة عائلة القذافي) «لها فضل واحد على الأقل، هي أنها أزاحت الستار عن وهم مفاده أن هذا النظام السياسي قابل للإصلاح».

وفي الموضوع نفسه، ذكر مصدر قريب من الحكومة لـ«الشرق الأوسط»، أن السلطات الجزائرية أخبرت لجنة الأمم المتحدة المكلفة مراقبة تطبيق العقوبات على ليبيا، قبل أن تفتح أبوابها لأفراد عائلة القذافي. وحصلت على موافقة اللجنة، بحسب المصدر ذاته، الذي تحفظ على نشر اسمه. وأضاف: «الجزائر في غنى عن مزيد من الضغط في ملف الأزمة الليبية، لذلك سعت من أجل الحصول على ضوء أخضر من الأمم المتحدة والقوى الكبرى التي تدير الأزمة الليبية، قبل أن تقرر استضافة أسرة القذافي». وتابع المصدر بأن الجزائر «لا تمانع في نقل أسرة القذافي إلى أي بلد يريد إقامتهم عنده، وإلى اليوم لم نتلق أي طلب بهذا الخصوص».

وتقول مصادر من إليزي بالصحراء، وهي أقرب مدينة إلى الحدود الليبية، لـ«الشرق الأوسط»، إن زوجة القذافي صفية وأبناءه الـ3 محمد وهانيبال وعائشة يوجدون منذ صباح الاثنين بمنطقة عسكرية. وتوقعت نقلهم إلى العاصمة في غضون أيام، حيث يملكون عقارات ولديهم أملاك. وأوضحت المصادر أن نقلهم إلى العاصمة حاليا ليس ممكنا، بسبب عدم تعافي عائشة القذافي، بعد أن وضعت مولودا على أثر دخولها إلى الحدود.

وعلى صعيد آخر، تقول مصادر دبلوماسية إن الجزائر غير مستعدة للاعتراف بـ«الانتقالي» الليبي كسلطة جديدة في ليبيا، قبل أن تعترف به الأمم المتحدة كحكومة رسمية تشرف على إدارة شؤون البلاد. ويرى محللون أن استضافة أفراد أسرة القذافي، جعل الجزائر تفقد نهائيا وضعها كبلد محايد في الأزمة، وأنها أعطت لخصومها في ليبيا فرصة للضغط عليها أكثر، على خلفية مزاعم بدعم النظام بمرتزقة وأسلحة قبل سقوطه.