الصدر يدعو للرد على إغلاق الأجواء العراقية مؤقتا من قبل الأميركيين

مصدر عسكري لـ «الشرق الأوسط»: قواتنا قادرة على التعامل مع الخارجين عن القانون

TT

في الوقت الذي دعا فيه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس المقاومة العراقية إلى الرد على إقدام القوات الأميركية على غلق الأجواء العراقية أول من أمس في وجه الطائرات المدنية ومنع حركة النقل الجوي، اعتبر مصدر عسكري مسؤول في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المنطقة التي يقع فيها مطار بغداد الدولي كانت طوال السنوات الماضية واحدة من المناطق التي كانت تعتبرها العديد من التنظيمات والجماعات المسلحة ومنها تنظيم القاعدة الإرهابي قاعدة للمقاومة مثلما يسمونها»، معتبرا أن «الدعوة إلى إطلاق يد المقاومة يمكن أن تمنح العديد من هذه التنظيمات والجماعات المسلحة، التي عرضت قواتنا وأجواءنا إلى الخطر كما تعرضت على يد قواتنا المسلحة إلى ضربات قوية، حجة للبدء بعمليات استهداف المواطنين والمؤسسات الخدمية والإدارية خصوصا أن مطار بغداد بدأ يشهد حركة طيران جيدة سواء على صعيد الوفود أو الشركات أو حتى السياح».

وأوضح المسؤول العسكري أنه «بشكل عام وبصرف النظر عن أي دعوة ومن أي جهة تصدر فإن أمن الوطن والمواطن هو حماية الدولة وقواتها المسلحة سواء كانت جيشا أم شرطة اتحادية التي أسهمت طوال السنوات الماضية في استتباب الأمن في أكثر المناطق خطورة ومنها موقعا المطار ومقترباته».

وحول استمرار عمليات استهداف المطار والمنطقة الخضراء بالصواريخ وفي مناطق مختلفة من بغداد مما يعني أن هناك أكثر من جهة تقوم بذلك ولا تتبع قيادة واحدة، قال المصدر العسكري إن «أجهزتنا الاستخبارية وقيادة العمليات لديها التشخيص الكامل لمناطق الاستهداف ومن أين تنطلق الصواريخ وقد قمنا باعتقال العديد من هذه الجماعات الخارجة على القانون والتي تدعي القيام بأعمال مقاومة للأميركان ولكنها في النهاية إما تعرض حياة المواطنين العراقيين للخطر أو تمنح الأميركان مبررات البقاء تحت مثل هذه الذرائع». وشدد المسؤول العسكري على أن «قواتنا المسلحة باتت قادرة على التعامل مع كل الخارجين عن القانون حيث إننا نعتبر أن السلاح بيد الدولة فقط وكل من يحمل السلاح خارج نطاق الدولة إنما هو خارج القانون بصرف النظر عن أي عنوان يحمله».

وكان الصدر قال في بيان صادر عن الهيئة السياسية للتيار الصدري وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن غلق أجواء مطار بغداد «لا بد له من رادع وإلا تكررت المأساة والتطاول والتعدي علينا مرارا لذا أهيب بالمقاومة أولا أن تقوم بالرد على ذلك بما يليق بها وبشعبها». وأضاف البيان أن «المحتل هو المتحكم والذي سيبقى كذلك ما دام جاثما على أرضنا المقدسة وأن ذلك يدل على ضعف الحكومة وكفانا ضعفا ولتكن مع الشعب ليقف الشعب معها». وعن إرسال جنود من الجيش الأميركي إلى العراق لتأمين عملية انسحاب الجيش الأميركي المقررة نهاية العام الجاري، قال الصدر طبقا للبيان إن «ذلك فيه إسقاط لهيبة العراق. وإذا كان من أجل الانسحاب فليبقوا خارج العراق ولا يدخلوه». وكان زعيم التيار الصدري الذي يحتفظ بكتلة في البرلمان العراقي تضم 41 نائبا ويشارك بعدد من الوزراء في حكومة رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي قد بدأ في تصعيد موقفه ضد الأميركيين والحكومة معا منذ أبريل (نيسان) الماضي بعد أن هدد برفع التجميد عن «جيش المهدي» قبل أن يعود ثانية خلال شهر يوليو (تموز) الماضي ليطلق يد «لواء اليوم الموعود» التابع له للقيام بعمليات عسكرية ضد الأميركيين مع الإبقاء على تجميد جيش المهدي حتى في حال لم ينسحب الأميركيون من العراق. وفي السياق نفسه فقد فاجأ الصدر الحكومة والقوى السياسية مؤخرا عندما أعلن عن تسيير مظاهرات مليونية بعد عطلة العيد بعد انتهاء مهلة الأشهر الستة التي كان قد حددها للحكومة للقيام بالإصلاحات المطلوبة لا سيما في مجال الخدمات.