ألمانيا: تقنية المسح الإلكتروني الجسدي في المطارات غير ناضجة بعد

من واقع التجربة العملية

مسافرون داخل مطار ألماني.. بانتظار المسح (رويترز)
TT

توافرت قناعة كافية لدى وزارة الداخلية الألمانية بأن أجهزة المسح الجسدي للمسافرين في المطارات لم تستكمل شروطها بعد، ولذا أجلت استخدامها حتى إشعار آخر.

وزارة الداخلية كانت قد أشرفت، بحضور ممثلين عن المفوضية الأوروبية، على تجربة الجهاز في مطار هامبورغ الدولي، بشمال ألمانيا، طوال شهر. وأظهرت النتائج أن التقنية لم تنضج بعد بما يلبي شروط الاتحاد الأوروبي. وبالأمس أعلن وزير الداخلية الألماني، هانز بيتر فريدريش، أن تجربة الأجهزة في مطار فرانكفورت الدولي، أكبر مطارات ألمانيا، «أثبتت أنها كثيرا ما تطلق أجهزة التحذير بلا داع، وهذا ما قد يعمم الشكوك حول المسافرين ويثير امتعاضهم». ومن ثم، ترك الوزير باب استخدام هذه الأجهزة في عموم المطارات الألمانية مفتوحا وربطه بمدى إمكانية عملها مستقبلا بلا خطأ.

الأجهزة التي استخدمت في مطار هامبورغ كانت من نوع «إل-3 بروفيشن آي تي دي»، التي تعمل بتقنية أشعة ذات موجات قصيرة تشبه الأجهزة العاملة بالأشعة فوق الحمراء. وتظهر هذه الأجهزة كل ما هو غير طبيعي في جسم الإنسان، أو عليه، بدءا بالأسلحة والمتفجرات وانتهاء بالمخدرات التي قد يبتلعها البعض برغبة تهريبها. كما تظهر هذه الأشعة المواد الورقية المخبأة، بما فيها الأوراق المالية بالطبع.

الجهة المنتجة كانت قد أكدت للحكومة الألمانية أن الأجهزة تظهر صورة عامة لجسم الإنسان من دون أن تكشف كل التفاصيل، لكنها بالطبع ستظهر الأعضاء الصناعية المزروعة في الجسم. ولذا شن دعاة حماية المعطيات الشخصية هجوما حادا ضد استخدام هذه الأجهزة، معتبرين أنها تظهر تفاصيل لا يريد الإنسان الكشف عنها.

ما يذكر أن الولايات المتحدة تستخدم هذه الأجهزة في بعض مطاراتها منذ فترة، لكن الاتحاد الأوروبي اشترط لاستخدامها استكمال تقنيتها وتجربتها تحت أنظار أعضاء من المفوضية الأوروبية. كما حظر الاتحاد الأوروبي على منتجي هذه الأجهزة استخدام أشعة «إكس» فيها تخوفا من أضرارها الصحية على المسافرين.

بقي أن نشير إلى أن استخدام هذه الأجهزة يستوجب تمرير المسافرين، الواحد تلو الآخر، في غرفة صغيرة وتعريضهم للأشعة وهم من دون جاكيتات وأحزمة وساعات، وما إلى ذلك. وتتطلب التقنية وقوف المسافر لمدة 3 ثوان بلا حركة، ويداه متماستان فوق رأسه، قبالة الأشعة.