إسرائيل ومصر تبحثان عن خلية مسلحين تستهدف تنفيذ هجمات وخطف إسرائيليين من سيناء

انتشار قوة من 1500 شرطي مصري و1500 شرطي إسرائيلي ضمن حملة الاستنفار العسكري

TT

أعلنت مصادر عسكرية في تل أبيب أمس، أن حملة الاستنفار العسكري على الحدود الجنوبية مع مصر، ستتواصل عدة أيام، حتى يتم إلقاء القبض على خلية مسلحين منتشرة في سيناء تحاول اختراق الحدود إلى إسرائيل لتنفيذ عمليات هجوم مسلحة وخطف إسرائيليين. وقالت أيضا إن القوات المصرية تشارك في أعمال البحث هذه، خوفا من أن يرتكب هؤلاء المسلحون عمليات هجوم على السياح القلائل المتبقين في شواطئ سيناء.

وقالت هذه المصادر إن الجيش الإسرائيلي قرر مباشرة حربه ضد هذه الخلية بشكل علني، وسماها «حربا عسكرية في وسائل الإعلام»، بغرض «إفهام المسلحين بأن ألوف الجنود يفتشون عنهم، فيتراجعون عن هدفهم ويسلمون، أو يحاولون تنفيذه تحت الضغط فيكشفون ويلقى القبض عليهم». وقد تم الكشف، في هذا الإطار، عن انتشار قوة من 1500 شرطي مصري في سيناء و1500 شرطي إسرائيلي على طول الشارع الفاصل بين سيناء المصرية والنقب الإسرائيلي.

وكان مصدر في المخابرات الإسرائيلية قد ادعى أن خلية مسلحين من 10 – 12 شخصا، معظمهم فلسطينيون قدموا من قطاع غزة وبينهم مصريون من سيناء أيضا، انطلقوا لتنفيذ هجمات مسلحة ضد أهداف إسرائيلية في منتجعات سيناء أو في منطقة إيلات، على نمط الهجمات التي نفذت أواسط الشهر الماضي. وأن هدف هذه الهجمات قتل أكبر عدد ممكن من الإسرائيليين وخطف جندي أو مواطن إسرائيلي أو أكثر. فأعلنت حالة استنفار على الحدود، وتم إغلاق الشارعين الرئيسيين المؤديين إلى إيلات من شمالي النقب الغربي. وقد وصل طال روسو قائد اللواء الجنوبي في الجيش الإسرائيلي، أمس، إلى حشود قواته لدراسة الوضع الميداني والاطلاع على الاستعدادات لمواجهة هذه الهجمات، وفقا للناطق العسكري الإسرائيلي. وقال للجنود الذين التقاهم «أنتم تؤدون مهمة وطنية كبيرة في الدفاع عن أرواح الإسرائيليين وللدفاع عن السلام مع مصر».

ومن جهته، صرح بيني غانتس، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بأن هناك مصلحة مشتركة لمصر وإسرائيل في القبض على أفراد هذه الخلية. ووجه تهديدا مباشرا للتنظيمات الفلسطينية المسلحة، خاصة إلى حماس والجهاد الإسلامي، قائلا «ننصحهم أن لا يدخلونا في امتحان جديد لأننا سنرد عليهم بكل قسوة ممكنة».

وردا على سؤال حول إن كانت هناك مبالغة في هذا الاستنفار، قال غانتس «العمليات الإرهابية قرب إيلات قبل أسبوعين والعملية الإرهابية في تل أبيب ومواصلة إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه البلدات الإسرائيلية، لا تترك مجالا للشك في أن تلك التنظيمات ماضية في غيها ضد إسرائيل وضد الاستقرار الأمني في سيناء وعلينا أن نكون جاهزين لكل طارئ».

وكان الجيش الإسرائيلي قد نقل سفينتين حربيتين حاملتين للصواريخ إلى ميناء إيلات في البحر الأحمر. وأعلن كذلك عن استحداث منظومة صواريخ جديدة للمدرعات تساعده في أرض المعركة دون انتظار دعم من سلاح الجو. والصاروخ الجديد الذي أطلق عليه اسم «الرمح السحري»، يحمل - حسب مصادر عسكرية - جهاز تعقب ومواد متفجرة زنتها 120 كيلوغراما. وهو يصيب الهدف عن بعد حتى خمسين كيلومترا، وإصابته تدمر كل ما يلتقيه بقطر عشرة أمتار من مكان وقوعه. ويتم إطلاقه من بطارية تستطيع إطلاق ثمانية صواريخ دفعة واحدة وكل منها يصيب الهدف المحدد، بحسب الجيش الإسرائيلي.

من جهته أعلن موشيه يعلون نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير الشؤون الاستراتيجية، في سياق مقابلة إذاعية ظهر أمس، أن قنوات الاتصال بين إسرائيل ومصر مفتوحة. وأعرب عن أمله في أن تؤدي «العمليات الجارية على طرفي الحدود إلى إحباط المحاولات لارتكاب اعتداء إرهابي في هذه المنطقة». وأكد يعلون أن هذه الجهود تصب في مصلحة مصر أيضا لأن الإرهاب يهددها كما يهدد إسرائيل.