الرئيس صالح يتهم المعارضة بالفساد وباستغلال الشباب

مقتل 4 مقاتلين مقربين من «القاعدة» في اليمن

TT

شن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح هجوما عنيفا على المعارضة اليمنية، متهما إياها بالفساد والكذب والخداع، وباستغلال المتظاهرين الشباب ضد نظامه. ووصف الرئيس صالح معارضيه بأنهم «تجار سلاح»، وأنهم يستغلون المتظاهرين الشباب لإسقاط نظامه، في حديث بثه التلفزيون الرسمي اليمني من الرياض أمس، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أمس.

وقال الرئيس اليمني صالح الذي يعالج في الرياض منذ إصابته في هجوم على قصره في الثالث من يونيو (حزيران) الماضي، إن «الذين ذهبوا إلى ما يسمى ساحة الجامعة ليؤيدوا ثورة الشباب التي تنادي برحيل النظام، مملوءة بطونهم بالفساد، تجار السلاح والأراضي الذين هم فوق القانون، هؤلاء هم بناة المستقبل هربوا إلى ساحة الجامعة فاسدين ومفسدين». وأضاف الرئيس اليمني صالح الذي كان يضع عصابة على رأسه كما في مقابلاته السابقة «مهما جاءت الكلمات والعبارات فشعبنا يعرفهم حق المعرفة من هم وكانوا عبئا على النظام السياسي، فليرحلوا وليرحل أمثالهم من فاسدين، وكاذبين، ومخادعين لا نذكر أسماء، ولكن شعبنا يعرفهم حق المعرفة ويعرفونهم في الداخل والخارج». وكان الرئيس صالح في حديث أدلى به أول من أمس، بمناسبة عيد الفطر، دعا إلى «وضع الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية والتوقيع عليها دون تسويف أو تأخير» بهدف ضمان انتقال سلمي للسلطة. وتنص الخطة الخليجية على تشكيل المعارضة حكومة مصالحة واستقالة الرئيس بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة مع المقربين منه. ولم يعلق الرئيس صالح الذي بدا في صحة جيدة خلال ظهوره على التلفزيون في الأسابيع الماضية، على عودته إلى اليمن، بعد أن قال في 16 أغسطس (آب) الماضي، «إلى اللقاء في عاصمتنا صنعاء».

ويعاني النظام اليمني من الضعف نتيجة انفضاض وحدات من الجيش والقبائل والعلماء عنه بعد أكثر من ستة أشهر من الاحتجاجات. لكن المعارضة اليمنية لم تفلح في إزاحة الرئيس اليمني صالح الذي يحكم منذ عام 1978. وأدى قمع الاحتجاجات إلى مقتل 200 شخص على الأقل من المحتجين.

وعلى صعيد آخر، قتل 4 مقاتلين يعتقد أنهم على علاقة مع تنظيم القاعدة أمس في مواجهات مع جنود يمنيين حاولوا استعادة السيطرة على زنجبار، كبرى مدن محافظة أبين جنوب اليمن، بحسب مصدر طبي. وقال المصدر لوكالة الأنباء الفرنسية إن الرجال الأربعة قضوا متأثرين بجروحهم بعد نقلهم إلى المستشفى صباحا في جعار قرب زنجبار، موضحا أنه تم نقل مقاتلين اثنين آخرين ومدني إلى المستشفى للمعالجة. وأصيب المقاتلون جراء عمليات القصف التي قام بها الجيش واستهدفت زنجبار عاصمة محافظة أبين. وتخضع زنجبار وعدة مدن في أبين منذ نهاية مايو (أيار) الماضي لسيطرة عناصر متطرفة قريبة من «القاعدة» بحسب السلطات، استفادوا من ضعف السلطة المركزية التي تواجه موجة احتجاجات شعبية ضد الرئيس اليمني صالح.

وبحسب مصادر محلية، فقد استعاد الجيش السيطرة على قرى دوفس والكود والمتلا الواقعة في ضاحية زنجبار، خلافا لجعار والشقرا. ويسيطر الجيش حاليا على الطريق البالغ طوله 50 كلم بين زنجبار وعدن، كبرى مدن جنوب اليمن. وقدرت المحكمة العليا في اليمن أول من أمس عدد مقاتلي «القاعدة» الذين قتلوا في محافظة أبين منذ مايو الماضي بأكثر من 300 شخص. وقدرت مصادر عسكرية عدد الجنود الذين سقطوا في الفترة نفسها بـ183 عسكريا.